1

كلمة السيد خليل ابو غنام في كنيسة بئر بعقوب

سيدي صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث

سعادة القنصل اليوناني

رئيس هذا الدير المقدس

السادة المطارنة والأساقفة والآباء

أيها الأخوة والأخوات

منذ ذلك اليوم التي إنطلقت فيه بشارة الخلاص من هذه الأرض, بدأت المقاومة, المقاومة بالكلمة, لنشهد للكلمة, شهادة تصرخ للحق في مواجهة الباطل.
مقاومة جبارة بدأها رب المجد من هذه الأرض المقدسة, فرسم لنا الدرب وأقسمنا على إكمال المسيرة والوفاء له ولهويتنا الرومية ولأجدادنا الذين سقطوا شهداء ومنهم القديس فيلومينوس.

سيدي صاحب الغبطة نحن محظوظون لأن القدرجعل قدوتنا ليست مثالاً لنا نحن فقط, بل أخرج أمامنا قائداً يعتبره العالم كله قدوة له, هذا الشخص هدية التاريخ لنا, هو صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث.

نحن اليوم نقبل أن نكون طلاباً لدى غبطتكم, لقد تعلمنا منكم أشياء كثيرة في مدرستكم, تعلمنا عدم الخوف, تعلمنا الشجاعة, تعلمنا التصميم, حتى لو إجتمعت الامم علينا, فبركتكم تقول ( جميع الأمم أحاطت بنا وبإسم الرب قهرناهم ).

ببركتكم سنًربي أجيالاً من غبطتكم..
أحفاد الروم سيكونون قادة العالم من جديد وقد حان الوقت كي ننفض الغبار عن تاريخنا المجيد, وأن يُرفرف نسر بيزنطه في سماء المسكونة. ففي أجيلنا لا يوجد يأس, في عقيدتنا لا يوجد سأم, فنحن بأيماننا نكون منتصرين وأبواب الجحيم لن تقوى علينا.

سيدي صاحب الغبطة, من أجل هويتنا الرومية وحضارتنا البيزنطية تنازلنا كثيراً, فأنتم يا صاحب الغبطة أظهرتم شرف الأمة في الشرق, قلتم أن الطريق هو الحضارة فلم تبقى أية مقاطعة بلا كنيسة, لأن كل كنيسة بُنيت قامت عليها حضارة. كنتم بجانب الفقراء ليس في أورشليم فقط بل في المسكونة كلها, كنتم أمل جميع الهاربين من الظلم في العالم, جعلتم بطريركيتنا هويتنا الرومية, ثوابتنا البيزنطية فوق كل شيء.

نسأل الله أن يُبعد السحابة السوداء عن أراضينا المقدسة, وأن يحفظكم الثالوث القدوس وتبقى روح الرب معنا, آمين.