1

برامون عيد الميلاد المجيد في البطريركية الأورشليمية

 

برامون عيد الميلاد المجيد

احتفلت بطريركية الروم الاورثوذكسية في الاراضي المقدسة بعيد ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد في مدينة بيت لحم, حسب القوانين والطقوس الكنسية المعمول بها في البطريركية, يوم الإثنين الموافق 6 كانون الثاني 2020 حسب التقويم الشرقي.
 صباح برامون العيد في توجة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث مع آساقفة وآباء أخوية القبر المقدس الى بوابة داود, بعد ذلك توجه الموكب جنوبيّ المدينة المقدسة اورشليم الى دير النبي ايليا الواقع بين القدس وبيت لحم حيث كان في إستقبال الوفد البطريركي الرئيس الروحي للدير الأرشمندريت باييسيوس , وبعد زيارة الدير والضيافه, رافق الوفد البطريركي فرسان شرف من الشرطة الاسرائيلية حتى الوصول الى قبر راحيل عند مداخل مدينة بيت لحم.وهناك قامت الشرطة الاسرائيلية بتسليم الوفد البطريركي الى شرطة السلطة الفلسطينية التي بدورها رافقت الوفد البطريركي بحرس من سائقي الدراجات النارية عن يمين ويسار البطريرك.

في ساحة كنيسة المهد, كان في استقبال غبطة البطريرك الوكيل البطريركي في بيت لحم سيادة المطران ثيوفيلاكتوس مع عدد كبير من آباء أخوية القبر المقدس وكهنة الرعية الأورثوذكسية في بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا, ممثّلين عن السلطة الفلسطينية, رؤساء البلديات, وكلاء الرعية في بيت لحم وبيت ساحور, وعدد كبير من المصلين والحجاج, ورتلت الصلوات وطروبارية العيد “ميلادك ايها المسيح الهنا”, وبعد ذلك توجه الوفد البطريركي الى داخل كنيسة المهد الى القاعه الملوكيه عابرا من الباب الصغير للكنيسة.

من القاعة الملوكية في الكنيسة عبر غبطة البطريرك مع الاساقفة والكهنة وتوجهوا يمينا من ناحية الايقونسطاس الى مغارة الولادة الموضع الذي ولد فيه المخلص يسوع المسيح, وتم السجود والصلاة من قبل البطريرك والاساقفه والكهنة. بعد ذلك بدأت صلاة الغروب حسب الكاثوليكون الطقسي لعيد الميلاد المجيد, ثم صلاة الخبز, وأخيرا القداس الالهي للقديس باسيليوس الكبير.

بعد هذه الخدمة في تمام الساعة السادسة عصراً, توجه الوفد البطريركي الى دير كنيسة المهد حيث اعّد الوكيل البطريركي رئيس اساقفة نهر الاردن المطران ثيوفيلاكتوس مأدبه عشاء على شرف غبطة البطريرك والرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن, بحضور السيد الوزير سامي داوود ممثل جلالة الملك عبدلله الثاني, رئيس الحكومة الفلسطينية السيد محمد أشتيه, السيد رمزي خوري رئيس اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس, أعضاء في الحكومة الفلسطينية والقنصل اليوناني العام في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس ووجهاء من الرعيةالأورثوذكسية.

بعد تقبل التهاني بعيد الميلاد المجيد وحلول العام الجديد 2020 أكد غبطة البطريرك على دور البطريركية الفعّال  ومحاولة أيصال صوت بطريركية الروم الأورثوذكس الى العالم أجمع والمجتمع الدولي. وشدد صاحب  الغبطة على أن قوة ووحدة الأورثوذكسيين تعكس قوة الأيمان الأورثوذكسي المستقيم, وأن ضعف هذه الوحدة يُضعف هذا الأيمان.

والقى غبطة البطريرك كلمة بهذه المناسبة المباركة:

فخامة الرئيس محمود عبّاس حفظه الله ورعاه

دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية

معالي الوزير ممثل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، السيد سامي داوود

معالي الوزير رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس الدكتور رمزي خوري

أصحاب النيافة والمعالي والسيادة والعطوفة

السيدات والسادة الكرام

 

نجتمع اليوم في مهد المسيح الذي منه انبعث النور، نور العالم، أرض الفادي، لنحتفل بذكرى ميلاد رسول المحبة والسلام، في أرض تتوق للسلام، وفي ظل قيادة همها‪ الأول تحقيق السلام لضمان مستقبل مُشرق لأبناء شعبها، الذي ضحى طويلاً من أجل كرامته وحريته وتحقيق حلمه المشروع بالاستقلال وتقرير المصير. فنحن نؤمِن أننا قادرون على صنع السلام والعيش بموجب متطلباته مهما بلغت من صعوبة. وهذا يفرض علينا تسامياً يرتقي بنا فوق حدود ذاتنا فنتجاوزها، فنصبح قادرين على أن ننظر إلى الآخر كما ينظر الله إليه، ونقبل الآخر كما يقبله الله، حتى ندرك ونحقّق العدل والحق لنا ولغيرنا

ويحل عيد الميلاد لهذا العام ومنطقة الشرق الأوسط تعاني توترات وصراعات إقليمية. ففي لبنان يحتج اللبنانيون على أوضاع البلاد الاقتصادية المتردية، وفي سوريا يحمل عيد الميلاد أملا في أن تشهد البلاد مخرجا من المأزق الحالي وأن يكون العام المقبل عام أمن وأمان على السوريين بجميع انتماءاتهم السياسية والعرقية والدينية. ومازال اليمن يمضي في حربه الداخلية التي نُصلي من أجل أن تنتهي في أسرع وقت، كما ندعو للخالق أن يمنح العراق وليبيا الاستقرار الذي فقدتاه منذ سنوات.

وعلى الجانب المُشرق، نحتفل في الأراضي المقدسة بالنصر القانوني الذي حققته بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في معركة الدفاع عن عقارات باب الخليل بالقدس في إطار معارك متتالية تخوضها “أم الكنائس” للحفاظ على مُقدراتها، والوجود المسيحي الأصيل في الأراضي المُقدسة وخاصة مدينة القدس التي باركها الله، والتمسك بحماية طريق الحجاج بين كنيسة القيامة وكنيسة المهد، بين مكان مولد المسيح ومكان صلبه. كما نحتفل بميلاد المسيح اليوم وقد انجزنا مشاريع هامة في مجال الإسكان في بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، كما اننا نتطلّع في العام 2020 الى تنفيذ مشروع إسكان يضم 400 شقة سكنية ومركز تجاري في بيت حنينا بالقدس، حيث أننا نعمل على الحصول على التراخيص اللازمة منذ سنوات، فهذا المشروع الضخم سوف يحد من الهجرة من المدينة المقدسة ويساهم في تعزيز صمود أهلها. وفي نفس الإطار نستعد هذا العام لترميم مبنى مدرسة مار متري في البلدة القديمة، لتوفير أجواء مريحة لطلبة المدرسة وصوّن مبناها التاريخي، بالإضافة الى عشرات المشاريع الخيرية التي تقوم عليها بطريركيتنا بدعم من أبنائها بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.  وستبقى أبواب البطريركية مفتوحة دوماً لابناء رعيتنا وعموم الشعبين الفلسطيني والأردني بمسلميه ومسيحييه.

 

فخامة الرئيس،

الحضور الكريم،

فبالإضافة إلى دورنا المحلي الفاعل، وايصال صوت القدس إلى العالم، فإن بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية تقوم بدورها التاريخي على المستوى الأرثوذكسي الدولي ايضاً، ففتحت بطريركيتنا ابوابها لاستضافة اخواننا رؤساء الكنائس الأرثوذكسية العالمية ليجتمعوا في بيتنا الثاني بعمان تحت ظل صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، شقيقكم يا فخامة الرئيس، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين،  لمناقشة قضايا الوحدة الأرثوذكسية العالمية التي نرى في تعزيزها، تعزيز لإيماننا، وفِي فقدانها، نقصان في ايماننا.

فخامة الرئيس

السيدات والسادة

إن المسيح، صار جسداً ووُلِد وسكن بيننا كما يقول انجيل يوحنا 14:1، فلنفرح ونتهلّل ونسجد لسرّ الله العظيم وفقاً لرسالة أفسس 32:5 الذي ظهر بيننا. إن رسالة عيدِ الميلادِ المجيد هي رسالةُ محبةٍ وتواضعٍ وسلامٍ وتلاقٍ بين القلوب. إن عيشَ المحبةِ وثِمارِها باقٍ من خلالِ علاقةٍ صادِقة ومصالحة بين الانسانِ وخالقِه، وبين الانسانِ وأخيهِ الانسان، مرورا بعلاقةِ مصالحةٍ ومصارحة بين الانسانِ وذاته. وهذه المصالحةُ بأبعادها الثلاثةِ تَملأُ قلبَ الانسانِ بالسلام، سلامِ الله الآتي من العلى مما يساعدُ الانسانَ في معالجةِ الضغوطاتِ المعيشيةِ اليومية ومصاعبِ الحياة لمواجهة تحديات العصر بالحكمة والمحبة. إن السلامَ العُلوي، الذي نَنشُدُه جميعاً، يُمكّنُ المؤمنَ بمؤازرةِ النعمةِ الإلهية على التعاملِ السليم مع الأزماتِ الاقتصادية والسياسيةِ والاجتماعية.

إن عيد الميلاد هو عيد الفرح، والفرح هو أن نجد القوة بالمسامحة والحب في الدموع، وأن نجني النجاح من السقوط، وأن نحقق الصعود من التواضع والقداسة، فعيد الميلاد هو عيد الفرح المبني على صخرة الايمان.

فخامة الرئيس أبو مازن

باسم أم الكنائس وأبنائها نتمنّى لفخامتكم ميلاداً مجيداً مليئاً بالقداسة والمحبة، وسنةً جديدةً مباركة ملؤها الخير والبركة والسلام ونشكر فخامتكم على رسالة الميلاد المجيدة التي كان لها الأثر الكبير في نفوسنا وقلوبنا.

وفي الختام لا يسعنا الا ان نتقدم بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان للجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس ورئيسها معالي الوزير الدكتور رمزي خوري‪. ولرئيس ديوان الرئاسة السيدة انتصار عمارة وبروتوكول الرئاسة والتشريفات وقادة والوية وعناصر الأجهزة الأمنية دون استثناء على تعبهم وسهرهم ومساهمتهم في إنجاح أعياد الميلاد المجيدة لهذا العام.

ومع الملائكة ننشد ونسبّح الله قائلين: “المجد لله في العُلى وعلى الأرض السلام وللناس المسرّة” (لوقا 14:2).

مكتب السكرتارية العام