تنصيب صاحب السيادة رئيس أساقفة كيرياكوبوليس المطران خريستوفوروس وكيلاً بطريركياً في عمان

أًجريت صباح يوم السبت الموافق 30 حزيران 2018 مراسم تنصيب صاحب السيادة رئيس أساقفة كيرياكوبوليس المطران خريستوفوروس وكيلاً بطريركياً في عمان حسب قرار المجمع الأورشليمي المقدس.

ترأس خدمة القداس الالهي في عمان غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في كاتدرائية دخول السيدة المجاورة لمطرانية عمّان التي قان بتشييدها المثلث الرحمات البطريرك ذيوذوروس الأول, وشارك صاحب الغبطة في خدمة القداس الالهي سيادة متروبوليت فيلاذيلفيا فينيذكتوس, سيادة متروبوليت كيرينيا خريسوستوموس من الكنيسة القبرصية, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, سيادة رئيس أساقفة مادبا أريسطوفولوس المُنتخب حديثاً من قبل المجمع المقدس لهذا المنصب, آباء من أخوية القبر المقدس, وجميع كهنة البطريركية في الأردن. وحضر القداس ومراسم التنصيب وزير العمل في الحكومة الأردنية السيد سامي هلسا وشخصيات حكومية.

غبطة البطريرك القى كلمة بهذه المناسبة

كرِزُ القديس بولس الرسول قائلاً” فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا.وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ. (كو3: 12 _14).

صاحب السيادة رئيس أساقفةِ كيرياكوبوليس المطران خريستوفوروس الجليل الاحترام،

 لقد قررَ المجمع المقدس بإلهامٍ إلهيّ وباتفاق الأصوات على ترفيعكم لدرجةِ الأسقفيةِ العظيمة المقدسة. إنّ النعمة الإلهية التي في كل حينٍ تشفي المرضى وتكمل الناقصين هي تنتدِبُكَ بواسطة حقارتنا رئيسُ أساقفةٍ على أبرشيةِ كيرياكوبوليس المقدسة وتجعلُ منكَ وكيلاً بطريركيّاً في عمان والمناطق الرعوية التي لها. وهذا بعدَ طلبِ ورغبةِ أخينا المحبوب سيادة متروبوليت فيلادلفيا المطران فينذكتوس بالاستقالة.

إنّ الروح القدس الذي يُثبتُ ويجمعُ مؤسسة الكنيسة ويجعلها تستمر قد وضعَ أساقفةً ورعاةً لكنيسةِ ربنا وإلهنا الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. (أع 20: 28) كما يعلّمُ القديس بولس الرسول.

فقد دُعيتَ لهذه الخدمة يا صاحب السيادة رئيس أساقفةِ كيرياكوبوليس، للاهتمام والعناية بالرعية المسيحية المؤمنة في المملكة الأردنية الهاشمية. الأردن هذه التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس والتي هي ضمن نطاق السلطة الروحية لبطريركية الروم الارثوذكس المقدسية العريقة، لأجل الحفاظ على التعليم والتقليد الإلهي للرسل القديسين من جهةٍ، ومن الجهة الأخرى لكي تكرزَ ببشارةِ التضحية وبذل الذات ومحبة “البار” أي إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. وبالأخص في هذه الأوقات التي يسَمِعُ فيها بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل في هذا العالم عامةً وفي منطقتنا الممتحنة خاصةً.

لقد غُرِستَ منذ طفولتك في طغمةِ أخوية رهبان القبر المقدس الأجلاء، هذه الأخوية التي حافظت على مر العصور والدهور على الأماكن والمزارات المقدسة وعلى التاريخ المقدس في هذه الأرض المقدسة، ولاسيما في مدينة آوروشليم فلقد تربيت يا صاحب السيادة وتغذيت على كَلاَمِ الإِيمَانِ وَالتَّعْلِيمِ الْحَسَنِ الَّذِي تَتَبَّعْتَهُ (1تيم 4: 6) أي عقائد وإيمان كنيستنا الأرثوذكسية وتقليدها المقدس الطاهر.

إنّ اهتمامك بالخدمة الرعوية من أجل الكنيسة ومن أجل أعضائها المؤمنين ولا سيما التعاون بينك وبين سلفك سيادة متروبوليت فيلادلفيا، ولاسيما أيضاً دير دبين هذا الدير النسائيّ المميز والمعروف وطاعتك العملية الظاهرة التي بالفعل لوصايا الكنيسة ولمبادئها الروحية، ولقرارات المجمع المقدس قد رفعتكَ وجعلت منكَ يا صاحب السيادة رئيس أساقفةٍ على أبرشيةِ كيرياكوبوليس وراعٍ لرعيةِ المسيح العقلية في المملكة الأردنية الهاشمية المباركة.

إن مهمة ورسالة الأسقف، كخليفةٍ للرسل القديسين، هو أنّ يسمع بالأخص وقبل كل شيء إلى مشيئة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ (1تيم 2: 4) وهذا لأن المسؤولية الروحية والأخلاقية التي على الأسقف بصفتهِ رئيسٍ للرعاة هي بالحقيقة كبيرةٌ وعظيمةٌ وبالأخص في عصرنا الحالي، عصرُ العولمةِ حيثُ يسودُ الابتعادُ والارتداد عن الدين وتكثُر فيهِ المعاصي والآثام.

 لهذا فإن هامة الرسل القديس بطرس الرسول يحث الرعاة قائلاً: ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي فيْكُمْ مُتعاهدينَ لها، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ، وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِوَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ (أي المسيح) تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى.وكَذلِكَ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ: «اللهَ يُقَاوِمُ الْمُتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً(1بط5 :5).

يا سيادة رئيس أساقفةِ كيرياكوبوليس كيريوس خريستفوروس، إن الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا. (2كو5 :17) هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ. (2كو6 :2) وأيضاً فالْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. (متى 9: 37).

 

إن الفعلة قليلون فنطلب من رب الحصاد أن يرسل فعلةً إلى حصادهِ،

 فاستلم أيها الفاعل، الخدمة في حقل الرب وكن خريستوفوروس، بحسب اسمك أيّ حاملاً للمسيح بالقول والفعل ممسكاً بمحبة المسيح، كأداةٍ للحصاد لأنّ محبة المسيح لاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السوء، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ(1كور 13: 5-6)

إن محبه الله ولاسيما السلام والمصالحة والتعايش والوئام هي القوةُ التي توحِّدُ جميعَ البشر وإخواننا المواطنين بدون استثناءٍ أو تمييز فهي بحسب القديس بولس الرسول سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ. (أفس6: 13). واليوم الشرير هو ذلك اليوم الذي تهاجمكم فيهِ التجربةُ بقوةٍ.

إن شعب الله المؤمن والعائلة الملكية الموقرة والسلطة الحاكمة في المملكة الأردنيةِ الهاشمية يتطلعون بفرحٍ ورجاءٍ لخدمتك الجديدة يا صاحب القداسة. وهذه الخدمة هي أن تكون أيضاً وكيلاً بطريركياً، لبطريرك المدينة المقدسة آوروشليم، الذي هو خليفة القديس يعقوب أخي الرب والبطريرك صفرونيوس، فبطريرك المدينة المقدسة آوروشليم هو الذي زرعَ ويزرعَ ويوطد العلاقات والروابط الأخوية القوية بين الأسرة الملكيّة الهاشمية وبطريركية الروم الأرثوذكس الآوروشليمية.

ونتضرعُ أبوياً مع أعضاء المجمع المقدس وكافة أخوية القبر المقدس والكهنةِ المكرمين إلى الإله القدوس المثلث الأقانيم، الذي كما في نهر الأردن ظهرَ الروح القدس على مخلصنا يسوع المسيح، هكذا أن ينيركم ويُسدد الله خطواتكم نحو العمل بوصاياه بشفاعات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم وبتضرعات الشهيد خريستوفوروس والقديس إيسافروس والمستشهدين معه الذين نعيّد لهم اليوم.

  وأيضاً فإننا نرفع صلواتنا وأدعيتنا إلى الإله الضابط الكل والقادر على كل شيء أن يحفظ ملك المملكة الأردنية الهاشمية صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حامي وراعي المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة آوروشليم وأنّ ينُعِمَ الله عليهِ بموفور الصحة والعافية والعمر المديد.

آمين

مكتب السكرتارية العام