1

الإحتفال بعيد الرسل الاثني عشر الأطهار

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الجمعة الموافق 13 تموز 2018 بعيد الرسل الإثني عشر الأطهار, حيث ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الالهي بهذه المناسبة في دير الرسل في طبريا.

شارك غبطة البطريرك في الخدمة سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس, آباء من أخوية القبر المقدس, وكهنة الرعايا الأورثوذكسية في منطقة الناصرة والجليل. وقاد قدس الأرشمندريت فيلوثيوس خورس المرتلين الذيت رتلوا الصلاة باليونانية والعربية.

غبطة البطريرك القى عظة روحية بهذه المناسبة:

ثُمَّ دَعَا(الرب) تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ(متى10:1)

 أيّها الإخوة المحبوبون بالمسيح،

أيّها الزّوار الأتقياء،

لقد جَمَعنا اليوم عند شاطئ بحيرة طبرية هامتي الرسل بطرس وبولس المغبوطين الذين اقتبلوا دعوة السماء من قِبَل المسيح لكي نعيدّ لتذكارهم المقدس.

وبالأمس في القداس الإلهيّ صنعنا تذكاراً لإكرامِ الزوجيّ المقدس المصطفى بطرس وبولس في بيت القديس بطرس في كفرناحوم، واليوم نعيّد مُكرمين رُسلَ المسيح الاثني عشر المجيدين الكليّ مديحهم في هذا المكان والموضع المقدس حيث:” لمَرَّةٍ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ بَعْدَمَا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ“(يو21: 14)

إنّ كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة تكرّم بشكلٍ خاص أولئك الرسل الذين اختارهم ربنا يسوع: “أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاثْنَيْ عَشَرَ” (يو6: 70) وذلك لأنّ الرسل قد صاروا مُحسنين للبشريةِ عموماً كما يؤكّد على هذا مرنم الكنيسة:

” لنكرمنَّ بالأناشيد متفَّقي الأصوات تلاميذ المسيح المخلّص ورُسلهُ وخدَّامهُ الإلهيين. رياض الايمان والمحسنين الى الإنسانية عموماً الذين رعدوا لنا بالعقائد السماوية:”

وأيضاً يُكَرَمُ الرسلُ القديسين بشكلٍ خاص وذلك لأنّ لكنيسة المسيحِ صفةً مميزة وخاصيةً بأنها رسولية كما أكدّ آباء الكنيسة المتوشحين بالله في دستور الإيمان (أؤمن بكنيسةٍ واحدةٍ جامعةٍ مقدسةٍ رسولية).

لقد دُعي الرسل القديسين من الرب فتركوا كل شيء وأما صيادي الأسماك فقد تركوا شباكهم أيضاً وتبعوا المسيح أينما كان وفي جميع أعماله التبشيرية على الأرض حتى صعوده إلى السماوات وبعد العنصرة استناروا من الروح القدس وأصبحوا مُذيعين بالإيمان بالمسيح وشاهدين بآذانهم وعيونهم على آلامه وصلبهِ وقيامته الثلاثية من بين الأموات.

إنّ كرازة الرسل القديسين بالمسيح ابن الله وكلمته الذي صُلب وقام من بين الأموات تتأسس على الخبرة الشخصية للرسل القديسين كما يشهدُ الرسول يوحنا الإنجيلي بذلك إذ يقول في رسالته الأولى اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِفَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (1يوحنا 1: 1-3)   

لهذا عينه فإن الرسل القديسين قد دُعيوا لهذه الكرازة التي هي استمراريةُ عمل الرب الخلاصيّ أي خلاُص جنسِ البشر وتحررهم من الخطيئة وفساد الموت، لهذا فإن الرب يسوع المسيح يوصي الرسل قائلاً: فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ (متى 28: 19)

إنّ وصيّة الربِ هذهِ تُكملها وتستمرُ بها كنيستهُ التي هي جسد المسيح السري وذلكَ من خلال خلفاء الرسل، الذين هم الأساقفة القانونيين والرعاة الروحيين وذلك بقوة وفعل الروح القدس، روح المسيح. إن الرسل وفي خلال عملهم الرعوي والتبشيري باسم المسيح أقاموا رعاةً وأسسوا كنائس في كل مدينةٍ ورسموا كهنةً وأساقفةً لِيَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. (أعمال 20: 28)

ويُشير القديس بولس الرسول إلى المصالحة والاتحاد الذي تمّ من الله الآب في يسوع المسيح بين الأمم واليهود موضحاً ومشدداً على أنّه عمل الرسل القديسين الاثني عشر: فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ، مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ. (أفسس2: 19-21)

إن حجارة الأساس هي الرسل القديسين مع هامتي الرسل بطرس وبولس تُكرمهم بوقارٍ وإجلال كنيسة المسيح مُمجدة حجر زاوية الكنيسة الذي هو إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي أخلى ذاته لأجلنا لكي نشترك نحن في امتلاءهِ كما يقول المرنم: إن الممتلئَ قد أخلى نفسهُ من أجلنا لكي نشترك في امتلائهِ. والغير المتحيز حلَّ في مستودعك الطاهر يا عروسة الله مريم. وتجسّد متأنّساً ولم يفارق الأحضان الأبوية. فلذلك نبارككِ نحن جميعاً. 

 متضرعين إلى المسيح إلهنا لكي بشفاعات جوق الرسل القديسين الإلهيين مع بطرس وبولس الذين أُرْسِلوا للجالسين في الظلمة والظلال يُخلصنا وينير نفوسنا وأن يمنح السلام لمنطقتنا الممتحنة وللعالم أجمع.

آمين

بعد خدمة القداس الالهي أعد الرئيس الروحي للدير الأرشمندريت صفرونيوس مادبة غذاء على شرف صاحب الغبطة والسادة المطارنة والآباء.

مكتب السكرتارية العام