1

الرسالة الفصحية لغبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث 2019

برحمة الله،ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة اورشليم وسائر فلسطين، إلى جميع أرجاء الكنيسة، نعمة ورحمة وسلام من قبر المسيح القائم المقدس والقابل للحياة.

                                                                “أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب، قد قام ليس هو ههنا،

                                                     هوذا الموضع الذي وضعوه فيه” (مرقس 16:6)

 

 إنّ هذا الخبر المفرح الحامل الرجاء، قد سمعَته حاملات الطيب عند قدومهنّ ليدهنّ يسوع بالطيب باكراً في اول الأسبوع من فم الملاك المنير الجالس على القبر.

 

   هذه الاقوال الملائكية قد تأكّدت برؤية القبر الفراغ ومعاينة “المنديل الذي كان على رأسه غير موضوع مع الأكفان، بل ملفوفاً في موضع على حدته”(يوحنا20:7). لكن قد أُثبتت أكثر فأكثر برؤية يسوع المسيح القائم نفسه. إنّ المسيح قد ذهب الى الجحيم بالصليب، لكن الجحيم لم يقدر عليه، لم يمسكه. نزل الرب الى الجحيم، وانتزع منه المعذبين منذ الدهور. فجذب هؤلاء من العذاب، حيث “وقف صارخاً نحو الذين في الجحيم، ادخلوا مجدداً إلى الملكوت”. “قد صلب بضعفه لكنّه حي بقدرة الله”(كورنثوس الثانية 13:4)، قام الله المتجسد بقوته وظهر لحاملات الطيب وللرسل أتباعه في ظهورات عديدة.فقد عاينهم في العلية اليوم الأول والسابع من يوم القيامة (يوحنا 20:19&26)، في الطريق الى عمواس (لوقا 24:15)، في أورشليم إلى “الاحد عشر والذين معهم مجتمعين” (لوقا 24:33).

ليس كروح، “لأن الروح لا لحم ولا عظم له” (لوقا 24:39)، لكن بجسمه المنير والمُمَجدّ، حيث لديه علامات المسامير في يديه ورجليه (لوقا 24:40). طالباً منهم طعاماً فناولوه قطعة من سمك مشوي وشياً من شهد عسل وأكل أمامهم (لوقا 24:41-43).

 “وهو يتراءى لهم ببراهين كثيرة مدة أربعين يوماً” (اعمال الرسل 1:3)، صعد بمجد من جبل الزيتون إلى السماوات وأرسل من الأب إلى رسله المجتمعين في العليا معزٍ أخر، روح الحق الذي بهم (الرسل) اصطاد المسكونة وثبت الكنيسة وعضدها في العالم.

   إنَ الرب قد ترك الكنيسة شاهدة على حقيقته ومكملّة لعمله. تُعلّم الكنيسة بالروح القدس وتعظُ عن تجسد المسيح وصلبه وقيامته. تعلّم بالقول وتعمل بالأفعال وتقدّس بالأسرار. تنقل النعمة الإلهية وتجّمل أخلاق البشر وحياتهم وكيانهم. فتصبح هي ملكوتًا وسماءً، كما تقول الطروبارية ” لدى وقوفنا في كنيسة مجدك، نظنّ أنّنا موجودون في السماء”. إنّ الكنيسة على الأرض واحةَ نبع مياه حية، سلامٌ، حقيقيٌ، ، أخوة’ٌ، حوارٌ، فرححٌ ونعمةٌ ممتلئةٌ. هذه تُطفىءُ حروباً وتقضي على جدالات وتجمّع شعوباً. تحافظ الكنيسة وتحمي الطبيعة والخليقة كعمل لله لعيش البشر.

   إنّ كنيسة أورشليم كأم الكنائس، تقوم بعملها الرعائي والخلاصي والمتعلق بالمزارات على هذه المساكن الإلهية، على هذه الأراضي التي قُدسّت بنعمة تجسد وصلب وقيامة المخلص يسوع المسيح من بين الأموات.

فمن هذه المزارات ومن هذا القبر المقدس القابل للحياة، عند تقديمنا الذبيحة الغير مُختلطة ” في ليلة يوم القيامة المنير المخلصة والنيرة”، نصلي من أجل سلام كل العالم وخاصة في الشرق الأوسط المضطرب، من أجل انهاء الخلافات بين الكنائس ووحدة الكنيسة الأرثوذكسية برباط السلام. نعيّد على رعيتنا الحسنة العبادة على هذه الأرض وعلى الزوار الورعين.نتمنى للجميع الفرح والقوة والأمل ونور المسيح القائم.

المسيحُ قام!

 

 في المدينة المقدسة أورشليم، فصح 2019   

بدعوات ابوية وبركات بطريركية                                                                                 

                                                                                     

                                            الداعي لكم بحرارة

                                              ثيوفيلوس الثالث

                                              بطريرك أورشليم