1

مُعايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رفع الصليب الكريم المحيي 27-9-2017

يعلِّمُ القديس بولس الرسول قائلاً: “وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ (غلاطية 14:6)

سعادة قنصل اليونان العام السيد خريستوس سُوفيَنُوبولس المحترم،

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحبوبون،

أيها الزوار الحسنو العبادة،

إن قوة الصليب الكريم المحيي قد جمعتنا اليوم في هذا المكان المقدس حيث موضع آلام الصليب وأيضاً مكان العثور عليه لكي نحتفل بفرحٍ وحبورٍ لعيد رفع الصليب الكريم المحيي في العالم كله.

لأنه كما يقول المرنم: إنَّك بارتفاعك أيها السيّد على خشبة الصليب رفعت معك كلَّ طبيعة آدم الساقطة. فلذلك نرفع نحن صليبك الطاهر يا محبَّ البشر. مستمدّين منك القوّة التي من العلَى. وصارخين خلّص أيها العليُّ المكرمين رفع صليبك الإلهي البهي الموقَّر. بما أنَّك الإله الرحيم.

فها قد اتضح لنا لماذا يفتخر القديس بولس الرسول وتفتخر معه كنيسة المسيح قاطبة لأنه على صليب المسيح قد رفع آدم الجديد (أي المسيح) معه كل طبيعة الجنس البشري الساقطة وحرر طبيعتنا من جرائم عصياننا وذلك لأنه “مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا”. (كولوسي 2: 14)

وبكلامٍ آخر إن الذي كان سابقاً ملاكَ نورٍ لمجد الله قد استحوذَ عليهِ مرض الغرور والتكبر فتحول إلى ملاكِ ظلمةٍ وإلى أفعى الذي هو شيطان المعصية ورئيس الشر.

لهذا فإن ابن الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح “وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ” (فيلبي 2: 8-10)

لهذا فإن صليب المسيح قد أصبح خشبة الطاعة المباركة ورمز التواضع الأقصى وإكليل الظفر الإلهيّ وسلاحاً ضد إبليس وضد الأعداء المنظورين وغير المنظورين. لهذا فإن الصليب الكريم هو جمال الكنيسة وحارس المسكونة.

فبحسب القديس غريغوريوس بالاماس فإن الصليب الكريم يُمجد ويُعظم مخلصنا المسيح ويبرهن للعالم بانتصاره. فها نحن مع القديس بولس الإلهي ومع مرنم الكنيسة نهتف قائلين: إنه حاشى لي أنا أن أفتخر إلَّا بصليب الربّ هذا فخراً حقيقياً. لأنه سلاح سلامٍ وخلاصٌ وراية ظفر لا تُقهَر.

كل عامٍ وأنتم بخير