1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في يوم الخميس الكبير المقدس 14.4.2017

يا رب لقد ساررت تلاميذك وعلمتهم قائلاً انظروا يا أحبتي لا يفصلكم عني خوفٌ لأنني وإن كنت أتألم فذلك من أجل العالم. فلا ترتابوا بي إذاً لأني لم آتِ لأُخدَم بل لأَخدم وأضع نفسي فداءً عن العالم. فإذاً إن كنتم أحبائي فتشبَّهوا بي ومن أراد أن يكون فيكم أولاً فليصِر أخيراً والسيد كالخادم اثبتوا فيَّ لكيما تأتوا بعناقيد لأنني أنا هو كرمة الحياة.

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين،

أيها الزوار المسيحيون الحسني العبادة.

في هذا اليوم الخميس العظيم المقدس، نظّمَ الآباء القديسون نَظماً حسناً، كما يقول سنكسار الكنيسة، إذ قد سلمونا أن نُعيّد لأربعة أشياء: للغسل الشريف، والعشاء السري أي تسليم أسرار المسيح الرهيبة لنا، والصلاة الباهرة العجيبة، وتسليم ربنا من يهوذا.

إن كنيستنا المقدسة كنيسة آوروشليم تحافظ على هذا التقليد الرسولي باستمرار وقد صنعنا اليوم في كنيسة القيامة المقدسة خدمة الغسل الشريف لتذكار ما فعله الرب يسوع المسيح مخلصنا عندما غسل أرجل تلاميذه في العشاء السري.

فمن خلال هذا العمل، أي غسل أرجل التلاميذ، أظهر المسيح لتلاميذه ولنا نحن المؤمنين به، ليس فقط الطريق الصحيح القويم بل بالأحرى طريقة خلاص نفوسنا والتي هي التواضع الأقصى كما يُكرز القديس بولس الرسول قائلاً:” وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْم،ٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ. (فيلبس 2 : 8-11)

لقد تنازل المسيح وأطاع حتى الموت، موت الصليب والدفن وهذا يُشكل إجابةً لإنسان عصرنا الذي يفتخر بكبريائه وعظمته كما يقول القديس يعقوب في رسالته وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكُمْ تَفْتَخِرُونَ فِي تَعَظُّمِكُمْ. كُلُّ افْتِخَارٍ مِثْلُ هذَا رَدِيءٌ. (يعقوب 4: 16)

نحن مدعوون اليوم أيها الإخوة الأحبة من كيستنا المقدسة لكي لاَ نَنَمْ إِذًا كَالْبَاقِينَ (الذين هم لهذا العالم)، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ. (1تس 5: 6) ومع المرتل نهتف قائلين: أيها المسيح الإله يا من اتَّزر بمنديلٍ ورحض أقدام التلاميذ، ارحض أفكار نفوسنا وزنّرنا بالرباط الروحاني لنصنع وصاياك ونسبح صلاحك.

آمين

فصح مجيد