1

مُعايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد الاستقلال القومي 2016/10/28

سعادة قنصل اليونان العام الجزيل الاحترام السيد خريستوس سوفيَنوبولس الاخوة والآباء الأجلاء أيها المؤمنون، والزوار الحسنو العبادة، الحضور الكريم كلٌ باسمهِ مع حفظ الألقاب،
إنَّ الذكرى السنويّة للملحمة الوطنية في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1940 تشكل معلماً تاريخياً ليس فقط للأمة اليونانية بل للعالم بأسرهِ.
لهذا فقد قامت اليوم كنيسة آوروشليم المُقدسة وآباء أخوية القبر الُمقدس الأجلاء برفعِ صلوات الشكر والتمجيد لربنا ومخلصنا يسوع المسيح في كنيسة القيامة المُقدسة وذلك لسحق القوات الفاشية والنازية وتجمعاتهم ومعسكراتهم وطردهم وهزيمتهم.
كما أن كنيسة آوروشليم صنعت تذكاراً وتضرعاً من أجل راحة نفوس الأبطال من آبائنا وإخوتنا الذين سقطوا بعزةٍ وكرامة من أجل حماية هذا الوطن اليونانيّ وأرضه وسلامتهِ، و رَوَوا بدمائهم ثراهُ العطر من اجل الخير الأسمى والحرية المُقدسة.

لقد كانت هناك الأعجوبة الكبيرة وباعتراف الجميع ألا وهي محبة الوطن من النفس اليونانية وعظمة إيمانها المسيحي في أثناء الجهاد والصراع ضد قوى الفاشية والنازية، والذين انكشف أيضاً عنهم القناع في أيامنا الحالية، ولكن بأشكالٍ ونماذجَ أخرى وبالأخص داخل حدود منطقتنا أي في هذا الشرق الأوسط. 
إنّ هذا الإيمان وبحسب المزمور “يخضع الشُّعُوبَ تَحْتَنَا، وَالأُمَمَ تَحْتَ أَقْدَامِنَا”(مز 46: 3) 
وأقول هذا لأن إكليروس الكنيسة المُقدس لم يشارك فقط بفعاليةٍ في هذا النضال المُقدس ضد القوات البربرية، لكنه قدَّم أيضاً كوكبةً من الشهداء لهذا الوطن، هؤلاء الشهداء من رؤساء كهنة وكهنةٍ ورهبان أضحوا نجوماً ساطعة أنارت سماء الوطن الغالي، وكما يقول بولس الرسول: ” فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا” (2 تيم 1: 8).
 لا يجب أنّ نتغاضى عن أهمية هذه الذكرى السنوية “للآُوخي” أي “لا” للثامن والعشرين من أكتوبر عام 1940 ولا يجب أن يُنظرُ إليها بأنها مجرد حدثاً تقليدياً وذكرى وطنية تاريخية، بل عليها أن تكونَ دعوةً أمام أعيننا، لليقظة والانتباه ضد أولئك الذين يرتكبونَ جرائمَ الدمِ المستمرة والانتهاكات وأشكال الابتزاز المتنوعة البغيضة باسم الله والدين ضد إخوتنا البشر أجمعين والأطفال البريئين، كما يشهد قول ربنا يسوع المسيح بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ عِبادةً للهِ.(يو 16 : 3 )
لذا لتكن ذكرى هؤلاء الأبطال الذين سقطوا بعزةٍ وكرامة من آبائنا وإخوتنا من أجل الوطن والإيمان مثالاً وقدوةً لنا لكي نسير على خطاهم مكرمين ذكرهم الطاهر. 
وسنرفعُ كأسنا عالياً ونهتفُ قائلين:
عاش الثامن والعشرون من اكتوبر عام 1940،
عاشت اليونان،
عاش الجنس الروميّ الأرثوذكسي التقي المبارك مع أخوية القبر المُقدس.
وكل عام وأنتم بألف خير