1

الإحتفال بأحد حاملات الطيب والقديس يوسف الرامي في البطريركية

 

إحتفلت البطريركية الاورشليمية والكنيسة الأورثوكسية يوم الأحد الموافق 3 أيار 2020 بأحد حاملات الطيب والقديس يوسف الرامي (من أريماثيا) الذي طلب من بيلاطس البنطي إنزال جسد السيد المسيح من على الصليب ولفه بكتّان ووضعه في قبر, وبتذكار النسوة حاملات الطيب اللواتي أتين الى القبر ليطوبن جسد الرب كما كانت العادة عند اليهود لكنهن وجدن الحجر مدحرجاً عن باب القبر ليصبحن شاهدات على قيامة الرب يسوع المسيح من بين الاموات.

إنجبل لوقا الإصحاح 23

وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ يُوسُفُ، وَكَانَ مُشِيرًا وَرَجُلًا صَالِحًا بَارًّا.
51 هذَا لَمْ يَكُنْ مُوافِقًا لِرَأْيِهِمْ وَعَمَلِهِمْ، وَهُوَ مِنَ الرَّامَةِ مَدِينَةٍ لِلْيَهُودِ. وَكَانَ هُوَ أَيْضًا يَنْتَظِرُ مَلَكُوتَ اللهِ.
52 هذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ،
53 وَأَنْزَلَهُ، وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ مَنْحُوتٍ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ وُضِعَ قَطُّ.
54 وَكَانَ يَوْمُ الاسْتِعْدَادِ وَالسَّبْتُ يَلُوحُ.
55 وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ، وَنَظَرْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ.
56 فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطًا وَأَطْيَابًا. وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ.

الإصحاح 24

1 ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، أَوَّلَ الْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ.
2 فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَنِ الْقَبْرِ،
3 فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ.
4 وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذلِكَ، إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ.
5 وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟
6 لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ
7 قَائِلًا: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
8 فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ،
9 وَرَجَعْنَ مِنَ الْقَبْرِ، وَأَخْبَرْنَ الأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ الْبَاقِينَ بِهذَا كُلِّهِ.

ترأس خدمة القداس الالهي في دير القديس يوسف الرامي في مدينة الرملة (أريماثيا القديمة) سيادة رئيس أساقفة يافا كيريوس ذماسكينوس يشاركة الرئيس الروحي في مدينة الرملة قدس الأرشمندريت نيفون وبحضور عدد قليل من المصلين وذلك إتباعاً لتعليمات الرعاية الصحية.

غبطة البطريرك أرسل كلمة معايدة لأبناء الرعية الأورثوذكسية في الرملة:

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد حاملات الطيب في مدينة الرملة 3-5-2020

كلمة البطريرك تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. (مرقس 15: 43). وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. (مرقس 16: 1)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

     إن النور الذي أشرق وأنار الأرض كلها بقيامة ربنا يسوع المسيح، قد جمعنا اليوم في مدينتكم التاريخية آريماثيا مسقط رأس يوسف التقي لكي نُعيد عيداً فصحياً مع نيقوديموس والنسوة القديسات حاملات الطيب في عيدهن.

     لقد كتب ودوّن الإنجيليون القديسون والرسل متى، مرقس، لوقا، يوحنا، بتفاصيل دقيقة أحداث الصلب والدفن الثلاثي الأيام وقيامة المسيح صانعين ذِكراً خاصاً للنسوة حاملات الطيب ولتلميذي المسيح الخفيين يوسف ونيقوديموس، وذلك لأنهم فوراً قد أظهروا اهتماماً باحترام وتقوى لدفن جسد المسيح الطاهر، هذا الأمر الذي يُشكل شهادةً صادقةً وأما النسوة حاملات الطيب فقد أصبحن الشاهدات الصادقات أولاً بالقيامة، وأما يوسف ونيقوديموس شاهديّ الدفن. لأن القديس يوحنا الإنجيلي يذكر قائلاً: وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ. (يوحنا 19: 35).

     وبخصوص موضوع دفن المسيح يستشهد القديس كيرلس الإسكندري بالإنجيلي متى الذي يقول فيه أن” تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ”. (متى 18: 16). إذ يقول: إن اللذان دفنا جسد المسيح، يوسف ونيقوديموس، كان داخلهم وفي عقولهم الإيمان العميق بالله ولم يؤثروا المجد الأرضي، فأخذوا الإذن لدفن الجسد الطاهر وهذا بسبب إيمانهم فظهروا أبراراً وصالحين حافظين وعاملين بوصية الرب.

     إن قيامة مخلصنا المسيح أيها الإخوة الأحبة تُعتبر تاج وإكليل سر التدبير الإلهي كما يقول يوحنا الدمشقي: الآن السر الخفي منذ الدهور قد ظهر، الآن رأس سر التدبير الإلهي قد تم، الآن إكليل كلمة الله المتجسد قد تُوّج، الآن قد أُذيعَ الحب الإلهي الذي لا يسبر غوره، لهذا فإن الله قد أحب العالم حتى أنه بإرادة الآب قد نزل وتجسد، واللاهيولي لبس الجسد المادي الثقيل، والمنزه عن الآلام قد اقتبل آلام الموت، وبآلامه سربل وألبس المائت عدم الآلام.  

     إن حدث قوة القيامة الفائقة تعود بأن المسيح عندما صار إنساناً تألم ألم الموت وبآلامه سربل البشر المائتين جمال عدم الفساد كما يؤكد ذلك بوضوح القديس يوحنا الدمشقي في التسبحة الفصحية قائلاً: إن الذي أنقذ الفتية من الأتون لما صار إنساناً تألم بما أنه مائت وبآلامه سربل المائت جمال عدم الفساد أعني به إله آبائنا تبارك وتمجد وحده.

     وهذا يعني أن المسيح قد أخذ طبيعتنا البشرية كلها ما عدا الخطيئة وهو قد عانى كإنسان مائت آلام وموت الصليب. ومن خلال آلامه بل وقيامته جدد المسيح في نفسه طبيعتنا البشرية وألبسها الجمال وعدم الفساد كما سبق وتنبأ بذلك داؤود النبي قائلاً: الرب قد ملك “الرب القائم” والبهاء قد لبس (مزمور92: 1)  

     إن صلاح الله ومحبته الفائقة لجنس البشر التي لا يُسبر غورها يُكرز بها القديس غريغوريوس اللاهوتي قائلاً: إن الكائن قد افتقر ولبس الجسد لكي أغتني أنا بألوهيته والممتلئ قد أفرغ ذاته وأخلى ذاته قليلاً من المجد لكي أمتلئ أنا بتناولي إياه، يا لغنى الله وصلاحه ما هو هذا السر الذي يحصل من أجلي أنا الإنسان؟ فقد صنعني الله على صورته ولم أحافظ على هذه الصورة فبتجسّده اتّخذ “الإله” جسداً بشرياً ليحفظ الصورة الإلهية وليجعل الجسد خالداً.

  وبهذا الخصوص فإن القديس غريغوريوس يتحدث عن تجسد كلمة الله، وخلاص الصورة أي خلاص النفس وخلود الجسد.

       وعلاوة على ذلك فإن القديس كيرلس الإسكندري يفسر قول الرب لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. (يوحنا 11: 11) إذ يقول بأن المسيح يدعو خروج النفس البشرية عن الجسد بالنوم. وفي مكان آخر يقول الأب القديس: إن جذر الموت هو الخطيئة الذي صار بحسد الشيطان الذي جلب الفساد ولوّث طبيعة جنس البشرية. 

     ومن هنا يتضح قوة وانتصار قيامة المسيح بأنه حطم الموت والفساد التي هي الخطيئة وقد تحطمت عبر موت المسيح. ولنسمع ما يقوله القديس يوحنا الدمشقي بهذا الصدد إذ يقول “أنّه بالرغم من أنّ المسيح مات كإنسان وانفصلت نفسه عن جسده الطاهر، بقيت الألوهية غير منقسمة في كِلَي النفس والجسد، وبقي أقنوم الكلمة بالرغم من رحيل نفسه عن الجسد. إلى هذا، لم يكن لنفس المسيح وجسده شخصيتهما الخاصّة بمعزل عن أقنوم الكلمة. وهكذا حتى ولو انفصلت النفس عن الجسد فقد كانا متحدين أقنومياً في الكلمة “وهذا يعني أن نفسه نزلت إلى الجحيم مع الألوهة، بينما بقي الجسد في القبر مع الألوهة، من دون أن يصيبه الفساد والانحلال، بالضبط لأن الألوهة الموحَّدة كانت هناك. بهذه الطريقة، النفس والجسد متحدين بالألوهة. لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ. فيلبي (2: 10-11)  

     ومن هنا أيها الأحبة نستطيع أن ندرك لماذا الفصح أو بالأحرى يوم قيامة مخلصنا المسيح يُعرف بأنه يوم التجديد هذا اليوم الذي نحن جميعاً مدعوون من المرتل أن نُساهم بأوفر حقيقةٍ في نهار ملكوت الله الذي لا يعروه مساءٌ. ومن هنا يتضح لماذا نكرم اليوم تذكار يوسف المشير التقي ونيقوديموس مع النسوة الحاملات الطيب أولئك جميعاً الذين أصبحوا كارزين بحرارة لقيامة المسيح.

     ختاماً مع المرتل نهتف ونقول: أيتها البتول إن ابنك حطم عزة الموت كلها بقيامته. وبما أنه إلهٌ مقتدرٌ جداً رفعنا معه وألهنا فلهذا نسبحه إلى كل الأدهار.

المسيح قام

أيضاً أقام كهنة كنيسة القديس يعقوب اخو الرب خدمة القداس الالهي تذكاراً للنسوة حاملات الطيب في الكنيسة الصغيرة المكرسة لتذكارهن الموجودة في ساحة كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب  وحضر الخدمة سيادة رئيس أساقفة اللد كيريوس ذيميتريوس, بدون مشاركة المصلين.

في دير التجلي على جبل طابور ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الالهي يشاركة سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس ورئيس الدير الأرشمندريت ايلاريون.

مكتب السكرتارية العامة