1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على مأدبة المحبة في عيد بشارة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم في مدينة الناصرة.7-4-2017

سعادة رئيس بلدية الناصرة المحترم

سعادة رئيس الجمعية السيد……المحترم

حضرة السيد قنصل اليونان العام المحترم

الحضور الكريم كلٌ مع حفظ الألقاب

إن عيد بشارة والدة الإله العذراء مريم، لا يخص فقط الكنيسة وحدها بل هذه المدينة المباركة أيضاً، مدينة الناصرة التي وردَ ذِكرُها في الإنجيل المقدس. وهذا لأن هذه المدينةِ التاريخية تُشكِّلُ الشهادة الثابتة والحية للقديس لوقا البشير الذي يصف بدقةٍ متناهية ووضوحٍ مغزى هذا الحدث الذي يخصُ البشريّة كلها والذي يتحدثُ عن تعاون العذراء مريم ومشاركتها في تتميم سر التجسد العظيم لكلمة الله مخلصنا يسوع المسيح.

تُشكل مدينة الناصرة مع بيت لحم وآوروشليم المدينة المقدسة، الأماكن الهامة والتي جرت فيها الأحداث الأساسية للتاريخ المقدس، أي تاريخِ خلاص الإنسان، إذ أنشأ هذا التاريخ الطابع الجغرافي المقدس لهذه الأرض التي نقطنُ ونعيشُ فيها.

إنَّ بطريركية آوروشليم المقدسة تحَمي وتُحافظُ بغير انقطاعٍ على مر ِالعصورِ على حضورِ ووجودِ المسيحيين في هذه الأرض وتحافظ على الأماكن والمزارات المقدسة وأماكن البركة والعبادات والتي تُشكل الضمان للحضور المسيحي في الشرق الأوسط وتصونُ الهوية الدينية والثقافية لمسيحيّي الشرق الأوسط كافةً.

وهذا جليٌّ للعيان من خلال ما يسود في الشرق الأوسط، من حروبٍ وقَلاقِلَ عدةٍ تحدثُ في البلدان المجاورة، فلا نستطيع أن نكون صامتين إزاء ما يحصل من نفيٍ وتهجيرٍ للمسيحيين من مواطن آبائهم وأجدادهم مع الناس الأبرياء من أبناء بلدهم.

إنّ عيد اليوم، أي عيدِ مدينة الناصرة تدعونا جميعنا ولاسيّما أيضاً شرائح المجتمع كافةً والتي تُشكِلُ الشخصية والميزة الثقافية ذات الديانات والجنسيات المتعددة لمدينة الناصرة لليقظة والانتباه. وذلك لأن من يُسطِّرُ تاريخ الإنسان ليس الإنسان نفسهُ بل الله الخالق الذي هو فوق الجميع وهو سيدُ الحياة والموت.

ونحنُ بما أننا أعضاءُ جسد الكنيسة فإنّ لدينا مرساةَ إيماننا بالمسيح الذي تجسد من دماء النقية والدة الإله العذراء مريم فنحنُ نحيا ونتحركُ بقوة الصليب الكريم علامة البر والعدل ورجاء نور قيامة المسيح إلهنا ومخلصنا.

ختاماً نتضرعُ إلى الفائقة البركات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم لكي بشفاعاتها يؤهلنا الرب إلهنا أنّ نُعيّد بسلامٍ ووئام لقيامة رئيس السلام ربنا ومخلصنا يسوع المسيح مع إخوتنا وأبناء بلدنا. آمين

كل عام وأنتم بألف خير