1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديس يوحنا الخوزيفي الجديد

 

إحتفلت البطريركية ألاورشليمية وأخوية القبر المقدس يوم الإثنين الموافق 10 آب 2020 بعيد رقاد القديس الجديد يوحنا الخوزيفي (وهو روماني ألاصل) الذي كان قد أعلن المجمع المقدس للكنيسة ألاورشليمية قداسته وإعلانه كقديس جديد في أخوية القبر المقدس والكنيسة ألاورثوذكسية سنة 2015. يُذكر أن جسد القديس يوحنا الخوزافي لم يطرأ عليه أي تغيير وما زال محفوظاً في الدير في قبر زجاجي ويأتي الكثير من الزوار للتبارك منه بعد إعلان قداسته. عُرف عن القديس يوحنا بزهده وحُبه لحياة الرهبنة, وعاش بالقداسة والنعمة الإلهية حتى أظهر اللة عجائب بواسطته.

بهذه المناسبة ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة صلاة السهرانية في الليل وبعدها خدمة القداس ألالهي في دير الخوزافي يشاركه سيادة رئيس أساقفة قسططيني كيريوس أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, الرئيس الروحي لدير الخوزافي قدس الأرشمندريت قسطنطين, وآباء من أخوية القبر المقدس ورهبان الدير. خلال القداس إستقبل رئيس الدير الأرشمندريت قسطنطين غبطة البطريرك بكلمة ترحيبية, والقى غبطة البطريرك كلمة روحية بهذه المناسبة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس يوحنا الخوزيفي الجديد 10-8-2020

تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول الإنجيلي متى البشير تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. (متى11: 28)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

     إن الذي صار أداةً للروح القدس وحائزاً من الروح الكلي قدسه اجتراح العجائب أبينا البار يوحنا الخوزيفي الجديد الذي جمعنا اليوم في مكان موضع نسكه المقدس لكي نكرم تذكاره الموقر.

     قدم أبينا البار يوحنا إلى الأراضي المقدسة متعباً وثقيل الحمل، ووصل إلى محيط نهر الأردن حيث اعتمد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من القديس يوحنا السابق والروح “القدس” بهيئة حمامة يؤيد حقيقة الكلمة، طالباً راحته في المسيح الذي يقول: تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. (متى 11: 28)

     ويفسر أقوال الرب هذه آباء الكنيسة المتوشحين ومنهم القديس يوحنا الذهبي الفم قائلاً: تعالوا، لا أدعوكم حتى أحاسبكم، بل لأخلصكم من خطاياكم. هلموا، لا لأني أبتغي مجدكم، بل لأني أريد خلاصكم. وأما زيغافينوس فيقول: إن الذين يتعبون في عمل الخطيئة يتثقلون من حِمل الخطيئة الثقيل، وذلك لأنهُ قبل عمل الخطيئة هناك تعبٌ، وبعد فعل الخطيئة هناك تعبٌ أيضاً.

      لذلك فإن الرب يقول لنا (وأنا أريحكم) وبهذا الخصوص فلنسمع ما تقوله حكمة سليمان:”. أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَسَيَحْيَوْنَ إِلَى الأَبَدِ، وَعِنْدَ الرَّبِّ ثَوَابُهُمْ، وَلَهُمْ عِنَايَةٌ مِنْ لَدُنِ الْعَلِيِّ فَلِذلِكَ سَيَنَالُونَ مُلْكَ الْكَرَامَةِ، وَتَاجَ الْجَمَالِ مِنْ يَدِ الرَّبِّ، لأَنَّهُ يَسْتُرُهُمْ بِيَمِينِهِ وَبِذِرَاعِهِ يَقِيهِمْ. (5: 15-16)

     وبكلام آخر إن راحة الأبرار والصديقين في المسيح ليست هي إلا دخولهم في ملكوت السماوات حيث القوات السماوية والقديسين يملكون مع الرب، ويتوّج المسيح أولئك الذين آمنوا به ومجدهم لا ينتهي وهم مع الرب على الدوام.

    وهذا ما قاله القديس كيرلس الإسكندري مفسراً أقوال القديس النبي اشعياء عندما قال فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ رَبُّ الْصباؤوت إِكْلِيلَ جَمَال وَتَاجَ بَهَاءٍ لِبَقِيَّةِ شَعْبِهِ، (اشعياء 28: 5) وهذا ما يؤكد عليه القديس بولس الرسول قائلاً في رسالته الثانية إلى تيموثاوس قائلاً: وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا. (2تيم 4: 8) وأيضاً بطرس الرسول يؤكد قائلاً: وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى. (1بط 5: 4)

     إن إكليل البر وإكليل مجد الله الذي لا يذبل قد فاز به أبينا البار يوحنا الذي صار مستوطن السماوات التي هي مدينة الله الحي آوروشليم (عب 12: 22) إذ إن الإكليل الذي لا يذبل هو منظور أمام أعيننا وملموس بأيدينا ألا وهو عدم فساد جسده المقدس مع رائحة الطيب المنبعثة منه كما يؤكد بوضوح القديس كيرلس الإسكندري قائلاً: إن هذا الإكليل الذي لا يذبل يوضع على رؤوس الذين عاشوا بالتقوى، وزهور هذا الإكليل لا تستطيعُ الأرض أن تحويها.

     حقاً أيها الإخوة الأحبة إن أرض خوزيفا لم تستطع أن تحمل أو أن تحوي في باطنها الزهرة التي تفيض رائحة طيب التي لا تذبل أي جثمان أبينا البار يوحنا وذلك بأنه لبس عدم الفساد لأنه استراح في الروح القدس، روح كلمة الله ومخلصنا المسيح، فهذا هو مجد كنيستنا المقدسة وها غنى ملكوت الله.

     لقد حاز القديس يوحنا على كماله وذلك لأن القديس يوحنا قد تعلم من المسيح الوداعة وتواضع القلب كما يقول الرب اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ. (متى 11: 29)

     حقاً إن هذه هي الوداعة وتواضع القلب التي نحن مدعوون أن نكتسبها أيها الإخوة الأحبة متمثلين بأبينا البار يوحنا الذي أصبح هو نفسه متمثلاً بمعلمه المسيح وقد وصل إلى التأله وصار معاشراً للآباء العظام الذين نسكوا في خوزيفا، القديس جوارجيوس والقديس يوحنا الخوزيفي.

     ومع المرتل نهتف ونقول: لقد حملت صليب الرب أيها الحكيم المفقه من الله وتبعته حتى النهاية. ولم ترتدَّ بعقلك إلى العالم بل أمتّ الأهواء بالإمساك والمشاق. وهيأتَ نفسك هيكلاً للرب. فنلت جزاءً عن ذلك مواهب شفاء الأمراض وطرد الشياطين. أيها المغبوط المتوشح بالله. فتشفع إلى المسيح الإله طالبا ً أن يهب غفران الزلات للمعيدين بلهفةٍ لتذكارك المقدس.   

آمين

مكتب السكرتارية العامة