1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد شفيعه القديس الشهيد ثيوفيلوس الذي مع الشهداء الأربعين. 22-3-2018

لقد أهملتم الجندية العالمية بتاتاً. والتصقتم بالسيد الذي في السماوات. يا مجاهدين الرب المغبوطين الأربعين. فإنكم جزتم في النار والماء. فنلتم المجد ووفرة الأكاليل من السماء عن استحقاقٍ. هذا ما يقوله مرنم الكنيسة

سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد خريستوس سُفيَنوبولس المحترم

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين،

أيها الزوار المسيحيون الحسني العبادة،

تُكرم بوقارٍ كنيستنا المقدسة ولا سيما كنيسة آوروشليم ذكرى الشهداء الأربعين وبخاصةٍ للقديس ثيوفيلوس المستشهد معهم الذي صرت أنا حاملاً لاسمه فذهبنا اليوم برفقة أخوية القبر المقدس الأجلاء إلى كنيسة القيامة المقدسة حيث احتفلنا بتتميم الذبيحة الإلهية غير الدموية من جهة ومن الجهة الأخرى رفعنا الحمد والشكر والتمجيد لمَلِك الدُّهُورِ الَّذِي لاَ يَفْنَى وَلاَ يُرَى، الإِلهُ الْحَكِيمُ وَحْدَه. (1تيموثيوس 1: 17)

يقول القديس ثيوذوروس الإستوديتي: يا رب إن البرايا بأسرها تعيد لتذكار شهدائك، فالسموات تبتهج مع الملائكة والأرض تفرح مع البشر، فبشفاعاتهم اللهمَّ ارحمنا.

لقد شاركتنا في هذا الاحتفال بفرحٍ وحبورٍ أعضاء أخوية القبر المقدس ورعيتنا المسيحية التقية وذلك لأن عيد اسمنا الجليل لا يخص حقارتنا فقط بل بالأخص لهذه المؤسسة البطريركية الكنسية والمنصب الروحي والتي في العالم هي جسد إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح السري.

إن تكريمنا لذكرى شهداء المسيح ولجميع القديسين والقديس الذي أحمل اسمه هو إكرام في الواقع لإعادة ولادتنا الخلاصية بالروح القدس كما يكرز القديس بولس الرسول قائلاً لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ

الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. (تي 3: 5-6)

نحن الذين تم تطعيمنا في شجرة زيتونٍ حسنة أي الكنيسة التي هي جسد المسيح وذلك يعني أننا أصبحنا أعضاءً في الكنيسة وذلك عبرَ حميمِ إعادة الولادة أي المعمودية المقدسة أما الشهداء بشكلٍ عام وشهداءَ بحيرة سبسطية الأربعين الذين نكُرمهم اليوم بشكل خاص قد أصبحوا أعضاءً راسخين في الكنيسة التي هي جسد المسيح عبر استشهادهم بالدم لأجل محبة المسيح.

ونقول هذا لأن الكنيسة “رسول الرأي العظيم” (إش 9: 6) قد سبقَ وأعُلِنَ عنها في العهد القديم من الناموس الموسوي والآباء والأنبياء، فقد تم إعادة ولادتها وتجديدها عبر دم المخلص الكريم والماء الذي خرج من جنب إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي صلب وتألم من أجلنا.

إن هذه الشهادة يشهدُ بها القديس الإنجيلي يوحنا ويؤكدُ عليها بصدقٍ موقعُ الجلجلة المقدس الذي يصدحُ ويكرز بهذه الشهادة الحقيقية الراسخة ويبشر بها على مر العصور الآباء والكهنة الذين يكهنون ويخدمون أي أخوية القبر المقدس مع أبيهم ورئيسهم الذي هو خليفة القديس يعقوب أخي الرب بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم.

فها قد اتضح لنا لماذا نكرِمُ بإجلالٍ ووقار القديس الشهيد ثيوفيلوس المستشهد مع الأربعين شهيداً، فهؤلاء القديسين المغبوطين الذين جازوا بالماء والنار قد جعلهم الرب مستحقين التعجب.

إن هؤلاء الأربعين شهيداً والقديس ثيوفيلوس المستشهد معهم قد جعلوا الأرض سماءً وأناروا الجميع، ففيما أنتم ماثلون الآن لدى الثالوث المثلَّث الأقانيم أيها الشهداء الأربعون تشفعوا إليه نحن المقيمين تذكاركم المجيد وسيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم أم الله الفائقةُ على كل البركات ملجأ نفوسنا، نتضرعُ إليها لكي بشفاعاتها يمنحنا الرحمة العظمى والسلام وأن يؤهلنا إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح السجود لقيامته الثلاثية الأيام.