1

مُعايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد ختانة ربنا يسوع المسيح بالجسد وتذكار أبينا القديس الجليل باسيليوس الكبير 14-1-2017

“فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُك”. (2كورنثوس 6: 2)

هوذا الآن وقتٌ مناسبٌ وهوذا الآن يوم خلاصٍ. هذا ما يُكرز به رسول الأمم القديس بولس الإلهيّ.

سعادة القنصل العام لدولة اليونان المحترم

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين،

أيها الزوار المسيحيون الحسني العبادة.

إنّ كنيستنا المقدسة والتي هي جسد المسيح الممتدة في هذا العالم إلى أبد الدهور. لا تُرَحِب فقط بل تُبَشِر بدخول الزمن والعام الجديد عبر أقوال الرب في الإنجيل المقدس رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ (لوقا 4: 18-19). (اشعياء 61: 1-2).

بكلامٍ آخر أيها الإخوة الأحبة إن معنى الزمن لا يُفهم بخرافات مُصَّنعة (2 بط 1 :16) بل حَسَبَ إِعْلاَنِ السِّرِّ الَّذِي كَانَ مَكْتُومًا فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ (رومية 16 :25). أي كلمة الله المتجسد مخلصنا يسوع المسيح الابن الأزلي المُتَّحد بالروح القدس الصانع معهُ كلَّ ما يرى وما لا يرى.

إنّ كنيستنا المقدسة لا تعرِضُ مفهوم الزمن بحسب تنظيمٍ اجتماعيٍ دنيوي بل كجسد المسيح والذي نحن بحسب القديس بولس الرسول:” أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. (أفسس 5: 30)

وذلك لأنّ المسيح هو الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي (رؤية 1 :4) وهذا يعني بأنَّ الكنيسة تُدخِل وتولِجُ في هذا العالم الأبدية والدهرية في المسيح ممُتدةً معهُ للدهرية.

فبداخل الكنيسة، حيث الزمن يصبِحُ وقتاً لتذكر الماضي يصيرُ (الماضي) ذكرى حيةً في المسيح. ويصير رجاءُ المستقبل زمنَ رجاءٍ في المسيح لهذا فإن القديس بولس الرسول يقول مستشهداً بأقوال النبي اشعياء (49: 8 )” فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ. هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ. (2كورنثوس 6 :2).

وتُعَيِّد أيضاً كنيستنا المقدسة لأبي الكنيسة العظيم القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة كبادوكية والذي يُصادف تذكاره السنوي المقدس ببداية العام الجديد وأيضاً للعيد السيدي ألا وهو ختانة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد، فهي تدعونا اليوم في هذه الذكرى الموقرة من أجل إكرام القديس باسيليوس الكبير لتقطيع كعكة الفاسيلوبيتا لكي نتذكر أنه بسبب خطايانا قد نُفينا إلى الأرض وبمحبة خالقنا اللامحدودة لجنس البشر قد أُصْعَدنا إلى السماوات.

في المسيح يسوع نتذوق نحن مسبقاً دعوته لنا إلى السماوات وذلك خلال زمان القداس الإلهي. والذي من خلاله ينتقل ذهن الإنسان من الوقتيات إلى المستقبليات، كما يقول القديس باسيليوس الكبير.

وعدا عن ذلك فإن القديس بطرس يحثُ المؤمنين على التوبة مشيراً إلى نسبية الزمن إذ يقول وَلكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ: أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ (2 بط 3: 8)

إذن علينا أن نضع أمام أعيننا أن يكون زمان حياتنا في المسيح متضرعين إلى القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية لكي يتشفع فينا إلى المسيح الإله من أجل خلاص نفوسنا ومن أجل سلام كل العالم ومنطقتنا أيضاً، ومع المرتل نهتف قائلين: يا كلمة الآب الذي قبل الدهور. يا مَن خلق كلَّ الأشياءِ بحكمةٍ وأقامها بكلمتِه القديرة. بارك اكليل السنة بجودِكَ واحفظ إخوتنا أخوية القبر المقدس الموقرين، ورعيتنا المسيحية ومدينتنا وديارنا المقدسة بشفاعات والدة الإله مانحاً العالم الرحمة العظمى.

كلُّ عامٍ وأنتم بألف خير

آمين