1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد السجود للصليب الكريم المحيي 11-3-2018

هلَّم لنتطهَّر بنعمة الصيام ونصرخُ بعقلٍ كلّي الطهارة إلى الطاهر وحدهِ بأصواتٍ شكريةِ هاتفين أيها الكلمة أنت أعطيت دمك عنا جميعنا وأنت بالصليب تُقدِسُنا. هذا ما يتفوهُ بهِ مرنم الكنيسة.

سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد خريستوس سوفْيَنُوبُولُوس المحترم،

أيها الآباء الأخوة الأجلاء،

الإخوة المحبوبون بالرب يسوع المسيح،

في هذا اليوم من الاحد الثالث من الصوم ظهر للكل السجود للصليب الحامل الضياء، لهذا فإن كنيستنا المقدسة قد صنعت زياحاً في كنيسة قيامة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.

لقد أهلنا اليوم، ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، نحنُ الساكنين والقاطنين في هذه الأرض المقدسة للسجود لعود الخلاص أي الصليب الكريم المحيي، الذي أراق عليه كلمة الله دمهُ من أجلنا نحنُ جميعاً.

إنّ موضع موطئ قدمي مخلصنا المسيح المصلوب هو الجلجلةُ الرهيبة التي غُرس فيهِا عود الصليب، بحسب الشهادة الصادقة للإنجيلي البشير يوحنا إذ يقول: لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ (يو 19: 34).

وبكلامٍ آخر إن عود الصليب الكريم قد صار الأداة، التي من خلالها خرج من جنب مخلصنا يسوع المسيح الطاهر وبدون توقف للعالم ماء الغفران لإعادة الجبلة البشرية كما يقول المرنم.

لأنّ المسيح بحسب القديس بولس الرسول قد: وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ. (فيلبي 2: 8-10)

فها إننا بسجودنا للصليب الكريم المحي نصبحُ مشاركين في قوة المسيح الإلهية وتقديسهِ وبركته، فالآن كما يقول المرتل أيها الصليب الكريم “فلنصافحك بخوفٍ نحن المسيحيين ممجدين الإله الذي طُعن عليك وقائلين: يا رب يا من صُلبت عليه ارحمنا بما أنك صالحٌ بشفاعة سيدتنا والدة الإله يا محب للبشر، وأهلنا أن نبلغ السجود للقيامة المجيدة المقدسة”. آمين

لسنين عديدة

فصحاً مجيداً