1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة قيامة أليعازر من بين الأموات 31-3-2018

أيها المسيح لقد أنهضتَ من الجحيم لعازر ميتاً ذا أربعة أيام وقبل موتِكَ زَعْزَعتَ اقتدار الموت وبصديقٍ واحد سبقتَ فأخبرتَ بعتق كل البشر من الفساد لذلك نسجد لسلطانك الكلي القدرة هاتفين مبارك أنت يا مخلص ارحمنا. هذا ما يتفوه به مرنم الكنيسة

إن المسيح الحق الذي هو فرح الجميع ونور الحياة وقيامة العالم قد جمعنا اليوم من كافة أقطار الأرض إلى بيت عنيا هذا المكان والموضع المقدس لكي نحتفل معاً بإقامة القديس والبار صديق المسيح أليعازر ذو الأربعة أيام أخا مرثا ومريم بالجسد.

بحسب شهادة القديس يوحنا الإنجيلي إن مريم أخت أليعازرهِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِطِيبٍ، وَمَسَحَتْ رِجْلَيْهِ بِشَعْرِهَا. فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلَيْهِ قَائِلَتَيْنِ: يَا سَيِّدُ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ. فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ، قَالَ: هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ، لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللهِ بِهِ. (يوحنا 11: 2-4)

إن حدث إقامة أليعازر من بين الأموات في قرية بيت عنيا قبل فترة قصيرة من آلامه الطوعية وقيامته من بين الأموات بحضور تلاميذه قد كان هذا لكي يؤكد على حقيقة سر القيامة بشكل أوضح كما يقول المرنم: أيها المسيح الإله، لمّا أقمت لعازر من بين الأموات قبل آلامك، حقّقت القيامة العامّة. لذلك، ونحن كالأطفال، نحمل علامات الغلبة والظفر، صارخين نحوك، يا غالب الموت، أوصنّا في الأعالي، مباركٌ الآتي باسم الرب.

إن المسيح أيها الإخوة الأحبة هو سيد الحياة والموت كما يقول القديس بولس لأَنَّهُ لِهذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ (رومية 14: 9).
بكلام آخر إن موت كلمة الله يسوع المسيح هو الذي يستطيع أن يفسر بوضوح ويعطي جواباً لسر موت طبيعتنا البشرية وفسادها. ونقول هذا لأن موت المسيح وصلبه يتعلق في إعادة ولادة وخلق طبيعتنا البشرية العامة أي عتق البشر من الفساد، لهذا فإن مرتل الكنيسة يقول: أيها الرب السيد إن صوتك حلَّ مملكة الجحيم وكلمة سلطانك أنهضت من الرمس ميتاً ذا أربعة أيام وصار لعازر مقدمة إعادة الولادة فالكل مستطاع لك يا ملك الكل فامنح عبيدك الغفران وعظيم الرحمة.

إن مفهوم الحرية أي عتق البشر لا يستطيع كثيرون أن يدركوه أو أن يحصروه بطريقة فلسفية أي بمقاييس فكرية بشرية فقط في المسيح وبالمسيح يكون بمقدورنا أن نعرف ما هو الطول وما هو العرض لهذه الحرية والعتق كما يكرز الحكيم بولس وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (1كو 15: 57)
وبتوضيح أكثر أي فلنرفع الشكر لله الذي يعطينا الغلبة على موت الفساد عبر ربنا يسوع المسيح.

فقط الإيمان بقيامة المسيح تجعلنا قادرين أن ندرك أقوال القديس يوحنا الإنجيلي مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟ (1 يوحنا 5: 5) ونَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ

لقد أظهر ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من خلال إقامته لأليعازر من بين الأموات سلطانه على هذا العالم وعلى فساده. وأظهر أيضاً نور الحياة الأبدية أي قيامته وتجديد طبيعتنا البشرية ولنسمع ماذا يقول مرنم الكنيسة:

أيها المسيح لقد أقمت صديقك ذا الأربعة أيام وكففت انتحاب مريم ومرثا موضحاً للكل أنك أنت هو المالئ الكل بقدرة إلهية وبإرادة ذات سلطة ذاتية يا من لا تفتر الشاروبيم من الصراخ إليه هاتفة: أوصنا في الأعالي مبارك أنت الذي لم تزل إلهاً على الكل المجد لك.
إن هذا الحدث العجيب الباهر أي قيامة أليعازر من بين الأموات نعيد له نحن أيضاً أيها الإخوة الأحبة طالبين من الله بشفاعات وتضرعات البار أليعازر أن يؤهلنا أن نعيد لقيامة ربنا يسوع المسيح المجيدة.
فصح مجيد