1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدّسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديسَيْنِ العظيمَيْنِ قسطنطينَ وهيلانةَ المُعادِليِ الرُّسُل 3-6-2016

إنَّ قسطنطين العظيم لم يأخذ مع أمّهِ عِزَّ المُلكِ من البشر. بل من النعمة الإلهيةِ من السماءِ. فإنَّهُ أبصرَ فيها علامةَ الصليب الإلهي تَسْطَعُ نوراً. فقَهرَ بهِ الأعداءَ الألدَّاءَ. وأبادَ ضلالة الأوثان. وأيَّد في العالمَ الإيمان القويم. هذا ما يقولهُ مُرَنِمُ الكنيسة.
سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد يورغوس زخريوذاكيس المحترم،
أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمون،
أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،
تبتهجُ اليومَ كنيسةُ المسيح المقدسة ولا سيِّما كنيسة آوروشليم متممةً بشكرٍ وفرحٍ عظيمَيْن تذكار القديسَيْن المُشَرَّفيْن الملِكَيْن العظيمَيْن المُتوَّجَيْنِ من الله والمُعادِلَيْ الرُّسل قُسطنطين وهيلانة في كنيسة الدير البطريركيّ المُشيَّدةِ على اسمِهما.

لقد ظهرَ واستبانَ من الله، قسطنطين العظيم، أول الأباطرة الرومانيين الوثنيين، ملكاً على المسيحيين فملأ ودمغَ المسكونةَ قاطبةً والأرض المقدسة خاصةً بأداة الخلاص المُحيية الإلهية أي صليب إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. هذا الصليب الكريم المُحيي الذي قال عنه القديس بولس الرسول: “إِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ”(1 كو 1 :18).
إنَّ الأماكن المُقدسة والدينية الموقرة الشاهدة لسر التدبير الإلهي أي الميلاد والصلب والقبر وقيامة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح قد شُيِّدت ودُشِنت عليها فيما بعد هياكل وكنائس فائقة الروعة والجمال مع أديرَتِها المُقدسة وعُرفت بأنها أديرةً قُسطنطينيّةً (وذلك نسبةً إلى القديس الملك قسطنطين وأُمِهِ القديسةَ الملكة هيلانة اللذين شَيَّداها”)، وقد قام على هذه الأماكن المقدسة فيما بعد، حُراس وخُدَّام لها وهم طغمة المُثقفين المقدسة، ألا وهي اليوم أخوية القبر المقدس المُوقرة.
وبفضل هذه الكنائس القسطنطينيّة والتي أبرزها كنيسة قيامة مُخلصنا يسوع المسيح المقدسة، تمت المحافظة على شواهد الإنجيل والحقائق الرسولية كرجاءِ القيامة والحياة الجديدة في المسيح، حَيةً سالمةً من أي أذىً أو تغيير.
وكوننا نَكِنُ كُلَّ تبجيلٍ وتَمجِيدٍ لتذكار القديسَيْنِ العظيمَيْنِ قسطنطينَ وهيلانةَ المُعادِليِ الرُّسُل مؤسسي الرومية، فمن بابِ الواجبِ والاستحقاق نُكَّرِمُهم ونتضرعُ إلى الرب أنّ يُخَلِصَ نُفوسَنا بشفاعاتِهم.
وختاماً مع مرنم الكنيسة نقول:” إنَّ شوقكِ لَعجيبٌ وسيرَتكِ لَفاضِلةٌ. يا فخرَ النساءِ هيلانةَ المجيدة. فإنَّك لما بلغتِ الأماكن التي اقتبلت آلام سيّد الكلّ الموقَّرة. زيَّنتها بهياكلَ جميلةٍ تَهتفينَ قائلةً: يا شعب ارفعوا المسيح إلى الدهور.
المسيح قام