1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديس يوحنا الخوزيفي الجديد

 

إحتفلت البطريركية ألاورشليمية وأخوية القبر المقدس يوم السبت الموافق 10 آب 2019 بعيد رقاد القديس الجديد يوحنا الخوزيفي (وهو روماني ألاصل) الذي كان قد أعلن المجمع المقدس للكنيسة ألاورشليمية قداسته وإعلانه كقديس جديد في أخوية القبر المقدس والكنيسة ألاورثوذكسية سنة 2015. يُذكر أن جسد القديس يوحنا الخوزافي لم يطرأ عليه أي تغيير وما زال محفوظاً في الدير في قبر زجاجي ويأتي الكثير من الزوار للتبارك منه بعد إعلان قداسته.

بهذه المناسبة ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة صلاة السهرانية في الليل وبعدها خدمة القداس ألالهي في دير الخوزافي يشاركه السادة المطارنة كيريوس أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, كيريوس يواكيم متروبوليت إلينوبوليس, آباء من أخوية القبر المقدس ورهبان الدير. خلال القداس إستقبل رئيس الدير الأرشمندريت قسطنطين غبطة البطريرك بكلمة ترحيبية, والقى غبطة البطريرك كلمة روحية بهذه المناسبة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس يوحنا الخوزيفي الجديد 10-8-2019

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 يرنم النبي داؤود قائلاً: يَا رَبُّ، أَحْبَبْتُ مَحَلَّ بَيْتِكَ وَمَوْضِعَ مَسْكَنِ مَجْدِكَ. (مز 25: 8)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها الزوار الأتقياء،

     نبتهج ونفرح بالرب بأن نعمة الروح القدس جعلتنا نلتئم اليوم في هذا المكان والموضع المقدس أي في دير خوزيبا لكي نُعيد للذكرى الموقرة لأبينا البار يوحنا الخوزيفي الجديد الذي من رومانيا.

     يقول القديس يعقوب أخو الرب في رسالته الجامعة طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. (يع 1: 12) ويشرح أبينا البار يوحنا هذه الأقوال قائلاً: وهذا يعني أنه مغبوطٌ هو ذلك الذي يتحمل التجربة طوعاً صابراً لأنه سيصبح إنساناً مختبراً وسيتنقى كالذهب النقي الأصيل وسينال الإكليل الذي لا يذبل وسيصبح موضعاً ومسكناً لمخلصنا يسوع المسيح في ملكوت السماوات. هناك سيأتي يسوع الإله المتأنس بنعمته وسيجعل عنده منزلاً (يو 14: 23) كما يشهد بذلك الإنجيلي يوحنا.

     حقاً أيها الإخوة الأحبة إن أبينا البار يوحنا الذي أحب هذا الموضع النسكي في برية خوزيبا قد صار مُختبراً ومستحقاً لإكليل الحياة الأبدية كما يبشر الكتاب المقدس قائلاً: أَمَّا نُفُوسُ الصِّدِّيقِينَ فَهِيَ بِيَدِ اللهِ، مَحَّصَهُمْ كَالذَّهَبِ فِي الْبُودَقَةِ، وَقَبِلَهُمْ كَذَبِيحَةِ مُحْرَقَةٍ. (حكمة سليمان 3: 1-6)

     وبتوضيح أكثر بأن الله يقبل تجارب الإنسان المؤمن كرائحة طيبٍ وكذبيحة محرقة، أي كمحرقات الذبائح التي تُقدَم على المذبح.

     وقد كان سامعاً أبينا البار يوحنا لأقوال المزمور المُلهمة من الله: “لَكَ قَالَ قَلْبِي: «قُلْتَ: اطْلُبُوا وَجْهِي». وَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ. (مز 26: 8) لذلك فقد نجح أبينا البار يوحنا عبر جهاداته النسكية وصلاته المستمرة أن يتصوّر المسيح في داخله كما أوصانا القديس بولس الرسول قائلاً: يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ (غلا 4: 19)  

     ويفسر القديس كيرلس الإسكندري هذه الأقوال قائلاً: لكي يتشكل ويتكون في ذهننا البشري سمات المسيح العظيمة والفائقة الطبيعة فإنه يستغرق وقتاً وزمناً ولا يتم مباشرة بل رويداً رويداً.

     إن ما هو موضوع أمامنا هنا هو الرفات غير البالية والكاملة المفيضة الطيب لأبينا البار يوحنا المتوشح بالله فإن رفاته هي بمثابة شاهدٍ حي صادقٍ لا يقبل الشك وبرهان بأن المسيح هو نور العالم وحقيقته كما يؤكِدُ بذلك الرب: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ (يو 8: 12)

     إن نور الحياة الحقيقية تُبّشِرُ وتكرز بها كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة عبر قديسيها في جيل البشر الأعوج الملتوي كما هم أناس هذا العصر الحالي

      ونقول هذا لأن الأبرار أي قديسي الله يظهرون أنهم كواكب للعالم من جهةٍ (فيلبي 2: 15) ومن الجهة الأخرى يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. (متى 13: 43) وعلاوة على هذا فإن القديسين سيجلسون على اثني عشر كرسيّ يُدينون بها أسباط اسرائيل الاثني عشر كما يشهد بذلك الإنجيلي متى فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. (متى 19: 28)

     إن رفات أبينا البار يوحنا هذه الرفات الغير البالية المفيضة للطيب تٌعلِن مسبقاً وتُبشر (بإعادة الولادة) أي القيامة من بين الأموات في يوم الدينونة العظيم. لهذا فإن القديس يوحنا الإنجيلي يوصينا بفم القديس بولس الرسول: نحن الذين نتبع ربنا يسوع المسيح قائلاً: لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ. (2كور 7: 1) لكي يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ (1يو 4: 17) لهذا فإننا نرفع المجد والشكر للإله الثالوث القدوس لأنه عجيبٌ هو في قديسيه (مز 67: 36) لهذا فإننا نتضرع له مع الفائقة البركات المجيدة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم لكي تتشفع من أجل خلاص نفوسنا ومع المرنم نهتف ونقول: إنا نحن معاشر المؤمنين في احتفالنا اليوم بتذكارك مسرورين يا أبينا البار المغبوط من الله يوحنا الكليّ الشرف. نمجد الرب الفائق الصلاح الذي مجّدك. فلا تنفك تبتهل إليه بما لك لديه من الدالة دائماً. طالباً أن نفوز بالمجد الخالد وبهاءِ القديسين.  

آمين

مكتب السكرتارية العام