1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في كنيسة القديس جاورجيوس اللابس الظفر في مدينة جفنا 19-5-2017

كَمثلِ بهاء الجلَد العلوي قد أظهرت الجمال السفلي في مسكن مجدِكَ الأقدس يا رب فثبتهُ إلى دهر الداهرين. وتقبل طلباتنا المُقدَمةِ لك بغير فتورٍ، بشفاعة والدة الإله، يا حياة الكلِ وقيامتهم. هذا ما يصدحُ بهِ مُرنم كنيستنا المقدسة.

قدس الأب الحبيب جورج،

الإخوة أعضاء لجنة الوكلاء المحترمين،

عطوفة محافظ محافظة….

سعادة رئيس بلدية جفنا السيد…

السادة المحترمون، الإخوة الأخوات المحبوبين في المسيح،

رفعنا مجداً وشكراً للإله الواحد الثالوث القدّوس، الذي أهّلنا اليوم أن ندخلَ إلى موضع قُدسهِ، أي إلى بيتهِ المقدس الذي يكرُم فيه القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس حلة الظفر، هذا البيت المقدس الذي تضرر إثرَ اندلاع النيران فيهِ وتسبب له بخسائر فادحة، ولكن تم تجديده من قبل رعيتنا، الشعب المؤمن الغيور المُحب لله.

لقد جمعتنا نعمة الروح القدس اليوم كهنةً وشعباً لكي نهتِفُ مع القديس بولس الرسول قائلين: أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ (عب 2: 12). ومع النبي داود نُرنم ممُجَدين: أَرْفَعُكَ يَا مَلِكي وإِلهِي، وَأُبَارِكُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. فِي كُلِّ يَوْمٍ أُبَارِكُكَ، وَأُسَبِّحُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. (مز 144: 1-2)

إن مكان عبادة الله العليّ لهُ أهميةً خاصة ليس فقط لرعية الروم الأرثوذكس بل أيضاً لمدينتكم جفنا ولجميع ساكنيها قاطبةً. ونقول هذا لأنّهُ في هذا المكان “موضع عبادة الله المقدس”، تلتقي فيهِ السماويّاتُ بالأرضيات، والمنظورات بالغير المنظورات، ويلتقي الإلهيّ بالبشر أي الخالق والمُبدع الكل بجبلتهِ وخليقته. وهذا

يدلٌّ على أن الله الآب هو نبعُ الحياة وواهبها أو بالأحرى هو رئيس الحياة وسيد الموت كما يقول القديس بولس الرسول:” لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يَعِيشُ لِذَاتِهِ، وَلاَ أَحَدٌ يَمُوتُ لِذَاتِهِ. لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ. لأَنَّهُ لِهذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ. (رو 14 :7-9).

وبكلامٍ آخر إننا نحنُ البشر جميعاً أبناء الله، نتشارك كلنا في الطبيعة البشرية الواحدة أي في الجسد والدم، وأيضاً لدينا الوجهة النهائية المشتركة. وبهذه الحقيقة والواقع تُكرزُ وتبشرُ على مر العصور كنيسة آوروشليم المقدسة بشكلٍ عام وكنيسة مدينة جفنا العريقة بشكلٍ خاص.

إن الحريق الذي نشبَ في كنيسة القديس جاورجيوس قد تسبب بأضرارٍ بالغة وقد تم تجديد الكنيسة بالكامل وإصلاحها بمساهمة ومساعدة وتبرع المؤمنين من المسيحيين والمسلمين، هذا الذي يُشكل برهاناً ودليلاً قوياً ملموساً على الانسجام والتعايش الأخوي في دولة فلسطين بقيادتها الفلسطينية الحكيمة وعلى رأسها رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس أبو مازن.

ونحنُ الذين أصبحنا رعاةً روحيين وخلفاء للعرش الأسقفي والبطريركي لكنيسة آوروشليم لم نتوقف يوماً مصلين من أجل أن يَحل السلام والازدهار والمحبة بينكم وبيننا جميعاً، مُتمِمين وصية القديس بولس الرسول الذي يقول:”وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْل أَوْ فِعْل، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ. (كول 3: 17).

المسيح قام