1

خطاب صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد السامرية في مدينة نابلس6-5-2018

سعادة قنصل اليونان المحترم

عطوفة محافظ محافظة نابلس والسيد رئيس البلدية…

الإخوة والسادة المطارنة الأجلاء

الحضور الكريم كلٌ مع حفظ الألقاب،

رفعنا اليوم المجد والشكر لروح الحق الإلهيّ الواحد المثلث الأقانيم والذي أهلنا اليوم بشفاعات القديسة المرأة السامرية أن نعيّد بفرحٍ وابتهاجٍ فصحي بينكم بحضور الزوار الأتقياء.

إن بئر يعقوب الذي ورد ذكره في الكتاب المقدس والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمرأة السامرية من جهةٍ ومن الجهة الأخرى باعتراف مخلصنا المسيح بأن اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا (يوحنا 4: 24) يشكل أحد أهم الأماكن المقدسة في العالم ويحظى بالإكرام خاصة ههنا في هذه الأرض الفلسطينية العريقة التاريخية التي تُعرف اليوم بمدينة نابلس.

ونقول هذا لأنّ هذا الدير المقدس التابع لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية يشكلُ علامةً منظورة وشهادة تاريخية على مر الأزمان على التعايش المشترك والانسجام والوئام بين مواطني هذه المدينة من المسيحيين والمسلمين في الدولة الفلسطينية.

ومن الجدير بالذكر أن نقول إنه وبفضل مبادرات رئيس الدير الذي لا يكل الأرشمندريت يوستينوس وبالعمل بوصية الرئيس طيب الذكر الراحل ياسر عرفات تم الانتهاء بعد قرنٍ من الزمان من بناء هذه الكنيسة العظيمة الفائقة الجمال والروعة والذي يكرّم فيه المرأة السامرية القديسة فوتيني.

إن بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية تفخُر بالمسيح ربنا وإلهنا وذلك لأنها منذ ألفي عام وعلى مر العصور وبدون انقطاع تعطي شهادة المحبة والسلام والبر والتعايش المشترك إذ أن هذه هي شهادة ذبيحة صليب يسوع المسيح.

وبفضل مهمة بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية وعملها الدؤوب، حافظت على المزارات والأماكن المقدسة، والتي تعتبر نقطة مرجعية للتوحيد الأخلاقي أي أخلاق من يعبدون الإله الواحد.

نتضرع اليوم نحن كهنةً وشعباً من أجل سلام منطقتنا والشرق الأوسط داعين الله من أجل الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين أن يمن عليه بموفور الصحة والقوة والعافية، والاستقلال للشعب الفلسطيني المجاهد.

كل عام وأنتم بخير

المسيح قام