1

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة أورشليم وسائر فلسطين وألاردن في تخريج طلبة مدارسنا ألاورثوذكسية في أردننا الغالي الهاشمي تحت قيادة جلالة ملكنا المعظم عبداللة بن الحسين حفظه الله ورعاه

أصحاب النيافة, ألآباء ألاجلاء المحترمين
حضرة إبنتنا المربية الفاضلة السيدة أميرة الصُناع المحترمة
مديرة عام مدارسنا الرومية ألاورثوذكسية
مديريِ مدارسنا الرومية ألاورثوذكسية في أُردننا الغالي العزيز
حضرات المعلمات والمعلمين وأولياء أمور الطلاب المحترمين
الحضور الكرام مع حفظ ألالقاب للجميع

سلام المسيح معكم جميعاً
يُسعدنا أن نعبر لكم عن فرحتنا الكبيرة ونحن نُشارككم هذا اليوم البهيج بمناسبة تخرُّج أفواج أخرى من طالباتنا وطلابنا وقد أنهوا هذا العام الدراسي وأتمّوا واجباتهم ألاكاديمية مستحقين شهادة الثانوية العامة, فهنيئاً لأهلهم وذويهم هذا ألانجاز المُثمر إن شاء الله. كما نُعبّر عن وافر تقديرنا وإمتناننا للهيئات ألادارية والمعلمات والمعلمين والمشرفين الذي يحملون هذه الرسالة بكل صدقٍ وأمانةٍ, حتى يتمكن الطلبة من إجتياز هذه المرحلة التي هي الخطوة ألاولى نحو مسيرة أكاديميةٍ جديدةٍ تُمكّنهم من بناء مستقبلهم وتأديةٍ مسؤولياتهم بكل ثقةٍ.
إن من أبسط حقوق ألإنسان العيش بكرامةٍ في وطنه الذي يقوم من خلاله بكل واجباته التي تجعل منه إنساناً مُنتجاً مُعطاءً, يعمل على تطوير نفسه وذاته ليُقدم أفضل ما عنده لأسرته ومجتمعِه ووطنه. وأُردننا الحبيب هو الداعم لأبنائه في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه, فهذا الوطن هو السَند حتى يُقوي ألانسان مُتسلحاً بالعلم والثقافة ومُسايراً للتقدم والتطوُّر.

وفي هذا اليوم البهيج لا يسعنا إلّا أن نبارك المحبة الكبيرة وألاخلاص للكنيسة والوطن, فألانسان الذي يتحلى بهذه الصفات يستطيع أن يتحدى العقبات ليصل الى ما يصبو اليه من أهداف ونجاحات, وإن مدارسنا الرومية ألاورثوذكسية تحت ظل بطريركيتنا المقدسية بدعم بكل قوةٍ من يُساند ويُخلص لهذه المدارس, وكما أن كنيستنا تنطلق من مبدأ المحبة فإننا ندعو الى ألالتفاف حول القيادة الهاشمية الحكيمة وألاردن الغالي لمواجهة كل الصِّعاب والمخاطر, لأننا نرى في هذا البلد المِعطاء أمناً وتعايشاً أخوياً متبادلاً بين جميع أطياف مجتمعه ونتمنى له مزيداً من السلام والمحبة والتقدم وألازدهار.
وإن النظام التعليمي في أيّة دولة هو ألاساس الراسخ والدعّامة ألاولى ليكتمل البناء ويقوى, فالتعليم هو الذي يصنع ألايادي المعطاءة التي تُعمِّر وتبني وتُطور, ومن هذا المُنطلق لا يسعنا إلّا أن كلمة حقٍ في معلماتنا ومعلمينا هؤلاء الجنود الحاملون العِلم السامية فهاماتهم تُعانق المجد وأياديهم تغرس بذور الحبّ وألأمل وبعطائهم تستمر المسيرة, كما أننا نُرسل تحية من القلب الى أسرة التربية والتعليم الحاملةِ راية هذه الرسالة, فنحن نُثني على جهودكم ونبارك ثمرة إنجازاتكم.
وحيث أن بناء ألإنسان هو قبل كل شيء, فهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم, فإذا أردت أن تبني حضارة أُمة فهنالك ثلاثة أمورٍ: أوّلها إبنِ ألاسرة, وثانيها إرعَ التعليم وثاثلها إرفع القدوات والمرجعيات. فحتى تبني ألاسرة عليك برعاية دور ألأُم في تربية أبنائها وألاهتمام بها لبناية جيل المستقبل, وكي ترعى التعليم عليك بالمعلم إجعل له أهمية في المجتمع وأرفع من مكانته حتى يفتدي به طلابه, وكي ترفع القدوات عليك بالعلماء إجعلهم القُدوة للجميع حتى يعلو شأنهم ولا تُشكك بقدراتهم حتى يُسمع لهم.
وإننا تغتنم الفرصة من خلال هذه المناسبة الطيّبة على قلوبنا جميعاً لنُشير الى التقدم العلمي الذي حصل في هذه المدارس خلال ألاعوام المُنصرمة وعلى كافة ألاصعدة المتعلقة بالعمليتَين التعليمية والتربوية, مما أتاح الفرصة لطلابنا ألأعزاء أن يحصلوا على نتائج مُشرفة في ألامتحانات العامّة, كما أن هذا الصرح الاكاديمي الثقافي ألأردني الرومي قد خرّج أشخاصاً لهم مراكز مرموقة وعالية في مجتمعنا الأصيل والذين نفتخر ونعتز بهم.
وفي الختام لا بد من كلمة حقٍ تُقال أمام الجميع نُثني من خلالها على جهود المدارس ألاهلية في أردننا الغالي مُمثلةً بهيئاتها الإدارية والتدريسية بما تُقدمه من دعم ومساندةٍ في سبيل ألارتقاء بمدارسنا فلكم منا أطيب كلمات الشكر وألاحترام, ونتمنى أن نحتفل سوياً في ايامٍ مباركة وقد عمّ السلام جميع ربوع المنطقة والعالم.
وكل عام وأنتم وأردننا الغالي بألف خير