1

الإحتفال بعيد القديسين قسطنطين وهيلانه في البطريركية الأورشليمية

إحتفلت أخوية القبر المقدس والبطريركية الاورشليمية يوم الأربعاء 3 حزيران 2020 بعيد القديسين المَلكين المتوجين من الله والمعادِلَي الرسل وشفيعي الاخوية قسطنطين وهيلانة في الكنيسة المسماة على إسميهما في البطريركية.

أخوية القبر المقدس تُكرم القديسين قسطنطين وهيلانة على أنهما شفيعي ومؤسسي الأخوية لأن الأمبراطور قسطنطين إستجاب لطلب رئيس أساقفة أورشليم آنذاك مكاريوس خلال إنعقاد المجمع المسكوني الأول في نيقيه وبعث أمه الملكة هيلانة للأراضي المقدسة وقامت بالبحث عن كل موضع في الأراضي المقدسة يحكي حياة السيد المسيح على الأرض من عجائب وآلام وقيامة, وقامت بهدم المعابد الوثنية التي بنيت في موضع الجلجلة والقبر المقدس وباشرت في بناء كنيسة القيامة  التي منها بدأت حرية عبادة الإله الحقيقي وتأسست فيها ” طغمة المجتهدين” التي أصبحت فيما بعد أخوية القبر المقدس, وعلى مدى قرون تستمرهذه الأخوية  في رسالة الكنيسة وتشهد للأورثوذكسية وتحفاظ على المقدسات. كما وبنت الملكة هيلانه كنائس وأديرة في كل موضع وطئت عليه قدم رب المجد يسوع المسيح. اما الإمبراطور قسطنطين الكبير كان أول من أعلن الديانة المسيحية ديانة الإمبراطورية البيزنطية بعدما حررها من الإضطهادات التي عانتها الكنيسة على مر العصور, لذلك الكنيسة الموجودة في الدير المركزي للبطريركية مُكرس على إسم هذين القديسين معادلي الرسل.

عشية يوم العيد تقدم غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة صلاة الغروب يشاركة آباء أخوية القبر المقدس. 

صباح يوم العيد ترأس خدمة القداس الالهي صاحب الغبطة مع عدد من آباء أخوية القبر المقدس بحضور القنصل العام لليونان في القدس السيد خريستوس سفيانوبولوس, وبعد الخدمة قامت المتقدمة في الراهبات الراهبة سيرافيما بتوزيع الخبز المُبارك على بوابة الدير المركزي, وتوجه غبطة البطريرك مع الآباء الى دار البطريركية للمعايدة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القدييسين قسطنطين وهيلانة

تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول مرتل الكنيسة: إنَّ قسطنطين العظيم لم يأخذ مع أمّهِ عِزَّ المُلكِ من البشر. بل من النعمة الإلهيةِ من السماءِ. فإنَّهُ أبصرَ فيها علامةَ الصليب الإلهي تَسْطَعُ نوراً. فقَهرَ بهِ الأعداءَ الألدَّاءَ. وأبادَ ضلالة الأوثان. وأيَّد في العالمَ إيمان الروميين الأرثوذكسيّ القويم العظيم.

سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد خريستوس سوفيَنوبولوس المحترم،

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمون،

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

     إن كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة وبالأخص كنيسة أوروشليم تُكرم اليوم بإجلال ووقارٍ ذكرى القديسَيْن المُشَرَّفيْن الملِكَيْن العظيمَيْن المُتوَّجَيْنِ من الله والمُعادِلَيْ الرُّسل قُسطنطين وهيلانة، لهذا فقد توجهنا مع أعضاء أخوية القبر المقدس الأجلاء إلى كنيسة الدير البطريركيّ المُشيَّدةِ على اسمِهما في تذكار عيدهما السنوي المقدس لكي نرفع المجد والشكر للإله الواحد المثلث الأقانيم لإتمامنا سر الذبيحة غير الدموية أي القداس الإلهي.

     وكما استنار القديس بولس الرسول من الروح القدس كذلك الملك قسطنطين الذي صار معادلاً للرسل وكارزاً لحقيقة إنجيل المسيح كما يذكر ذلك في التاريخ الكنسي افسابيوس قيصرية، إذ يقول بأنه قد حافظ على الإيمان الإلهي مشاركاً لحقيقة النور سائراً فيها وعارفاً بالإيمان الإلهي.

     إن هذا المرسوم الثمين الذي أصدره المغبوط قسطنطين لكنيسة المسيح لا ينحصر فقط بما يُعرف بالمرسوم الملكي الصادر في الثالث عشر من حزيران سنة 313 والذي يسمح به للمسيحيين بالعبادة وممارسة شعائرهم بكل حرية، بل أيضاً بأن الملك قسطنطين قد دعا لعقد المجمع الكنسي المسكوني الأول في نيقية والذي شرفه بحضوره. ومن الجهة الأخرى أرسل والدته القديسة هيلانة إلى الأراضي المقدسة حيث وجدت الصليب الكريم المحيي صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وأنشأت كنيسة قيامة المسيح المقدسة في المدينة المقدسة أوروشليم وكنيسة ميلاد المسيح في مدينة بيت لحم.

     لهذا فإننا نحن مع مرتل الكنيسة نقول: إننا بحقٍ واجب نقيم تذكارك يا ركن كل الملوك وفخرهم قسطنطين المعادل الرسل. فإنك حين استنرت بأشعة الروح القدوس أبهجت الكنيسة كلها. وجمعت معاشر المؤمنين من كل جدبٍ وصقعٍ إلى مدينة نيقية. حيث رهط الأرثوذكسية فقد سما شأناً بظهور الإيمان القويم. إنك أول ملكٍ مسيحي نال صولجان المُلك من المسيح يا قسطنطين المغبوط. فإن شارته الخلاصية وهي الصليب المحيي قد ظهرت لك وهي مطمورةٌ بعدُ في الأرض. فاتخذتها سلاحاً لا يُصادم أخضعت به كل الأمم تحت أقدام الروم المؤمنين. وبها تقربت إلى إلهنا.

     ومن الجدير بالذكر أن القديسين قسطنطين وهيلانة هما اللذان جعلانا ورثة لهذا الكنز الروحي الرومي الخلاصي والذي يتناسب مع قول القديس بولس الرسول لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. (غلا 3: 27-28) لهذا فإننا مع المرتل نهتف بشكرٍ وعرفانٍ قائلين: السلام عليك يا قسطنطين الكلي الحكمة مع والدتك هيلانة. يا ينبوع استقامة الرأي. الذي يروي كل المسكونة دائماً بسواقي مياهه العذبة. السلام عليك يا جذراً نبت منه الثمر الذي يغذي كنيسة المسيح. السلام عليك يا فخر الأقطار المجيد وأول الملوك المسيحيين. السلام عليك يا فرح المؤمنين.

كل عام وأنتم بخير

آمين

مكتب السكرتارية العامة