1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رقاد والدة الإله العذراء مريم 2017-08-28

لقد اجتمع جمهور التلاميذ موافياً من الأقطار بإشارة القدير. لكي يشيع الأمَّ العذراءَ راقدةً. هذا ما يصرّحِ بهِ مرنم الكنيسة،

أيها الأخوة الأحباء

أيها المؤمنون، والزوار الحسني العبادة

إنّ نعمة رِمس أمّ الإله الفائقة البركات والدة الإله الدائمة البتولية مريم قد جمعنا من كافة أقطار الأرض إلى المدينة المقدسة آوروشليم، لكي من جهةٍ نحتفلُ سويةً بتذكار رقاد والدة الإله العذراء مريم، ومن الجهة الأخرى بانتقالها إلى الحياة أي إلى ابنها وإلهها ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.

إن لهذا العيد السيديّ أهميةً خاصة ليس فقط لإيماننا المسيحيّ بل أيضا لكنيسة المسيح بشكلٍ عام ولكنائس آوروشليم المحليّة بشكلٍ خاص لأنه كما يقول القديس يوحنا الدمشقي: إن (كنيسة آوروشليم) التي هي امّ كنائس المسكونة قد صارت مسكناً أبهى جمالاً لأم الإله بعد قيامة ابنها من بين الأموات وجرى دفن الجسد القابل الإله في بستان الجثسمانية بعدما شيعوهُ الرسل والملائكة، وهناك أقام (في الجثسمانية) الرسل مع الملائكة في الصلاة والتسابيح والنشائد لثلاثة أيّام دون توقف.

لهذه الخبرة الرسولية والملائكية صارت اليوم كنيسة آوروشليم مشاركةً لها مع أعضائها المؤمنين، عقلياً وسرياً وذلك من خلال الاشتراك في سر الشكر الإلهيّ أي القداس الإلهي الذي أتممناه هنا عند قبر أم الإله الذي استضاف الجسد القابل الإله أي جسد سيدتنا الفائقة القداسة والدة الإله الدائمة البتولية مريم.

إن قبر والدة الإله يشكلُ شهادةً وبرهانا قوياً لا ريب فيهِ للعجب الباهر ألا وهو رقاد وانتقال جسد الطاهرة والممتلئة نعمة والدة الإله العذراء مريم إلى السماوات كما يقول مرنم الكنيسة: “يا له من عجب باهر. ان العذراء ينبوع الحياة قد وضعت في قبر. فأصبح القبر مرقاة الى السماء. فالسلام عليك ايتها الجثسمانية، يا هيكل والدة الاله المقدس. ولنهتفن نحو العذراء تحت

قيادة رئيس الاجواق الملائكية جبرائيل قائلين: السلام عليك يا ممتلئة نعمة. الرب المانح العالم بك عظيم الرحمة.

إن نعمة الفائقة القداسة والدة الإله العذراء مريم هي نعمةٌ دائمة لا تنضبُ أبداً ولا تنحصرُ قدرتها الإلهية عند رمسها بل إحسانها عامٌ وشاملٌ لهذا يا أحبتي فلنسمع ما يقوله القديس يوحنا الدمشقي :(دعونا نجعل اذهاننا وافكارنا خزينة كنزٍ لوالدة الإله) الذي من خلالها منح الروح القدس لجنس البشر إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي له القوة والمجد مع أبيه الذي لا ابتداء لهُ مع روحهِ المحي الصالح والصانع الحياة الآن وكل آوان وإلى دهر الداهرين.

آمين.

كل عام وأنتم بألف خير