كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على مأدبة المحبة في بيت ساحور
المسيح ولد فمجدوه. المسيح أتى من السماوات فاستقبلوه. المسيح على الأرض فارتفعوا. رتّلي للرب أيتها الأرض كلّها ويا شعوب سبّحوه بابتهاج لأنه قد تمجد.
حضرة سيادة الرئيس المحترم
السادة أعضاء لجنة الكنيسة المحترمين
الحضور الكريم كلٌ مع حفظ الألقاب
رفعنا اليوم صلوات الشكر والتمجيد لإلهنا، الثالوث القدوس الذي أهلنا أن نعّيد هذه السنة أيضاً بفرحٍ وابتهاجٍ ذكرى القديسين الآباء الأجداد في هذه المدينة المباركة التي ورد ذكرها في الإنجيل والمعروفة “بقرية الرعاة الساهرين”.
إن عيد اليوم له أهمية خاصة وذلك لأنه يشكل سابق إعلان لعيد ميلاد مخلصنا المسيح في مغارة متواضعة في بيت لحم حيث مذود الحيوانات. وهذا العيد يوجه رسالة حية إلى جميع أعضاء الكنيسة الحية المؤمنون والذين في الأرض المقدسة وفي الشرق الأوسط وبالأخص في دولتنا الفلسطينية.إن سابق إعلان الجدود القديسين والأنبياء في هذا العالم وفي هذه الأرض لظهور كلمة الله بالجسد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، سلطت الضوء على ظهور الكنيسة. ونقول هذا لأن كنيستنا المقدسة هي جسد المسيح الإله المتأنس والمسيح هو رأس الجسد وأما نحن فأعضاء جسده كما يكرز القديس بولس الرسول.أيها الإخوة الأحبة إن الكنيسة تتألف وتتكون من الإكليروس أي الكهنة وشعب الله المؤمن وهذا هو بالضبط بناء كنيستنا ووحدته.
إنَّ بطريركية آوروشليم المقدسة تحَمي وتُحافظُ على مر ِالعصورِ على حضورِ ووجودِ المسيحيين في أرض فلسطين وتحافظ على الأماكن والمزارات المقدسة وأماكن البركة والعبادات. ونحن كلنا شهودٌ على التجارب التي أصابت الناس عامة والمسيحيون خاصة الذين يحيون في الشرق الأوسط المُعذب كالعراق وسوريا وهذه الحقيقة الصعبة قد سبقَ رَبنا ومُخلصنا يسوع المسيح وأنبأنا عنها من في إنجيل يوحنا قائلاً: قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ». (يوحنا 16: 33).
إن أقوال المسيح هذه تؤكد بأن كنيستنا ليست تنظيمٍ بشريّ أو عالميّ أو حتى هيئة بل هي جسد المسيح الإله المتأنس، لهذا فإنه لا كاهناً ولا علماني يستطيعُ أنّ يعتبرَ نفسهُ فوقَ الكنيسة.
بهذه الأقوال نحيّي في قرية الرعاة رعيتنا الحية والفعالة والتي تحتفل في هذا اليوم
مكرراً قولي و مؤكداً بأن كنيسة آوروشليم أي بطريركية الروم الأرثوذكس هي المرجع الرئيسي لهويتنا الوطنية الدينية، وضمان بقاءنا في أرض آبائنا وأجدادنا.
ختاماً أتمنى للجميعِ أعياداً ميلادية مجيدة وعاماً جديداً مباركاً وليكن 2017 عام سلامٍ ومصالحة وتعايشٍ واستقرار في منطقتنا وفي عالمنا أجمع.
كل عامٍ وأنتم بألف خير
وليبارككم الرب