1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في افتتاح قاعة كنيسة القديس جاورجيوس اللابس الظفر في مدينة الخضر 29-1-2017

وَأُرِيدُ أَنْ تُقَرِّرَ هذِهِ الأُمُورَ، لِكَيْ يَهْتَمَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ أَنْ يُمَارِسُوا أَعْمَالاً حَسَنَةً. فَإِنَّ هذِهِ الأُمُورَ هِيَ الْحَسَنَةُ وَالنَّافِعَةُ لِلنَّاسِ. (تيطس 3: 8)
أيها الإخوة المحبوبين في المسيح….
نفرحُ في ربنا يسوع المسيح الذي أهلنا اليوم لنعمته الإلهية ولشفاعة القديس جاورجيوس العظيم في الشهداء ” حَتَّى أَجِيءَ إِلَيْكُمْ بِفَرَحٍ بِإِرَادَةِ اللهِ، وَأَسْتَرِيحَ مَعَكُمْ. (رومية 15: 32).

يُقام في أيام الآحاد اجتماع سر الشكر الإلهي (أي القداس الإلهي) والذي يُشكّل الرسالة والشهادة المهمة للعمل الدؤوب لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسيّة.
إنّ مهمةَ وعملَ بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية هي الكرازة وتعليم إنجيل المسيح إلهنا، الذي هو المحبة والسلام ومحبة البشر جميعاً، دون استثناء وبدون تمييزٍ بين عرقٍ أو دينٍ أو ثقافةٍ. وهذا ما يعلّمه القديس الرسول بولس العظيم متوجهاً للكنائس وقائلاً: حتى يَهْتَمَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ أَنْ يُمَارِسُوا أَعْمَالاً حَسَنَةً. فَإِنَّ هذِهِ الأُمُورَ هِيَ الْحَسَنَةُ وَالنَّافِعَةُ لِلنَّاسِ. (تيطس 3: 8) وأيضاً “لِكَيْ، بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَفَمٍ وَاحِد (راعٍ ورعية) تُمَجِّدُوا اللهَ أَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ”. (رومية 15: 6)
إنّ عمل تجديد هذه القاعة من أجل خدمة الرعية الروحية وللخير الكنيسة بشكلٍ عام ولدير مار جريس بشكلٍ خاص هو بالحقيقة عمل محبةٍ وبرٍ، مُرضٍ لله إذ يقول القديس بولس الرسول لأَنَّ مَنْ خَدَمَ الْمَسِيحَ فِي هذِهِ فَهُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ اللهِ، وَمُزَكُى عِنْدَ النَّاسِ. (رومية 14: 18) لهذا فإن القديس بولس الرسول يُضيفُ قائلاً: فَلْنَعْكُفْ إِذًا عَلَى مَا هُوَ لِلسَّلاَمِ، وَمَا هُوَ لِلْبُنْيَانِ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ. (رومية 14: 19)
لذلك نرى أنّهُ من الواجب علينا أنّ نشكرَ جميع الذين ساهموا وقدموا وتعبوا وعملوا من أجل إنجاز وتتميم هذا العمل وبالأخص لمن ساهم مادياً وعينياً
ونعبر عن شكرنا أيضاً لرئيس هذا الدير المقدس، قدس الأب الأرشمندريت حنانيا والذي من البداية عمل على تنفيذ هذه المبادرة مفتكراً لما هو نافعٌ لهذا المزار والدير المقدس ولما هو في مصلحة أبناء هذه الرعية الأتقياء، ولجميع الساكنين في مدينة الخضر.
ختاماً ولمرات عديدة نكرر ونشدّد على أهمية رسالة وعمل البطريركية والتي تهدف إلى حماية وخدمة الأماكن والمزارات المقدسة من جهةٍ، والخدمة والاهتمام برعاياها المسيحيين من جهة أخرى.
نتضرع إلى ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بشفاعات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم وبتوسلات القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر أن يبارك عملُ الخير هذا وأن ينمو ويزدهر.
آمين