1

الإحتفال بأحد السجود للصليب الكريم في البطريركية

 

احتفلت الكنيسة الاورثوذكسية والبطريركية الاورشليمية يوم الاحد 22 آذار 2020 بأحد السجود للصليب الكريم المحيي لتقوية النفوس في مسيرة الصوم الاربعيني المقدس وهو الاحد الثالث من الصوم.

صلاة الغروب
 توجه غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الى كنيسة القيامة من دار البطريركية مع موكب آباء اخوية القبر المقدس, وعند الوصول الى الكنيسة تم السجود في موضع انزال الجسد المقدس ثم توجه غبطته للسجود في القبر المقدس ورُتلت ترتيلة الصليب “خلص يا رب شعبك”. بعدها توجه غبطته مع السادة الاساقفة والآباء الى داخل كنيسة الكاثوليكون (تسمى ايضاً كنيسة نصف الدنيا) مقابل القبر المقدس لِتَرأُس خدمة صلاة الغروب وصلاة تقديس الخبز.

صلاة العيد
يوم الاحد الثالث من الصوم وهو عيد السجود للصليب المحيي, توجه غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث مع أساقفة وكهنة اخوية القبر المقدس الى كنيسة القيامة من دار البطريركية للبدء بصلاة العيد.
وبعد السجود في موضع انزال الجسد المقدس وتلاوة الطلبات حسب الطقس الكنسي توجه غبطته الى الكنيسة مع الاساقفة والكهنة لارتداء اللباس الكهنوتي, ثم توجهوا داخل القبر المقدس للبدء بخدمة القداس الالهي كما هي العادة حسب بروتوكول البطريركية.
شارك غبطته بالخدمة سيادة متروبوليت كابيتاليوس كيريوس ايسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة جرش ثيوفانس, سيادة رئيس أساقفة سبسطية ثيوذوسيوس, سيادة رئيس أساقفة اللد كيريوس ذيميتريوس, سيادة رئيس أساقفة مادبا أريسطوفولوس, سيادة متروبوليت إلينوبوليس كيريوس يواكيم, آباء وشمامسة اخوية القبر المقدس.
كما وحضر القداس الالهي القنصل اليوناني العام في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس وعدد قليل جداً من الرهبان المصليين وذلك حسب قرار الكنائس بفرض سبل الوقاية بسبب وباء فيروس كوبيد 19.

بعد خدمة القداس الالهي تمت دورة الصليب حول القبر المقدس ثلاث مرات, وكما هي العادة حسب الطقوس في البطريركية يحمل البطريرك والاساقفة الصليب الذي يحوي بداخله قطعة من خشبة الصليب الحقيقي الذي صلب عليه الفادي المخلص الرب يسوع المسيح, ويضعونه على رؤوسهم أثناء الدورة. وقرأ غبطة البطريرك أمام القبر المقدس صلاة خاصة من أجل الوباء. بعد أنتهاء الصلاة قُرعت ألاجراس وتوجه الموكب البطريركي الى دار البطريركية للضيافة وتقبّل التهاني وتمنى غبطة البطريرك للجميع صوماً مباركاً داعياً قوة الصليب الكريم المحيي أن تخلص البشرية جمعاء من هذا الوباء وان تمنح الشفاء للمرضى والحماية للأصحاء.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في الاحد الثالث من الصوم “أحد السجود للصليب الكريم المحيي”

كلمة البطريرك تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

    يهتِف مرنم الكنيسة قائلاً: اليوم تم القول النبوي لأننا نسجد في الموضع الذي فيه وقفت قدماك يا رب وإذ ذقنا من عود الخلاص نلنا العتق من آلام الخطيّة بشفاعة والدة الإله يا محب البشر وحدك.

        اليوم أيها الإخوة الأحبة تعيد كنيستنا المقدسة لعيد السجود للصليب الكريم المحيي، صليب إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، وذلك من أجل تعزيتنا وتقويتنا لكي نجتاز ميدان الصوم الأربعيني الكبير المقدس بتوبةٍ.

       إنّ صليب المسيح ليس مجرد علامة ظفرِ وانتصارٍ على الشيطان فقط، بل هي أيضاً تجسد البر والعدل في المسيح إلهنا وعتقنا من فساد الموت والخطيئة، كما يكرز بذلك القديس بولس العظيم قائلاً: وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي الْخَطَايَا أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ، إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ. (كول 2: 13-15) 

      ويفسر القديس يوحنا الذهبي الفم أقوال القديس بولس الرسول إذ يقول: بأن المسيح بصليبه من جهةٍ قد عرّى وجرّد الرئاسات والسلاطين ومن الجهة الأخرى كشف عيوب قوات الشر وعراها وأشهرها. فبهذا المعنى يتضح أنه بصليب المسيح قد نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. (رو 5: 11)

       وبكلامٍ آخر إن الصليب الكريم يُشكِلُ علامةَ السر الإلهيّ لمصالحتنا نحن البشر مع الله كما يقول القديس بولس لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ (رو 5: 10)

      ومن هنا نستطيع أنّ ندرك كيف أن صليب المسيح هو بالحقيقة نبعُ قوة الكنيسة وفخرها كما يؤكد بذلك الحكيم بولس: وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ. (غلا 6: 14) وبحسب القديس كيرلس الإسكندري أن صليب المسيح قد انتصب من أجل حياة العالم وعدم الفساد.

     وهذا يعني أنه بصليب المسيح وفي صليب المسيح نستطيع أن نحيا في المسيح تماماً كما قال ربنا ومخلصنا يسوع المسيح: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. (مرقس 8: 34)

وبكلام آخر إن كلمة الصليب هو قوة الله تماماً كإنجيل المسيح الذي هو قدرة الله لخلاص كل من يؤمن بحسب القديس بولس الرسول (1كور 1: 18) (رو 1: 16).

     لهذا فإن كنيسة المسيح المقدسة قد دعتنا اليوم للسجود للصليب الكريم المحيي في كنيسة القيامة المقدسة، في هذا الأحد الثالث من الصوم لكي نكون مساهمين ومشاركين في قوة الصليب لكي يؤهلنا الرب إلهنا أن نعيّد للقيامة البهية اللامعة قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح فبرحمة الله الآب ومحبته وشركة الروح القدس لتكن مع جميعكم آمين.

مكتب السكرتارية العام