1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على مائدة المحبة في مدينة كفركنا 23-4-2017

اليوم يوم القيامة فسبيلنا أن نتلألأ بالموسم ونصافح بعضنا بعضاً ولنقل يا إخوة ولنصفح لمُبغِضينا عن كل شيءٍ في القيامة ولنهتف هكذا قائلين: المسيح قام من بين الأموات دائساً الموت بموتهِ والذين في القبور وهبهم الحياة.

حضرة السيد رئيس البلدية المحترم،

السادة لجنة وكلاء الكنيسة المحترمين،

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح والحضور الكريم كلٌ مع حفظ الألقاب،

إنّ عيد الأعياد وموسم المواسم أي يوم قيامة مخلصنا يسوع المسيح والتي تخص العالم أجمع وأيضاً عصرنا الحاضر حيث يتخبط فيه الإنسان من تيارات التطور السريع للتكنولوجيا وما يُحيط به من فوضى وحروب أهلية وإرهاب تخلقُ فيه الفزع والاضطراب.

إنّ لعيد القيامة أهمية خاصة لسكان الأرض المقدسة. وذلك لأن من الأرض المقدسة وتحديداً من المدينة المقدسة آوروشليم قد أشرق نور المسيح أي نور الرجاء والمحبة والسلام والمصالحة.

إن مدينتكم قانا الجليل تُشكل شهادة حية لنور القيامة والسلام والوئام والتعايش المشترك بين سكانها المسلمين والمسيحيين.

وإن حضور بطريركية الروم الأرثوذكس الدائم وعلى مر العصور مع أعضائها المؤمنين المسيحيين في قانا يُشكل البرهان الصادق بأن في هذه الكنيسة وهذا المكان المقدس الذي ورد ذكره في الإنجيل قد اجترح فيهِ حقاً ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بداية الآيات وأظهر مجده. وإنّ إظهار مجده ليس هو إلا محبته اللامتناهية لجنس البشر:” إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ (يوحنا 4: 20)

وقد كنت أنا مشاركاً لخدمة المحبة والوئام بين أبناء مدينة قانا وذلك إبان خدمتي المتواضعة كرئيسٍ وراعٍ روحيٍّ في هذه الكنيسة والمزار المقدس المعروف (عرس قانا الجليل).

اليوم هو عيدٌ سيدي لمدينتكم قانا المباركة لهذا فقد أتيناكم اليوم برفقة إخوتي رؤساء الكهنة والكهنة المكرمين حتى نشارككم في هذه الفرحة والبهجة. وكما أنتم سكان قانا تفخرون بالرب لأجل هذا المكان والموضع المقدس ونحن أيضاً كرئاسةٍ روحية نفخر بالمسيح لأجلكم ولأجل مدينتكم. ونقول هذا لأن هذا المكان والمزار المقدس أي “عرس قانا” وأعجوبة تحويل الماء إلى خمر جيد يشكَّلُ مكان تعزيةٍ وانتعاش روحي لجميع الزوار الأتقياء والوافدين إليهِ من أقاصي الأرض.

لهذا فأنا أتقدم بجزيل الشكر لجميعكم وخاصة لمحبوبنا وممثلنا الرئيس الروحي قدس الأب الأرشمندريت خريسوستوموس ومع الذين يعاونوه الجديرين بكل احترام السيد حسام عبد النور، وعدنان مطر، وعيسى جرايسي و……………………

وأختم بقول القديس بولس الرسول الذي يحثنا بقولهِ” اثْبُتُوا إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا. وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، وَاللهُ أَبُونَا الَّذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا عَزَاءً أَبَدِيًّا وَرَجَاءً صَالِحًا بِالنِّعْمَةِ، يُعَزِّي قُلُوبَكُمْ وَيُثَبِّتُكُمْ فِي كُلِّ كَلاَمٍ وَعَمَل صَالِحٍ.”(2 تس 2: 15-17 )

المسيح قام