1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على مأدبة المحبة بمناسبة تكريس هيكل القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس في مدينة البقيعة 26-11-2016

أيّها الرّبّ المحبّ البشر، جدد بروحك الكليّ قدسه نفوس المقيمين بإيمانٍ عيد تجديد بيتك الشريف. وتعطف أيها المخلص علينا نحن الساجدين لك فيه متقبلاً صلواتنا كذبيحةٍ هذا ما يقوله مرنم الكنيسة.

أيها الإخوة المحبوبون بالمسيح.

نشكر الثالوث القدوس الذي جمعنا بنعمة الروح القدس في هذا اليوم المبارك لتكريس وتدشين كنيسة القديس جاورجيوس اللّابسِ الظفر في مدينة البقيعة. إنّ هذا العيد في هذا اليوم يوحّد جميع ابناء هذه المدينة وذلك لأّنّ اسم القديس جاورجيوس العظيم في الشهداء الذي شيّدت على اسمه هذه الكنيسة المقدّسة يحظى بالتّكريم منَ الجميعِ. إنَّ القديس جاورجيوس غنيٌ عن التعريف، فقد استشهد من أجل الحقيقة والمحبة والعدل. وهذا جليٌ للعيان من خلال تكريم ذكراه الطاهر في جميع العالم، وهو حامي الكثير من المدن والبلدان.

يُعتبر القديس جاورجيوس من أبرز قديسي الكنيسة وأقربهم إلى عواطف المؤمنين وأكثرهم شهرة وشيوعاً في الإكرام الذي يُقَدِّمه له عامة الناس. يتسمّى المؤمنون باسمه أكثر من أي اسم لقديس آخر كما أن العديد من الكنائس والأديرة والمدن سُمِّيَت باسمه واتّخذته شفيعاً لها.

وليس هناك داعٍ لأن نقول بأن تجديد “العمل الصالح” لا يتعلق فقط في الهيكل “الحجري” ولكن بالأخص تجديدٌ لهيكل أجسادنا كما يقول القديس بولس الرسول:”أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ (1كورنثوس 19:6)

إن أقوال القديس بولس الرسول أيها الأخوة الأحبة تُشير إلى أن هدف كرازة وتعليم إنجيل المسيح هو التقديس، أي خلاص الإنسان، والخلاص يعني شفاء الطبيعة البشرية من الضعف والمرض وبالتالي تجاوُزها الموت في المسيح إلهنا القائم من بين الأموات.

إن بطريركية الروم الأرثوذكس الآوروشليمية العريقة تفخُر في المسيح لأنه من خلالها وفي هذه الأرض المُقدسة في هذا العالم أجمع تشهدُ لحضور المسيح الحيّ وتحافظ على أن يبقى نور محبة القريب ومحبة الأعداء متوهّجٌ وغير منطفئ.

حافظت البطريركية على مر التاريخ والعصور وفي أحلك الظروف وأصعب الأوقات على عملها الدؤوب وعلى عمل محبتها للبشر دوماً وها نحن اليوم نجني ثمرة التعاون بين البطريركية وبين رعيتنا المحبوبة هنا في البقيعة. إن هذا التواصل والتعاون الرائع والمستحقّ كل اعجابٍ وتقدير بين الراعي والرعية. والذي يحصلُ باسم” رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ “(أي المسيح) (عبرانيين 13: 20) يشكّلُ القاعدة الأساسية لتعليم الرسل القديسين وخلفائهم أي رعاةُ الكنائس.

ختاماً نضرعُ على المسيح إلهنا بشفاعات القديس جاورجيوس اللابس الظفر وسيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم قائلين مع المرتل: أيها الصالح يامن أسسّت كنيستك على صخرة الإيمان سهّل فيها طلباتنا وتقبّل الصّارخين إليك بإيمان خلصنا يا إلهنا خلصنا. آمين.