1

الإحتفال بعيد الروح القدس يوم إثنين العنصرة في كنيسة البعثة الروحية الروسية في المدينة المقدسة أورشليم

اقيم في كنيسة الثالوث القدوس التابعة للكنيسة الروسية في المدينة المقدسة اورشليم (القدس الغربية) قداس الهي بمناسبة عيد الروح القدس في يوم اثنين العنصرة 28 أيار 2018 ترأسه غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه بالخدمة أصحاب السيادة رئيس أساقفة سبسطية ثيوذوسيوس, رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, رئيس أساقفة مادبا أريسطوفولوس, رئيس البعثة الروحية الروسية MISSIA الارشمندريت اليكساندوس آباء وشمامسة من أخوية القبر المقدس, وكهنة وراهبات الكنيسة الروسية.

كما وحضر خدمة القداس الالهي عدد كبير من المصلين الروس القاطنين في القدس ومن الخارج حيث شاركوا بسر المناولة المقدس خلال القداس الالهي, ورتلت راهبات الكنيسة الروسية الألحان الكنسية.

خلال القداس الالهي القى غبطة البطريرك كلمةً بهذه المناسبة تحدث فيها عن مواهب الروح القدس الرب المحيي التي تُعطى للمؤمنين, وهنأ بكلمته المؤمنين بهذه المناسبة:

يقول الرب” اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا (يو4: 24)

قدس الأب الأرشمنديت ألكسندروس الجزيل الاحترام،مُمثَل صاحب الغبطة بطريرك موسكو وسائر روسيا،كيريوس كيرلس في آوروشليم ورئيس البعثة الروحية والكنسيّة الروسية.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

إنّ نعمة الروح القدس الذي يُثبتُ ويجمعُ مؤسسة جسد المسيح السريّ أي كنيستنا الأرثوذكسية الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، قد جمعنا اليوم ههنا لكي بشكرٍ ومجدٍ نُعيُّدُ للروح الكلي قدسه القادر على كل شيء الصالح والصانع الحياة أحد الثالوث القدوس المساوي للآب والابن في الجوهر والمجد والكرامة.

إن روح الحق أحد الثالوث القدوس المساوي للآب والابن في الجوهر والمجد أي المعزي الذي تكلم عنه الرب يسوع لتلاميذه قائلاً: وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، (يوحنا14: 16) وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ. (يوحنا 14: 26)

إن عيد اليوم يشكل امتداداً لعيد العنصرة العظيم كما يوضح ذلك مرنم الكنيسة بوضوح: أَيُّها المؤمِنون، لِنُعَيِّد بِابتِهاجٍ العيدَ الأَخيرَ، الذي هوَ آخِرُ العيدِ، لأَنَّ هَذا هوَ الخَمسيني، غايةُ الوَعدِ المُفترَضِ وَإنجازُهُ، لأَنَّ فيهِ، انحَدَرَت نارُ المُعَزّي عَلى الأَرضِ، كَهَيئَةِ أَلسُنٍ، وَأَنارَت التَّلاميذَ، وَأَوضَحَتهُم مُسارّينَ الأُمورِ السَّماويَّة. نورُ المُعَزّي حَضَرَ، وَأَنارَ العالَم.

إنّ نور المعزي الذي ينيرُ العالم تبشرُ به كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة لكل إنسانٍ يسعى ويطلب نور الحق الذي هو الروح المعزي الذي يُسكب اليوم على كلِ جسد.

لقد أصبحت كنيسة آوروشليم المقدسة شاهدةً صادقةً على هذا السر العجيب، فهي تفرح وتبتهج بشكلٍ خاص وذلك لأنه في أحضانها المقدسة أي في أراضي مدينة آوروشليم وفي العلّية حيث كان جميع الرسل مجتمعون بنفس واحدة “ظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ (أعمال

2: 3-4) وانسَكَبَ الرّوحُ المُعَزّي عَلى كُلِّ جَسَدٍ، لِأَنَّهُ ابتَدَأَ مِن صَفِّ الرُّسُلِ، وَمِنهُم بَسَطَ النِّعمَةَ بِحَسَبِ الشَّرِكَةِ، عَلى المؤمِنينَ، وَأَكَّدَ حُضورَهُ المُقتَدِر، بِتَوزيعِ الأَلسُنِ عَلى التَّلاميذِ، بِالنَّوعِ النّاريِّ، لِتَسبيحِ الإلَهِ وَمَجدِهِ. كما يقول المرتل

إن فيض نعمة الروح القدس وانسكابها على المؤمنين بحسب الشركة من الرسل القديسين يشكلُّ الضمان الثابت والقوي لوحدة الكنيسة الأرثوذكسية الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية. وهذا يعني بأن جسد المسيح السري الذي هو الكنيسة يحيا ويفعل ويتحرك في هذا العالم من الروح القدس، روح المسيح، وهذا ما يؤكد عليه القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس” الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ. (أفسس 1: 13-14)

إن أقوال القديس بولس الرسول هذه تتوجه إلى كلٍ منّا ولا سيما إلى جميع إخوتنا في الكنائس الأرثوذكسية وهي تُذكِرنا بأن حلَّ جميع القضايا والمشاكل التي لها علاقةً بقوانين الكنيسة يجب أن تكون بطريقةٍ روحيةٍ ومقدسة كما ترشدنا إلى ذلك قرارات المجامع المسكونية المقدسة ولا سيما المجمع المقدس الكبير الذي انعقد في جزيرة كريت في يوم العنصرة المقدس قبل سنتين.

اليوم أيها الإخوة الأحبة نُعيّد ليس فقط لحلول وظهور المعزي في العالم أي الروح القدس والذي مُنِحَ لنا جوهرياً بواسطة مخلصنا الرب يسوع المسيح، بل لأنه مُنِحَ لنا أيضاً وحدة الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة كما يقول المرتل: إنَّ الأَلسُنَ تَبَلبَلَت قَديمًا بِسَبَبِ جَسارَةِ صانعي البُرجِ، أَمّا الآنَ فَإنَّ الأَلسُنَ قَد حُكِّمَت مِن أَجل رَأيِ مَعرِفَةِ الله. هُناكَ قَضى اللهُ بِالعُقوبَةِ عَلى المُلحِدينَ، وَهَهُنا، المَسيحُ، بِالرّوحِ، أَنارَ الصَّيّادين. في ذَلِكَ الحينِ اصطَنَعَ اختِلاقَ الأَصواتِ لِلانتِقامِ، والآنَ فَقَد تَجَدَّدَ اتِّفاقُ النَّغَماتِ، لِخَلاصِ نُفوسِنا.

فبحلول الروح القدس وبشفاعات سيدتنا الفائقة البركات والدة الإله الدائمة البتولية مريم والرسل القديسين المجيدين نتضرعُ أن ينير المسيح إلهنا نفوسنا ويرحمنا ويمنح هذا العالم السلام والأمان لمنطقتنا الممتحنة. آمين

بعد الخدمة تم تبادل الهدايا الرمزية بين غبطة البطريرك ورئيس البعثة الروسية تعبيراً عن التقدير والمحبة بين بطريرك الكرسي الأورشليمي وبطريرك الكنيسة الروسية كيريوس كيرلس, وأُقيمت مأدبة غذاء في قاعة الدير على شرف غبطة البطريرك والأساقفة والمصلين.

httpv://youtu.be/ibLhBtyaWW8

ngg_shortcode_0_placeholder

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية