1

الكلمة الترحيبية لصاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على مأدبة المحبة في مدينة طرعان 18-9-2016

أيها الآباء والإخوة الأجلاء،

الأخوة أعضاء جمعية طرعان الجزيلي الأحترام،

السيد رئيس لجنة الكنيسة المحترم،

الحضور الكريم كلٌ مع حفظ الألقاب،

يطلب منا القديس بولس الرسول قائلاً” فَاثْبُتُوا إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا. (2تسالونيك 2: 15)

إنّ بطريركية آوروشليم المقدسة أي كنيسة آلام صلب وقيامة مخلصنا المسيح لا تتوقف ولا تألو جهداً عن الاهتمام الرعوي من أجل صالح وخير أبنائها الروحيين.

إنّ بشارة وتعليم المحبة والعدل وسلام المسيح والتعايش بين الشعوب واحترام الآخرين وكل إنسان دون التميز بين عرقه أو دينه يشكل الهدف الرئيسي لرسالة بطريركيتنا الآوروشليمية المقدسة.

فحضور المسيحيين في هذه الأرض إنّ كان عدداً كثيراً أو قليلاً فهو في الجوهر يشكِّلُ الشهادة المنظورة والملموسة على مدى العصور لوجود المسيحيين الأصليين أو المواطنين في هذه الأرض المقدسة، أو في هذا الشرق الأوسط الواسع المُعَذّب.

لذلك فإنّ بطريركية آوروشليم المقدسة قد حافظت وتحافظ بشدة على أن تستمر وتحمي الحضور والشهادة المسيحية في هذه الأرض المقدسة. وذلك من خلال ما يُعرف بالروم الأرثوذكس. فاليوم يعترفُ الجميع ويُقر بأن بطريركية الروم الأرثوذكس هي الضمان والأمان للهوية الرومية الأرثوذكسية من جهة ومن الجهة الأخرى لبقاء الرومية الأرثوذكسية في ديارها الأصلية.

وهذا ما قد تم التأكيدُ عليهِ وبشدةٍ في اجتماع رؤساء كنائس الشرق الأوسط الذي انعقد في العاصمة الأردنية عمان مؤخراً.

ولاشكّ أيضاً بأنّ التقليد الليتورجيّ وطقوس العبادة والصلاة لكنيسة آوروشليم تُشكِّلُ نبع القوة والرجاء والحماية الذي لا ينضُب للكثيرين والذي من خلاله يتجدد الكثيرون روحياً وجسدياً.

ونقول هذا لأن الليتورجيا خاصةً أي سر الشكر الإلهي، هي تلك التي تجعلُنا مساهمين ومشاركين بجسد ودم نبع حياتنا إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. لهذا فإن القديس بولس الرسول يعظ قائلاً: لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. (عبر 12: 28) وهذا يعني بما أننا قد قبلنا من خلال إيماننا بالمسيح ملكوتاً أزلياً لا يتزعزع أبداً وهذا الملكوت قد أسَسَهُ المسيح من خلال كنيستهِ، فلنقدم إذن الشكر المتواصل لله لأنهُ من خلال امتناننا وشكرنا وعبادتنا المرضية لله نُظهرُ له كل تقوى واحترام.

نضرع إلى الله بأنّ تجديد هذه الكنيسة يساهم في تجديد هياكلنا نحن التي يسكن روح الله القدوس فيها بحسب القديس بولس الرسول إذ يقول: أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ (1كورنثوس 3: 16).

ختاماً نود أنّ نشكرَ من أعماق قلوبنا قدس الأب الأرشمندريت تيموثاوس الذي قَدَّمَ بدون تعبٍ وكلل وضحى بذاتهِ لسنوات عديدة في خدمة رعيتنا في مدينتكم طرعان. والشكر موصول أيضاً لكل الذين ساهموا وشاركوا وعملوا من أجل إتمام عمل تجديد الكنيسة ونخصُ بالذكر المسؤول العام قدس الأب الأرشمندريت ايلاريون رئيس دير تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على جبل ثابور والسيد المتعهد نادر نصار.

لسنين عديدة ومباركة من الرب الإله