1

معايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد الأرثوذكسية 25-2-2018

يا رب إننا نُعلّق مِثال جسدك ونصافحه بالنظر إلى عنصره موضحين سرَّ تدبيركَ العظيم لأنك لم تظهر لنا بالوهمِ والخيال كما تزعّم أتباع مانِندوس (زعيمُ الهراطقة) المحاربين لله. لكن بطبيعة الجسد وبالحقيقة الذي بهِ نرتقي إلى شوقك وعشقك الإلهيّ. هذا ما يتفوهُ بهِ مرنِمُ الكنيسة.

حضرة قنصل اليونان العام السيد خريستو سوفيانوبولوس المحترم،

أيها الآباء الأجلاء، الأخوة المحبوبون،

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

لقد ظهر اليوم نهار سرور مستوعبٌ حبوراً، لأن كنيسة المسيح تتلألأ الآن في عيد الأرثوذكسية، أي لعيدِ رفعِ أيقونات القديسين الشريفة من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى للسجود لها.

إن ذكرى هذا العيد لا يتعلقُ فقط بالسجودِ للأيقونات المقدسة بل يُعدُّ أيضاً احتفالاً عظيماً لصحة إيمان كنيستنا الأرثوذكسية، هذا الإيمان الذي تسلمناهُ من الأنبياء والرسل والقديسين وآباء الكنيسة المتوشحين بالله الذين قدموا دمائهم لأجل هذا الإيمان لأنه كما يقول مرتل الكنيسة هو مجدٌ لنا أن نسجد بغير تألهٍ لأيقونة المتجسد كلمة الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من دماء النقية العذراء مريم.

إن أب الكنيسة العظيم القديس باسيليوس الكبير يقول: إن تكريم الصورة يتصل بعنصرها الأول، وبكلام آخر إن السجود للأيقونات هو تقديم الإكرام للأشخاص المصورين عليها ولأحداث التاريخ المقدسة الخلاصية لسر التدبير الإلهي كما يؤكد عليها بوضوحٍ مرتل الكنيسة: يا رب إننا نُعلّق مِثال جسدك ونصافحه بالنظر إلى عنصره، فبحسب القديس ثيوذوروس الإستوذيتي” إن السجود لأيقونة المسيح هو سجودٌ بالنظر إلى المسيح، وكما يقول القديس تراسيوس بطريرك القسطنطينية: إن السجود للأيقونات هو بالنظر للعنصر الأصلي وليس عبادةً.

لقد عانت الكنيسة على مر الزمن من هرطقة محاربي الأيقونات المقدسة الذين كانوا يهدفون إلى فرض ديانة أثيمة لذوي الاعتقاد الخاطئ والعبادات النافلة كما يحدث تماماً في عصرنا الحالي فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. (أفسس 6: 12) الذين باسم حقوق الإنسان يفرضون ويشرعون عِبَادَةِ الأَوْثَانِ الْمُحَرَّمَةِ في زَمَانَ الْحَيَاةِ الَّذِي مَضَى (1بطرس 4: 3) وبحسب المزمور لما كان الإِنْسَانُ فِي كَرَامَةٍ ولم يَعتبر. قيس بالْبَهَائِمَ الَّتِي لا عقل لها وشُبه بها. (مز 48: 12)

نحن أيها الإخوة الأحبة الذين نسْلُك فِي خُطُوَاتِ (رو 4: 12) هذا القانون (غلا6: 16) الذي أخذنا به المعرفة الإلهية من خلال الروح القدس، نعرف إلهاً وربّاً واحداً، ممجَّداً بثلاثة أقانيم، له وحده عابدين، حاوين إيماناً واحداً، ومعموديةً واحدةً، التي بها نلبس المسيح. لذلك، نعترف بالخلاص، ونخبر به، ونذيع بالقول والفعل معاً. فامنح السلام يا رب لشعبك ولكنيستك لكي نستحق أن نجوز ميدان الصوم المقدس ونعيد ببهاء لقيامتك المقدسة.

إلى سنين عديدة آمين