1

ثمانون عامًا من فخر ’OXI‘

 

مقال ل: هبه هريمات

 

“إذن، فهذا يعني الحرب” تلك كانت اللحظة التاريخية التي رفض فيها الجنرال العسكري السابق ورئيس وزراء اليونان يوانيس ميتاكساس الاستسلام لإنذارٍ قد وجهه رئيس الوزراء الإيطالي بينيتو موسوليني، حليف الزعيم النازي أدولف هتلر، بالسماح للقوات الإيطالية أن تحتل مواقع استراتيجية في اليونان خلال الحرب العالمية الثانية.

على الرغم من أن اتخاذ موقف معاكس كهذا للمطالب الإيطالية في ذلك الوقت، يعني أن البلاد ستدخل الحرب قريبًا؛ إلا أن الشعب اليوناني لم يتردد في دعم قرار قائده والوقوف مباشرة إلى جانبه.. وحينها قدمت الصحافة اليونانية ’Oxi‘ للعالم.

ظهرت كلمة ’Oxi‘ (تُنْطَق Ohi، وتحمل معنى ’لا‘) للمرة الأولى في عنوان المقالة الرئيسية لصحيفة ’مستقبل اليونان‘ في 30 أكتوبر عام 1940. بعد ذلك بوقت قصير، تجمهر سكان أثينا في جميع أنحاء شوارع المدينة وهم يصرخون “OXI”, “OXI”!

اليوم يحتفل يونانيو العالم أجمع في 28 أكتوبر من كل عام بروح الشجاعة التي جسدها يوم ’لا‘ التاريخي. فهم يحيون ذكرى تضحيات وبطولات جيشٍ كان مُراهَناً على خسارته من الجولة الأولى اذا ما قورن بالعدد والعتاد لقوات دول المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان)، إلا أنه أثبت قوته ورسوخه في موطنه ومنع دول المحور من دخول اليونان لما يقارب الستة أشهر.

بالرغم من وقوع اليونان تحت نير احتلال قوات المحور في نهاية المطاف، إلا أن شعاع الأمل النادر الذي منحته شجاعة اليونانيين في أحلك فترات الظلام التي سيطرت على العالم من شدة بشاعة الحرب العالمية في ذلك الوقت، أكسبهم اعجاب الجميع أثناء معارك رئيسية وخاصة معركة جزيرة كريت التي ألهمت العالم أجمع. كانت تلك هي المرة الأولى التي يقف فيها بلدٌ في وجه قوى المحور ويظفر بأي قدر من النصر. أعطت اليونان الأمل لبقية العالم من أنه في الواقع يمكن هزيمة هذه الدول.

حينها قال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك، فرانكلين د. روزفلت مقولته الشهيرة “عندما فقد العالم أجمعه ما تبقى من الأمل، تجرأ الشعب اليوناني على التشكيك في قدرة الوحش الألماني الذي لا يقهر، ورفع روح الحرية الفخورة ضده.”

وبالمثل، أشاد رئيس الوزراء السابق لبريطانيا، وينستون تشرتشل بشجاعة المقاتلين اليونانيين حين قال “وبالتالي لن نقول إن اليونانيين يقاتلون مثل الأبطال، وإنما الأبطال يقاتلون مثل اليونانيين.”

احتفلت بطريركيتنا المقدسية يوم أمس، 28 أكتوبر، بهذا اليوم الوطني من خلال قداس احتفالي خاص في كنيسة القيامة بالقدس.

“لا يمكن إنكار أن المقاومة البطولية ضد القوات المسلحة لهتلر كانت انتصار الروح على المادة، والحرية على العبودية، والحق على ظلم الحضارة الحديثة والهمجية، وأخيراً نور السيد المسيح على ظلام العالم.” عبر غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث خلال كلمته الاحتفالية في القاعة الرئيسية للبطريركية.

يقام احتفال خاص في العادة مساء يوم ‘OXI’ في المدرسة الإكليريكية البطريركية على جبل صهيون، حيث يقوم الطلاب بتمثيل مسرحيات مختلفة وإلقاء قصائد لإحياء ذكرى بسالة أجدادهم. إلا أنه هذا العام، وكإجراء احترازي وفقًا لتشديدات الحكومة على ضرورة التباعد الاجتماعي، كان لا بد من إلغاء الاحتفالات من أجل سلامة الطلاب وجميع الحاضرين.