1

معايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لرئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس (أبو مازن) في عيد الميلاد المجيد في مدينة بيت لحم

فخامة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس (أبا مازن) الجزيل الاحترام

الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ. (لوقا 2 :14)

هذه هي رسالة السلام الخالدة والعظيمة لعيد الميلاد المجيد بشكلٍ عام ولمدينة بيت لحم بشكلٍ خاص. فهذه الرسالة ما هي إلا صوت العدل الإلهي الذي يجيب آمال البشر المظلومين الضعفاء. لأنه ليس من الممكن أن يكون هناك سلام بدون عدل، لهذا فإن القديس النبي أشعياء يصف بأن السلام هو عمل ونتاج العدل وَيَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَمًا. (أشعياء 32 : 17).

في شخصك يا سيادة الرئيس الزعيم السياسي للشعب الفلسطيني يتحقق قول الإنجيل:” طوبى للجياع والعطاش إلى البر” وهذا معروفٌ عنك دولياً.

وهذه الحقيقة قد أقرّتها وأيّدتها مؤخراً بقوةٍ قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة والتي أدانت فيها توسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

إننا نعلم يا سيادة الرئيس بأن هذا قد كان نجاحاً شخصياً لمحاولتكم ولتعاونكم فاسمح لنا بأن نهنئك على هذا.

وبحسب مبادئ الديانة الإبراهيمية ولا سيما إنجيل كلمة الله المسيح المولود بالروح القدس من العذراء مريم في مغارة بيت لحم فإن عمل السلام المقدس هو ثمر الحقيقة والعدل والمحبة، وهذا هو ما نُعيّد له اليوم.

نعيّد لهذا الحدث جميعاً مسيحيين ومسلمين والذين يُشَكِلّون ويؤلفون النسيج للشعب الفلسطيني ولحكومته تحت كنف قيادتكم الحكيمة يا سيادة الرئيس.

نعيّد هنا في هذه الديار والأماكن المقدسة التاريخية التي التقت فيها السماوات مع الأرض، والبشر مع الله. هذه الديار التي تُشكل الضمانة للتعايش المنسجم بين المؤمنين من اليهود والمسلمين والمسيحيين.

وعلى مر العصور فقد شكلّت وصاغت هذه الديار المقدسة خاصة حضارة الشرق الأوسط وهويتَهُ ذات الثقافات والديانات والقوميات المتعددة.

لهذا فإن أيةِ محاولة لتغير وتبديل هذا النمط والشكل القديم للنظام سيعتبر إهانة وعدم احترام لإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ. (2 كور 13 : 11 )

إن وجودنا معاً لَهُوَ دليل وشهادة صادقة لثمار الخير للعهدة المقدسة التاريخية ما بين الخليفة عمر بن الخطاب وسَلَفِنا السابق البطريرك صفرونيوس.

إن هذه العهدة ليست مجرد حدثاً تاريخيٌاً يخص الماضي ولكنها حاضرٌ حيٌّ ومنارةٌ مضيئة للبشر

الذين يتخبطون في بحر هذه الحياة الهائج وخاصةً في منطقتنا.

وأما بيت لحم ومغارة ميلاد رئيس السلام وشمس العدل فهي الميناء الهادئ للقائد الذي بمهارة حُكمهِ وحِكمتهِ ورأيهِ السديد قد استطاع أن يقود مركب الشعب الفلسطيني إلى برّ الأمان والاستقلال.

ختاما نود أن نشكركَ يا سيادة الرئيس من أعماقِ قلوبنا وجميع من تعاون مع فخامتكم في مشروع ترميم كنيسة المهد. ونتضرعُ إلى طفل المغارة الإله العلي القدير رب المجد أن يثبت خطاك ويُساندك في الاستمرار في توجيه بوصلة مركبك لما فيه خير وسلام وأمان ورقي هذا الوطن الفلسطيني وإلى سنين عديدة.

وليكن عاماً سلامياً