1

ألبطريركية الأورشليمية تحتفل بأحد الأورثوذكسية

إحتفلت بطريركية الروم الاورثوذكسية في الاراضي المقدسة وسائر الكنائس الاورثوذكسية, يوم الاحد17آذار 2019 وهو الاحد الاول من الصوم الاربعيني المقدس حسب الطقوس الكنسية, بعيد رفع الايقونات المقدسة, المسمى بأحد الاورثوذكسية. هذا العيد هو واحد من أهم الاعياد في الكنيسة الاورثوذكسية .

هو الأحد الأول من الصوم نعيّد فيه تذكار تعليق ورفع الأيقونات المقدّسة بعد حقبة طويلة من السنين عُرفت بحرب الأيقونات وذلك في القرنين الثامن والتاسع ميلادي.
استمرت حرب الأيقونات 120عاماً, حيث دُمّرت وحُرقت الكثير من الأيقونات وسُفكت فيها دماء عديدة من الرهبان والمؤمنين الذين دافعوا بشراسة عن لاهوت الأيقونة وارتباطها بسر التجسّد. أسباب عديدة ومختلفة أدّت إلى هذا الإضطهاد الدموي، منها من داخل الكنيسة نفسها، ومنها عوامل خارجيّة محيطة ومعتقدات اخرى مختلفة ومضادة، لكنهّا كلّها سببها واحد وهو: رفض تجسّد المسيح أيّ رفض أن يكون الله أصبح إنسانًا، وبالتالي ضرب مشروع الخلاص كلّه بعرض الحائط وهذا طبعًا شيطاني.

نحتفل في الأحد الأول من الصوم الكبير بعيد أرثوذكسيتنا، الّتي هي كنيسة الآباء والقدّيسين والشهداء والأبرار، فنحتفل بما تنبَّأ به الأنبياء وبالتعليم الذي استلمناه من الرسل وكتبه الآباء ووافقت عليه المسكونة الذي به بقيت مستقيمة الرأي وأظهرت الحقيقة المستلمة من الرب يسوع المسيح لكل العالم.

وفي هذه المناسبة الهامة, ترأس غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث قداساً احتفالياً في كنيسة القيامة. وكما هو مُتبع حسب بروتوكول البطريركية حضر غبطة البطريرك الى كنيسة القيامة من دار البطريركية بمرافقة موكب بطريركي من أساقفة وآباء ورهبان اخوية القبر المقدس. وبعد السجود في موضع انزال الجسد المقدس والقبر المقدس, توجه غبطة البطريرك الى داخل كنيسة الكاثوليكون المقابلة للقبر المقدس لبدء قداس العيد الاحتفالي.

اشترك في خدمة القداس الالهي سيادة متروبوليت كابيتولياس كيريوس ايسيخيوس, سيادة رئيس اساقفة قسطنطيني كيريوس اريسترخوس,سيادة رئيس أساقفة طابور كيريوس ميثوذيوس, سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس, سيادة رئيس أساقفة اللد كيريوس ذيميتريوس, سيادة رئيس أساقفة قطر كيريوس مكاريوس وسيادة متروبوليت النينوبوليس كيريوس يواكيم بالاضافه الى عدد كبير من الشمامسة والكهنة المتوحين من آباء اخوية القبر المقدس ومن كنائس أورثوذكسية اخرى. وحضر ايضاً القنصل اليوناني العام في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس وحشد من المصلين المحليين ومصلين من البلاد وخارجها.

بعد نهاية القداس الالهي حسب الطقس الكنسي قام غبطة البطريرك مع الآباء والمصلين بزياح الايقونات حوالي القبر المقدس حاملين الايقونات والشموع, وتمّ قراءة الصلاة الخاصه التي بها يُذكر جميع القديسين والشهداء اللذين جاهدوا روحياً وحاربوا البدع ضد الايقونات ورفعوها من جديد في الكنائس, وبهذا نقول “ليكن ذكرهم مؤبداً”, لذلك سمي هذا الاحد بأحد الايقونات, والكنيسة تكرم الايقونات المقدسة في الكنائس والبيوت لانها صورة الله وكلمته لجميع المؤمنين.

معايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد الأرثوذكسية 

لقد ظهرت للمسكونة النعمة الإلهية بالحقيقة واستُعلِنَ الآن مجدٌ وكرامة فَتَطْرَبْ الكنيسة إذ قبلت حلةَ عِريتها أيضاً. هذا ما يقوله أبينا القديس ثيوذورس الستوذيتي.

أيها الإخوة المسيحيون

أيها المسيحيون والزوار الأتقياء

 تصنع كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة اليوم تذكار تعليق الأيقونات المقدسة الجليلة الذي حصل من ملكي القسطنطينية الدائمي الذكر ميخائيل وأمه ثيوذورة على عهد البطريرك القديس مثوديوس المعترف.

إن هرطقة حرب الأيقونات أي عدم إكرام الأيقونات المقدسة والسجود لها قد أحْيَتْ الهرطقات التي قد سبق وحاربتها المجامع المسكونية كهرطقة آريوس وهرطقة نسطوريوس هذه الهرطقات التي رفضت بالكليّة ألوهية كلمة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي تجسد وتأنس من العذراء مريم والدة الإله لهذا نفهم ما قاله القديس ثيوذورس الستوذيتي “تطرب الكنيسة إذ قبلت حلةَ عِريتها”. إن حُلة عريتها التي قَبِلتها الكنيسة هي الاتحاد الأقنومي بين كلمة الله وطبيعتنا البشرية التي أخذها المسيح بالروح القدس بحسب القديس كيرللس الإسكندري.

   إنّ سر التدبير الإلهي العظيم أي تجسد كلمة الله يُشكل الأساس الثابت والراسخ للتعليم المسيحي ولا سيما إيماننا الأرثوذكسي المقدس كما يشهد بذلك الرسل القديسين الإنجيليين ولا سيما القديس يوحنا اللاهوتي وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقًّا. (يوحنا 1: 14) وفي مكان آخر يقول اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. (1يوحنا 1: 1)

   حقاً أيها الإخوة الأحبة لقد ظهرت النعمة الإلهية اليوم للمسكونة وذلك لأن المسيح الكلمة، آدم الجديد قد منح وأعاد لكنيسته حلتها “فيا شعب الرب المكنى بالمسيح عيّد الآن مسروراً حينما تعاين الكنيسة لامعة ثانيةً بجمال الصورة الإلهية التي بما أنهُ إله تسربلها كإنسان ليخلصنا”.

   وبكلام آخر إن رسم وتصوير كلمة الله المتجسد يخص بَشَرِيّته وطبيعتهِ البشرية وليس ألوهته إذ أن القديس ثيوذورس الستوذيتي يقول “إن كلمة الله قد افتقر وجاع وعطش بالجسد فهذه هي خواص الجوهر الإنساني التي بها يُرسم ويُحدد وأما “كلمة الله” بلاهوته فبسيط وغير محصور أبداً. ويقول القديس يوحنا الدمشقي “من يستطيع أن يصنع رسماً أو شكلاً لله الذي لا يُرى والذي لا جسد له ولا حَدَّ ولا شكل؟! فإن المحاولة لوضع شكل للإله قمةً في الغباوة والكفر.

وبما أننا أيها الإخوة سامعين ومُصغيين بما حدده الرسل القديسين ولتقليد كنيستنا المقدس الشريف ولتعليم الكنيسة الآبائي فإننا لا نرتمي ساجدين للمادة ولا نعبد الأيقونة بحد ذاتها ولكن نسجد للأصل أي المُصَوَر عليها والمرسوم فيها. كما يقول القديس باسيليوس الكبير “إن إكرام الأيقونة يعود إلى من تُمثله في الأصل” فنحن نسجد ونُقَبّل الأيقونة بالشفاه والقلوب ولا نعبدها كآلهة ولكن هذا الإكرام المُقدم للأيقونة ينتقل إلى المُصَوَّر عليها.

علاوة على هذا فإنه من خلال الأيقونات المقدسة تُقَدَّسْ عيون الناظرين إليها ومن خلال الأيقونات يرتقي الذهن إلى المعرفة الإلهية. لهذا فإننا نعترف بهذا الإيمان متضرعين بالشكر لله في كنيسة القيامة المجيدة لكي يؤهلنا إلهنا ومخلصنا أن نبلغَ قيامة المسيح الثلاثية الأيام ومع المرتل نهتف ونقول: يا والدة الإله إن كلمة الآب الذي لا يُحاط قد تجسد منك وصار محصوراً وأعاد صورتنا الفاسدة إلى حُسنها الأول وأتْحدها بالجمال الإلهي لذلك نعترف بالخلاص ونُخبر به ونُذيع بالقول والفعل معاً.

كل عامٍ وأنتم بخير…. صوماً أربعينياً مباركاً.

مكتب السكرتارية العام