1

عرض مشروع القبر المقدس أمام الجالية اليونانية في البروكسيل

تحدث غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة اورشليم مساء يوم الثلاثاء 14 آذار 2017، بدعوة من المفوض الأوروبي الأسبق السيد سبيريدون باباس، أمام الجالية المغتربة اليونانية “آرغو” في بروكسل في محاضرة تحت عنوان “ملتقى الحضارات في المدينة المقدسة أورشليم ودور الكنيسة الأرثوذكسية”. والموضوع الرئيسي تمحور حول مشروع إصلاح بناء القبر المقدس في كنيسة القيامة.

وشدد غبطة البطريرك في هذا الخطاب على المشاكل التقنية والفنية التي واجعت المشروع والتي تم حلها عن طريق الدراسة العلمية الديقة التي أُجريت في جامعة الهندسة والتكنولوجيا في أثينا تحت إشراف الباحثة والمحاضرة السيدة أنطونيا ميروبولو وبمشاركة كادر من الباحثين المحاضرين وطلاب اللقب الثاني والثالث في جميع التخصصات. وأيضاُ عن طريق التنسيق التام بين الطوائف المسيحية الثلاث التي لها مسؤولية في كينسة القيامة, البطريركية الأورشليمية, أخوية الفرنسيسكان والكنيسة الأرمنية في القدس.
أعرب السيد باباس عن فرحته باستقبال غبطة البطريرك الأورشليمي والسيدة ميروبولو في أرغو التي تعد مركزاً للمبادئ والقيم الأوروبية. وقال للاتحاد الأوروبي توجد بوابتان الأولى هي الحضارة اليونانية الرومانية, والثانية هي الحضارة اليونانية المسيحية. وأن مواطني الاتحاد الأوروبي يعيشون تجربة التعايش الثقافي في مجتمع معولم.

غبطة البطريرك شكر السيد باباس على هذا الترحيب، وقال غبطته في كلمته: “إن القبر المقدس هو قلب الأرثوذكسية والأمة الرومية, وبطريركية اورشليم هي مصدر الرسالة المسيحية وأول أسقف عل المدينة كان القديس يعقوب أخو الرب. البطريركية تحافظ على المقدسات كأماكن للعبادة في الأرض المقدسة، التي هي مكان للعيش المشترك وفي نفس الوقت مكان صراع بين اليهودية والإسلام. المدنية المقدسة أورشليم لها قُدسية خاصة بأنه على أرضها سُكبت دماء الأنبياء ودم ربنا يسوع المسيح, وهي مدينة مقدسة للأديان التوحيدية الثلاثة. لا تلعب البطريركية الأورشليمية فقط دورا دينياً في الأرض المقدسة، وإنما أيضا دوراً ثقافياً وسياسياً، باعتبارها الضابط والمنسق في الوضع القائم في القدس الذي تاريخياً وُضع بعد 638 ميلادية من خلال العُهدة العمرية التي وُقعت بين البطريرك الأورشليمي صفرونيوس والخليفة عمر بن الخطاب. الامة الرومية كانت سنداً وعوناً للمقدسات وثمرة هذا هي مُلكية البطريركية الاورشليمية الروحية والمادية. القبر المقدس هو تاج المقدسات المسيحية في الأراضي المقدسة وفي العالم المسيحي أجمع, والبطريركية الأورشليمية تفتخر كما إفتخر القديس بولس الرسول بالمسيح بأن الرب أعطى بركته لإصلاح بناء القبر المقدس. أخوية القبر المقدس قاموا بحماية المقدسات من خلال العديد من التضحيات والنضال والجهاد الروحي وكذلك التصدي للمشاكل المادية, وأيضاً ضحوا بدمائهم من أجل المقدسات كما حصل مع القديس فيلومينوس الذي إستشهد بالقرب من دير بئر يعقوب على يد المتطرفين اليهود المتشددين, وأيضاً إستشهد الأرشمندريت جيرمانوس من دير الخوزيفي. القبر المقدس هو مكان مسكوني, المسيح القائم من بين الأموات أخذ الطبيعة البشرية ومجدها بقيامته ويحفظ جميع الناس بقوته. مهمتنا هي رسالة المصالحة والتعايش السلمي.
نشكر رئيس وأعضاء آرغو على هذه الندوة التي في الواقع تُبين أهمية الحضارة الهيلينية والأورثوذكسية. المسيحية تحافظ على الكيان الروحي والبيولوجي للإنسان. هذه الهوية تم تلخيصها اليوم أيضا من خلال مشروع ترميم القبر المقدس”.

في الجزء الثاني من الندوة قدمت الباحثة السيدة ميروبولو المُشرفة على المشروع عرضاً للنواحي التقنية والمهنية في مشروع ترميم القبر المقدس قائلة أن هذا العمل ربط ما بين العناصر البنائية القديمة, ربط العناصر البيزنطية والصليبية التي معاً تكون الناء الحالي للقبر المقدس. البناء الهيكلي للقبر المقدس مرّ بكثير من التشويهات والتغييرات, لهذا قال السيدة ميروبولو أن ” الحكومة الأنجليزية سنة 1947 قامت بوضع ركائز حديدية حول القبر المقدس لتثبيته والتي تمت إزالتها بعد أعمال الترميم لهذا المشروع”. وأضافت أن سبب نجاح المشروع هو العمل الكادح والصعوبة كانت في إزالة بعض الأحجار والاحتفاظ بها في منطقة الفرنسيسكان في كنيسة القيامة حتى يتم أعادتها فيما بعد. وجرى إستكمال المشروع بفضل التبرعات السخية من الممولين المؤمنين ومن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك الأردن.

وشرحت السيدة ميروبولو بالتفصيل عن خطوات المشروع وعن الطرق التي إستعملت والمشاكل التي واجهت المختصين وكيفية حلها, وتحدث أيضاُ عن لحظة إزالة بلاطة القبر المقدس في الداخل لأول مرة بعد 500 سنة , وكيف تم الحفاظ على الهيكل البنائي القديم دون المس به. وقالت أيضاً ان طاقم العمل قام بفتح نافذة في داخل القبر المقدس محمية بالزجاج تغطي الصخرة الداخلية للقبر المقدس. وتم تقوية البناء الخارجي والداخلي وتعزيز شبكة الصرف الصحي في البنية التحتية للقبر, والتخلص من الرطوبة التي كانت عامل أساسي ومشكلة كان يجب التخلص منها لإستكمال العمل. وأضافت أنه سوف يتم مراقبة بناء القبر المقدس من قِبل طاقم الباحثين في الجامعة خلال السنوات الخمس القادمة.
وأنهت السيدة ميروبولو حديثها ” مع هذا المشروع، القبر المقدس يبقى المركز المسكوني للحجاج المسيحيين وينقل رسالة المصالحة والسلام للحجاج المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى الذين يزورون هذا المكان المقدس، لشعوب الشرق الأوسط، والبشرية جمعاء “.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأورثوذكسية