1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاحتفال بعيد الظهور الالهي في نهر الاردن 18-1-2017

عطوفة محافظ أريحا واللواء المحترم.

حضرة الشيخ الفقيه…

سعادة رئيس بلدية أريحا المحترم…

سعادة قنصل اليونان العام الجزيل الاحترام أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين،

أيها المؤمنون، الزوار الحسنو العبادة، الحضور الكريم كلٌ باسمهِ مع حفظِ الألقاب.

إنّ عيد الظهور الإلهي والمعروف قديماً أيضاً بعيد الأنوار أو عيد الغطاس يشكّل امتداداً وتتمةً لعيد الميلاد العظيم والذي احتفلنا به بعظمةٍ وبهاء في مدينة بيت لحم حيث مكان ولادة المسيح.

وقد شرّفنا بحضوره في عيد الميلاد المجيد سيادة فخامة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس (أبو مازن) والذي أكّد بشدةٍ بأن هذا العيد هو عيدُ للشعب الفلسطيني بمسحييه ومسلميه.

وهذه الحقيقة نؤكِّدُ عليها اليوم بتواجدنا سويةً في مدينة أريحا الأثرية التاريخية حيث كان لنهر الأردن دوراً في هذا السر الذي لا يوصف أي نزول الروح القدس على إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح عندما اعتمد من القديس والنبي السابق يوحنا المعمدان.

إن بطريركية الروم الارثوذكس المقدسية والتي هي أمُّ ونبع الكنائس مستمرةً على مر العصور وشاهدةً، بحضورها الفعّال، على مر الزمان، على قدسية وطهارة أرض فلسطين والتي باركها الله القدير على كلّ شيء وقدسها من خلال ابنه الوحيد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ومن خلال أنبيائه الأتقياء.

لذلك فإنّ الأديرةَ والكنائسَ المقدسة الموجودة في داخل منطقة أريحا ومحيطِ نهرِ الأردن تشهدُ على الدوام بهذه الرسالة وهذه الحقيقة وتَصدَحُ بها دون توقف، بأنّ الله هو نبعُ النورِ، وهو النورُ الذي ينيرُ ويقدسُ كلّ إنسانٍ آتٍ إلى العالم وهذا النور الإلهيّ، ما هو إلا نورُ المحبة والسلام والعدل وهذا يعني أنه لا سلام بدون عدلٍ.

وإنّ بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية تكرزُ وتبشرُ بهذهِ الرسالة على مر العصور. وعدا عن ذلك فإن العهدة التاريخية بين الخليفة الفاروق عمر بين الخطاب وبين سَلَفنا البطريرك صفرونيوس قد تأسس عليها مبدأ السلام والعدل بحسب شرع الله. ولأنهُ بحسب القديس بولس الرسول” لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ. رومية 14: 17 ويؤكد هذا القديس متى الإنجيلي البشير فإن القديس يوحنا المعمدان قد كان يكرز بطريق البر والعدل لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ. (متى 32:21)

ختاماً نتضرعُ أنهُ كما ظهرَ النورُ الإلهيّ للناس وأشرقَ لهم في مياهِ نهرِ الأردن وفي محيطه، أنّ يُشرقَ أيضاً هذا النورُ في قلوبِ حُكّام الأرض. لأنّ من “َيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ. (أعمال 35:10) مُتَمنَيينَ لفخامةِ رئيسِ دولةِ فلسطين السيد محمود عباس (أبو مازن) أنّ يسددَ الربُ خطاهُ في كلِ عملٍ خير من أجل رفعةِ وتقدمِ شعبَ فلسطين الحبيبة راجيين من الله أن يعمّ السلام والعدل والتعايش في منطقتنا وفي عالمنا أجمع.

كل عام وأنتم بألف بخير