1

الذكرى الرابعة عشر لجلوس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على الكرسي الأورشليمي

 
 

اقيمت في البطريركية ألاورشليمية يوم الجمعة الموافق 22 تشرين ثاني 2019 الذكرى الرابعة عشر لجلوس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على الكرسي البطريركيّ ألاورشليمي.
بهذه المناسبة أقيمت خدمة صلاة المجدلة الكبرى في كنيسة القيامة ترأسها غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث وبمشاركة أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس وكهنة الرعايا  الأورثوذكسية , وبحضور القنصل اليوناني العام في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس , وأبناء الجالية اليونانية والرعية ألاوثوذكسية في القدس وعدد من زوار البطريركية.

بعد الصلاة توجه غبطة البطريرك مع ألاساقفة والآباء الى دار البطريركية لتهنئة صاحب الغبطة, حيث القى كلمة المجمع المقدس وأخوية القبر المقدس السكرتير العام للبطريركية سيادة المطران أريسترخوس , بعدها القى كلمة القنصلية اليونانية القنصل اليوناني السيد سفيانوبولوس تبعه كلاً من سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة يافا ذماسكينوس, سيادة رئيس أساقفة كيرياكوبوليس خريستوفوروس, وكلاء وممثلو البطريركية, الرئيس الروحي للبعثة الروسية في القدس ممثلاً عن الكنيسة الروسية, ممثل بطريرك الكنيسة الرومانية, الرؤساء الروحيون, الأب عيسى مصلح, السيد يوسف نصار, ومدراء مدارس البطريركية في القدس والأردن, وكلمة أبناء الرعية.

في النهاية شكر غبطة البطريرك أخوية القبر المقدس والحضور بكلمة القاها في قاعة العرش البطريركي:

سعادة قنصل اليونان العام الجزيل الإحترام

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين،

 أيها المسيحيون المحبوبون،

الزوار الحسنو العبادة الحضور الكريم كلٌ باسمهِ مع حفظِ الألقاب.

     مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ (أف 1: 3)

      تفرحُ اليوم كنيسة آوروشليم المقدسة مكان “راحة” و”مسكن” كلمة الله المتجسد والمتأنس لأننا قد أتممنا أربعة عشرة سنة من الخدمة الأبوية البطريركية لاعتلائنا العرش الأسقفي والبطريركي للقديس يعقوب أخو الرب أول رؤساء أساقفة آوروشليم.

    إن هذا الحدث للمؤسسة المقدسة الكنسيّة له أهميةٌ جوهرية وذلك لأنّ جسد المسيح السري الذي هو الكنيسة له امتدادٌ على مرّ العصور من جهةٍ ومن الجهة الأخرى هو اختصاص عمل الكنيسة الخلاصي في العالم. وعلينا أن نذكر بأن المؤمنون أعضاء جسد الكنيسة مدعوون بحسب القديس بولس الرسول بَأنهم “مُوَاطِني الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ (أفسس 2: 19) وبحسب الرسالة إلى ذيوغنيتون إن المؤمنين هم يُحيَون على الأرض ولكن سيرتهم هي في السماوات.

لهذا فقد توجهنا اليوم إلى كنيسة القيامة المجيدة برفقةِ أخوية القبر المقدس الأجلاء لكي نرفع الشكر والتمجيد للإله الواحد المثلث الأقانيم الذي يَتَمَجَّدَ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. (1بطرس 4: 11)

إن هذه الذكرى السنوية الرابعة عشر لاعتلائنا العرش البطريركي لا يخص أو يتعلق بِشخصنا فقط ولكن بالأخص وقبل كل شيء يتعلق بالمؤسسة المقدسة الكنسية المبنيةِ على دماء المسيح الخلاصية والتي لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. (1كور 3: 11) كما يكرز القديس بولس الرسول. لهذا فإن عرش الكنيسة الرسولي والأسقفي له مثال الله وذلك لأنه بحسب القديس اغناطيوس المتوشح بالله “إن الأسقف هو على مثال المسيح والكهنة والشمامسة على مثال مجمع الرسل الذين ائتمنهم المسيح على هذه الخدمة”.

وللآن فإن خدمتنا البطريركية والرهبانية والرعائية على عرش رئاسة الكهنوت الرسوليّة للقديس يعقوب أخو الرب أي بمعنى آخر ، عرش كنيسة صهيون المقدسة، لها هدفٌ وحيدٌ سامٍ ألا وهو الحفاظ على التقليد الرسولي وعلى وديعة الإيمان الصحيح الخالي من الشوائب قاطعين كلمة الحق باستقامةٍ محافظين على الرعية المسيحية والاهتمام بها بحسب تعاليم القديس بولس الرسول فإن الرب قد أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلًا، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، (أفسس 4: 11-12) ومن الجهة الأخرى الحفاظ على الأماكن المقدسة كأماكن للعبادة العقلية وكينابيع بركاتٍ وأشفيةٍ إلهية للآلاف من الناس الذين يأتون من كافة أقطار الأرض ساجدين ومتعطشين للانتعاش الروحي مُصغيين لأقوال داؤود النبي في المزمور قائلاً: كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ.عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ، إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ. (مزمور 41: 1-2)

ومن المعروف أن الحفاظ على الأماكن المقدسة هو واجبٌ يخص الجنس الملوكي التقي أي المسيحيين الروميين الأرثوذكسيين، إذ إنه حقٌ وامتيازٌ لهم لا يزول وهو واجبٌ مقدسٌ في هذه الأرض المقدسة، فإنه يُعتبر حقٌ قديمٌ متوارثٌ. لهذا فقد قمنا جاهدين في جميع المحاور السياسية والدبلوماسية والحكومات المحلية والعالمية للحفاظ على نظام الثقافات والديانات والقوميات المتعددة لنسيج شعب هذه الأرض المقدسة آوروشليم والتي هي أي آوروشليم تُعتبر بحد ذاتها مزاراً عالمياً.

لهذا فلنسمع ما يطلبه منا القديس بولس رسول الأمم مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ (أفسس 4: 3) فإننا لم نتوقف قط أن نعمل بكل تفانٍ وتواضع من أجل الحفاظ على وحدة الكنيسة الأرثوذكسية الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية مالكين “سِرُّ الإِيمَانِ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ” (1تيم 3: 9)

ونقول هذا لأنّ آوروشليم وكنيسة آوروشليم كانت البداية وهي إلى الآن نبع دماء صليب البر الذي لا ينضب التي هي نبع السلام والحياة الأبدية أي المسيح الذي هو علامة مصالحة الجميع كما يكرز بولس الرسول لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ (رو 5 :10)

      إن هذه الذكرى السنوية الموقرة للجلوس على العرش تدعونا لا للافتخار بأعمالنا بل للافْتِخَارٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. (رومية15: 17) لأَنَّ فَخْرَنَا هُوَ هذَا: شَهَادَةُ ضَمِيرِنَا (2كور 1: 12) وشهادة ضميرنا هذه تدعونا ألا نتوقف عن الجهاد الحسن في كرم مخلصنا المسيح الذي هو الكنيسة سامعين لأقوال الرب “فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ” (رو 5: 16)

         إن الكرازة بشهادة نور المسيح ومجد الله الآب قد خرجت من هنا من العرش الأسقفي للقديس الشهيد الرسول يعقوب أخِ الرب ويشاركني في هذه الشهادة عاملين سويةً إخوتي القديسين الآباء الأجلاء المحبوبون في أخوية القبر المقدس من الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان، مكرسين ذواتهم للعمل في هذه الرسالة المقدسة.

         ختاماً نتضرع إلى إلهنا أبي الأنوار أن يسدد خطانا للعمل بوصاياه بشفاعات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم وبتضرعات وبتوسلات القديس نكتاريوس أسقف المدن الخمس ونعمة القبر المقدس القابل للحياة، قبر ربنا ومخلصنا يسوع المسيح  القائم من بين الأموات أن يمنحنا القوة في خدمة المزارات والأماكن المقدسة والتي تشكل الشهادة الصادقة على إيماننا وأيضاً من أجل العناية الرعوية لأبنائنا المسيحيين الأتقياء راجياً من الله لكل الذين شاركونا في هذه الصلاة وكرمونا بحضورهم في الذكرى السنوية الرابعة عشر لاعتلائنا العرش البطريركي  مصلياً أن يمنحهم قوة من العلاء ونعمة من القبر المقدس وصبراً وكل بركة روحية شاكراً بحرارة لكل الذين ألقوا كلماتهم.

كلمة البطريرك: تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

مكتب السكرتارية العام