1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد السجود للصليب الكريم المحيي 3-4-2016

أي شيءٍ نقرّبُ لك أيها المسيح لأنك منحتنا أن نجثو لصليبك الموقَّر الذي أرقت عليهِ دمك الكليّ القدس وفيهِ سُمرَ جسدكُ بالمسامير الذي إذا ما صافحناهُ الان نشكركُ.
سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد يورغوس زَخريوذاكيس المحترم،
أيها الآباء الأجلاء ،
الإخوة المحبوبون بالرب يسوع المسيح،
نشكر ربنا و إلهنا مخلصنا يسوع المسيح الذي أهلنا اليوم لأنّ نشتركَ بفرحٍ في عيد السجود للصليب الكريم المحيي ،في هذا المكان عِنْدَ مَوْطِئِ قَدَمَيْهِ كما قال الأنبياء قديماً.
إنّ هذا المكان ،ما هو إلا كنيسة القيامة المقدسة، حيثُ المكانَ الذي تمَّت فيهِ ذبيحةِ صليب إلهنا ومُخلصنا المسيح ودفنهِ الثلاثيّ الأيام وقيامته المجيدة.
فأتينا إلى هذا المكان المقدس كهنةً و شعباً، و أَقمنا بدالةٍ القداس الإلهيّ، مُذيعين بجهارةٍ عن سر الإيمان العظيم الذي هو إيماننا بالمسيح المصلوب ِ و القائم من بين الأموات.

و نقول هذا لأنه بحسب القديس بولس الرسول” فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ”(1كو1 : 18 ).و بكلامٍ آخر إنَّ المُخَلّصينَ هم أعضاء جسد المسيح ،أي أعضاء كنيسته. وكما يعلِّم القديس غريغوريوس بالاماس “إنَّ الإيمان هو قوة الخلاص.و لهذا فكل شيءٍ مستطاع للمؤمن”
لهذا فقد حددّ أباؤنا الإلهيون في منتصف الصوم الأربعيني المقدس، كَلِمَةَ الصَّلِيبِ هذه، و الذي يعني السجود لعود للصليب الكريم المحيي ، حتى نَغْرُفَ من قوة الإيمان هذة الخلاصية و كما يقول أيضاً كاتب السنكسار:”لإننا إذا ذُقنا من هذا لانموت أصلاً بل نحيا على الدوام”
وعدا عن ذلك فإنَّ مرنمُ الكنيسة يقول “إنَّ الكنيسة قد ظهرت الآن فردوساً آخر كالأوَّل إذ حَوَتْ صليبك عوداً حامل الحياة الذي بملامستنا إياهُ نساهمُ عدم الفساد”
فها نحن مدعوون أيها الأحبة لكي نُكرمّ صليب ربنا و إلهنا و مخلصنا يسوع المسيح و بسجودنا لهُ ( أي للصليب) نُمجد الإله الذي طُعِنَ عليه ونقول :يارب يامن صُلبت عليهِ ارحمنا وأهلنا للسجود لقيامتك المُقدسة .
آمين