1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد الصليب الكريم المحيي

إحتفلت البطريركية الاورثوذكسية وسائر الكنائس الاورثوذكسية في الاراضي المقدسة يوم الجمعة الموافق 27 أيلول 2019 بعيد رفع الصليب الكريم صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح, الذي وجدته الملكة هيلانه سنة 326 ميلادية في اورشليم وقام البطريرك الاورشليمي آنذاك مكاريوس برفعه بجانب القبر المقدس أمام الجموع الذين صرخوا: يا رب ارحم.

صلاة غروب العيد

ترأس خدمة صلاة غروب عيد الصليب غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في كنيسة القيامة بمشاركة اساقفة وآباء أخوية القبر المقدس. بعد السجود في موضع أنزال الجسد المقدس وفي القبر المقدس دخل غبطة البطريرك مع ألاساقفة والكهنة الى كنيسة الكاثوليكون, بعدها الى موضع الجلجلة حيث رُتل قنداق العيد “خلص يا رب شعبك ومبارك ميراثك…”.

يوم العيد

صباح يوم الجمعة توجه غبطة البطريرك مع أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس الى كنيسة القيامة لتراُس صلاة العيد حيث شارك غبطته بالقداس الالهي أساقفة أخوية القبر المقدس واساقفة من الكنيسة اليونانية والصربية , وآباء اخوية القبر المقدس من ارشمندريتين وشمامسة ورهبان, وأيضاً آباء من كنائس اليونان, قبرص, رومانيا, صربيا وأوكرانيا.
حضر القداس الألهي ايضاً سعادة القنصل اليوناني العام في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس مع معاونيه من القنصلية اليونانية ومصلين محليين وعدد كبير من الحجاج بالرغم من محاولة الأرمن غير المقبولة لإعاقة الإحتفال.

بعدها وحسب الطقس البطريركي حمل غبطة البطريرك قطعة خشبة الصليب المُكرم المحفوظة في صليب , حيث يقوم البطريرك والكهنة بالتتابع بوضع هذا الصليب الموجود بداخلة خشبة صليب المخلص يسوع المسيح على رؤوسهم تشبُهاً بالامبراطور هرقل عندما استرجع خشبة الصليب ودخل اورشليم بهذا الشكل منتصراً, ويقومون بالطواف حول القبر المقدس وفي موضع الجلجله ثلاث مرات.

بعد الانتهاء من خدمة القداس الالهي توجه غبطة البطريرك مع أخوية القبر المقدس الى دار البطريركية للمعايدة حيث هنأ غبطة البطريرك المصلين بكلمة القاها بهذه المناسبة.

مُعايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رفع الصليب الكريم المحيي 27-9-2019

كلمة البطريرك تعريب فدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يِعظُ القديس بولس الرسول قائلاً:” وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ (غلاطية 14:6)

سعادة قنصل اليونان العام السيد خريستوس سُوفيَنُوبولس المحترم،

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحبوبون،

أيها الزوار الحسنو العبادة

تُعيد اليوم كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة لعيد رفع الصليب الكريم المُحيي في العالم كله الذي وقد حصل هذا الحدث من القديس مكاريوس رئيس أساقفة آوروشليم بحضور القديسة الملكة هيلانة والدة القديس الإمبراطور قسطنطين.

إن هذا الحدث الخلاصي العظيم قد عيدناه اليوم في كنيسة قيامة مخلصنا المسيح المقدسة حيث، موضع الجلجلة المقدسة والصليب الكريم ومكان وجوده من القديسة هيلانة المغبوطة المعادلة الرسل.

إن الذي رُفعَ إلى السماء الثالثة وبلغ الفردوس سمع كلمات لا يُنطق بها وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا. (2كور 12: 4) يقول: وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ (غلاطية 14:6)

ويُفسرُ القديس يوحنا الذهبي أقوال القديس بولس الرسول هذه ويقول: ما هو افتخار الصليب؟ إنّ المسيح قد أخذ شكلَ عبدٍ وقد عانى واحتمل لأجلي ما احتمله، أنا العبد ناكر المعروف وبالرغم من كل هذا فقد أحبني وأَسلَمَ ذاته ليُصلَب من أجلي.

وبكلام آخر نستطيع أن نقول بأنه على الصليب الكريم يتعلق كل رجائنا وآمالنا فالصليب يقوينا ويشجعنا وذلك لأن مخلصنا المسيح قد حملَ عليهِ كل ضعفاتنا وأوهاننا وبدماء صليبه قد جدد طبيعتنا المنفسدة بالخطيئة، وبصليبه الكريم قد جدد الخليقة كلها وأعاد ولادة جنس البشر. فهو كما يقول المرتل: فخراً حقيقياً لأن الصليب سلاح سلمٍ وخلاصٍ وراية ظفرٍ لا تُقهر.

حقاً إن الصليب الذي ترفعه كنيستنا المقدسة بكل دالةٍ يُشكل سلاح قوةٍ وظفرٍ وراية مجدٍ وأداةٍ تسحق كل كبرياءٍ وعظمةٍ وغرورٍ كما يقول القديس الرسول يعقوب أخو الرب وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكُمْ تَفْتَخِرُونَ فِي تَعَظُّمِكُمْ. كُلُّ افْتِخَارٍ مِثْلُ هذَا رَدِيءٌ. (يعقوب 4: 16)  

إن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح قد صار نموذجاً ومثالاً للتواضع الأقصى ولنكران الذات على الصليب وبالصليب وذلك لأنه “وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. (فيلبي 2: 8-10)

     لهذا فإن هذا العيد المقدس الكلي الوقار عيد رفع الصليب الكريم يدعونا لكي نرتفع من الأرضيات إلى الروحانيات ومن الفساد لعدم الفساد وللأبدية ولخلاص نفوسنا.

لهذا فإن صليب المسيح الكريم المحيي يدعونا ويوصينا بأقوال الرب قائلاً: مَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ (متى 23: 12)

وأما نحنُ فمع المرنم نهتِفُ ونقول:” يا رب يا من ارتفع على الصليب وبهِ قد رفعنا معه إلى فرح السماء أهلنا لهذا الفرح وارحمنا بما أنك صالِحٌ ومحبٌ للبشر.”

آمين

مكتب السكرتارية العام