1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدّسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديسَيْنِ العظيمَيْنِ قسطنطينَ وهيلانةَ المُعادِليِ الرُّسُل 3-6-2017

لقد أبغض مساهماك قسطنطين وهيلانة الضلالة. وتاقا إلى جمالك المأثور وملكوتك السماوي. أيها المسيح الكلمة فمسحتهما بدهن الابتهاج على منوالٍ غريب، وأهلَّتهما أن يملكا بإشارتك على الأرض أول مرةٍ بحسن عبادةٍ. هذا ما يصدحُ بهِ مرنم الكنيسة

سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد خريستوس سوفيَنوبولوس المحترم،

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمون،

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

تبتهجُ اليومَ سرياً كنيستنا المقدسة ولاسيِّما كنيسة آوروشليم في عيد تذكار القديسَيْن المُشَرَّفيْن الملِكَيْن العظيمَيْن المُتوَّجَيْنِ من الله والمُعادِلَيْ الرُّسل قُسطنطين وهيلانة الذين أعادوا إعمار المزارات والاماكن المقدسة وشيّدوا الكنائس الفائقة الروعة من جهةٍ ومن جهةٍ أخرى قاموا بتدشين المسيحيّة الروميّة في المسكونة والعالم أجمع.

إنّ القديسَيْنِ العظيمَيْنِ الملِكَيْن والمُعادِليِ الرُّسُل” لم يأخذا عِزَّ المُلكِ من البشر. بل من النعمة الإلهيةِ من السماءِ” وكما يؤكد أيضاً مرنم الكنيسة الذي يقول:” ياربُّ إن قسطنطين الذي هو رسولك في الملوك، لما شاهد رسم صليبك في السماء عياناً وبمثابة بولس قبل الدعوة منك لا من البشر، وأودع بيدك المدينة المتملكة، فاحفظها في سلامٍ كل حين، بشفاعات والدة الإله يا محب البشر وحدك”

لهذا فقد رفعت أخوية القبر المقدس اليوم مجداً وشكراً للإله الثالوث القدوس، مُتممينَ بطريركيّاً خدمةَ القداس الإلهيّ في كنيسة الدير البطريركيّ المُشيَّدةِ على اسمِهما في تذكار عيدهم السنوي المقدس، وهذا لأنّ القديسين الملِكَيْن (قسطنطين وهيلانة)، مع القديسين الآخرين قد أنشأوا طغمة المُثقفين المقدسة، ألا وهي اليوم

أخوية القبر المقدس المُوقرة في الأرض المقدسة في مكان آلام وصلب إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ودفنهِ الثلاثيّ الأيام وقيامتهِ من بين الأموات.

ومن الجدير بالذكر ماكتبهُ الإمبراطور العظيم قسطنطين في رسالتهِ إلى مكاريوس أسقف كنيسة آوروشليم لبناء مكان الفداء والتضحية (أي القبر المقدس) قائلاً:” إن المكان الأكثر جمالاً وروعةً في العالم جديرٌ أن يُزينَ ويُجَمّل (حياة قسطنطين كتاب تاريخ الكنيسة لإفسافيوس رقم 3 فصل 33)

الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ وَالأَفَاضِلُ كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ. (مز 15 :3) هذا ما يترنمُ بهِ داود النبي. حقاً لقد جعل الرب القديسينَ قسطنطين وأمهُ هيلانة جديرينَ بكل مديحٍ أبدياً وعالمياً، وذلك لأنّ الفضل يعود لهم في البقاء والمحافظة على الشهادة الحيّة لربنا يسوع المسيح وللحضور المسيحي في هذه الأرض المقدسة والشرق الأوسط، هذا الشرق المُعذب الذي يعاني من الأعمال الإرهابية والحروب الأهلية.

لهذا فنحنُ الذين نقطنُ ونحيا في هذه الأرض المقدسة مع المرنم نهتِفُ قائلين: “السلام عليكَ يا قسطنطين الكليُّ الحكمة. يا ينبوع الأرثوذكسية. الذي يروّي كلَّ المسكونة دائماً بسواقي مياههِ العذبة. افرح يا جذراً نبتَ منهُ الثمر الذي يغذّي كنيسة المسيح. افرح يا فخر الأقطار المجيد وأول الملوك المسيحيين. افرح يا فرح المؤمنين.

كل عام وأنتم بألف خير