1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديس يعقوب أخي الرب أول أساقفة أورشليم

إحتفلت البطريركية الاورشليمية وأخوية القبر المقدس يوم الخميس الموافق 5 تشرين ثاني 2020 بعيد القديس يعقوب اخي الرب أول اساقفة أورشليم في الكنيسة المسماة على إسمه في البطريركية, وهو شفيع الكنيسة الأورشليمية وأخوية القبر المقدس.

في هذا العيد  تحيي الكنيسة كلها  ولا سيما كنيسة أورشليم  ذكرى القديس يعقوب  ابن يوسف الخطيب  وأخو الرب حسب القانون (بحسب متى 13:55 ؛ “إخوته هم يعقوب ويوسى وسمعان”ويهوذا “). عيّن الرب القديس يعقوب أول أسقف لكنيسة أورشليم , كما تذكر الكنيسة في الطوربارية أيضًا, “نزلت كلمة الله ، المولود الوحيد من الأب ، وسكنت هنا في وسطنا في هذه الأيام الأخيرة. ثم عينك راعياً أولاً لأورشليم المقدسة ، وجعلك معلماً لها ووكيلاً أميناً على الأسرار الروحية السامية. (قنداق القديس  مينايون).

كما تكرمه الكنيسة ككاتب للرسالة التي تحمل اسمه في العهد الجديد ورئيسًا للمجمع الرسولي الأول في القدس عام 49 م وكان له دور كبير في نتائجه ، وهو قبول الأمم من الآن فصاعدًا. في الكنيسة بدون ختان ، دون الحاجة إلى حفظ شريعة موسى ، بل امتناعهم عن “نجاسات الأصنام والزنى والمخنوق والدم” (أعمال الرسل 15:20).

وفقًا لشهادة المُؤرخ يوسيفوس, تم إلقاء القديس يعقوب من على قمة هيكل سليمان من قبل اليهود ، لأنه اعترف بأن يسوع هو المسيح.

ترأس خدمة صلاة الغروب والقداس الاحتفالي بعيد هذا الرسول العظيم وأسقف كنيسة أورشليم, غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة سبسطية ثيوذوسيوس, سيادة متروبوليت إلينوبوليس يواكيم, آباء من أخوية القبر المقدس, الأرشمندريت ذوميتيانوس ممثل البعثة الروحية الروسية, آباء كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب قدس الأب خرالامبوس-فرح بنور, قدس الأب جوارجيوس-خضر برامكي, قدس الأب سمعان من مطرانية الناصرة والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس. 

ورُتلت صلاة القداس باللغة اليونانية والعربية, وحضر القداس الإحتفالي السيد إفانجيلوس فليوراس القنصل اليوناني العام في القدس.

 

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار عيد القديس يعقوب أخو الرب

5-11-2020

تعريب قدس الاب الايكونوموس يوسف الهودلي 

 يكرز القديس يعقوب قائلاً اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِاتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ. (يعقوب 4: 8-10)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

     إن نعمة الروح القدس قد جمعتنا اليوم في هذه الكنيسة المقدسة والتي تحمل اسم القديس يعقوب لكي نعظم بشكرٍ تذكار عيد أول رئيس أساقفة على عرش كنيسة آوروشليم، كاروز الكنيسة الإلهي والمدعو الصديق وأخاً الإله.

     وبحسب شهادة الرسول بولس فإن القديس يعقوب يُعتبر “عمود الكنيسة” (غلاطية 2: 9) وأيضاً المعلم ذو الهيبة العظيمة كما يؤكِدُ في رسالته الجامعة قائلاً: لا تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ (يعقوب 3: 1)

يوصي القديس قائلاً “اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ “(يعقوب 4: 8) ويقول هذا لأنه كان سامعاً لما أوصانا به الرب الإله انْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ فدائكم قد اقْتَرِبَ (لوقا 21: 28) أي تشجعوا وذلك لأنه اقترب فدائكم وخلاصكم التام من أحزان والآم هذه الحياة الحاضرة.

     حقاً أيها الإخوة الأحبة إننا نحيا في زمنٍ يتطلبُ بضرورة ممارسة أعمالنا الصالحة في المسيح بحسب الرسول بولس” هذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّاقَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ.“(رو 13 :11 -12)

     ويركز القديس يوحنا الذهبي الفم على كلمة “ فَلْنَخْلَعْ ” في تفسيره لأقوال الرسول بولس إذ يقول: فَلْنُلقِ عنا الخيالات ولنتخلص من أحلام الحياة الحاضرة وأضغاثها، ولنخلع عنا هجوعنا ونومنا الثقيل، وبكلامٍ آخر إن أعمال الخطيئة هي أعمال الظلمة وذلك لأنها تأتي وتخرج من ديجور الجهل والضلال. وأما زيغافينوس فيقول فَلْنَكتَسِ بأسلحة النور أي أسلحة النهار ولنتسلح هنا بكل فضيلة (أي هنا على الأرض) لكي نفرح بها هناك (أي في السماء).

     وبكلام آخر إن أصدقاء المسيح هم جنودٌ بواسل داخل شتى أنواع الأخطار والأهوال يواجهون الأعداء المنظورين وغير المنظورين، إذ أن حياة الإنسان المسيحي هي حياة صراع، حياة جهاد، حياة كفاحٍ، لهذا السبب ينبغي اعتبار من لا يحملون معهم أسلحة نور المسيح عراةٌ وعُزّل.

     نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ (يعقوب 4: 8) وبحسب المفسرين فإن القلب هو مركز البواعث والدوافع والرغبات والنزعات لهذا فإن قلوبنا يجب أن تكون مستقيمة وصادقة ومتحررة من أي مراءاة ونفاق ومداهنه وأن يكون دافعها فقط هو إرضاء الله.

     ويفسر ايكومينوس قول الرسول “طَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ (يعقوب 4: 8) أي إن الذين لا يحيون بطريقةٍ واحدة هم ذوي رأيين “أي لديهم نفسين” فهؤلاء البشر مجرورين وتائهين ومخدوعين من البشر، وليس لهم طريقة واحدة لكي يسكنوا في بيت الرب وأما القديس ثيوفيلكتوس فيقول” أن هؤلاء الناس “ذوي الرأيين” يقودهم الناس مصدقين إياهم ومخدوعين منهم”

     اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ. (يعقوب 4: 10) أي اتضعوا أمام الرب وهو سيرفعكم في هذه الحياة الحاضرة من خلال الفضيلة والكمال الأخلاقي من أجل الحياة الأبدية العتيدة والغبطة والمجد. ويعلم القديس يعقوب مستشهداً بقول المزمور يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً (مزمور 3: 34 و يع 4 :6) الذي من سليمان، فبحسب القديس يوحنا الذهبي الفم ليس الله بحاجة لكي يُعلن الحرب ضد المستكبر بل لكي يوضح و يشير كم يمقت الله المتكبر و المغرور.

     حقاً إن الله يبغض المستكبر وذلك لأن بحسب القديس يوحنا السلمي أن الكبرياء هي نكران الله، وسابقة للطيش، وخصمُ لله. ويضيف قائلاً: أنني قد سمعت أحد الكرام يقول: هَب أن عدد الأهواء الخبيثة اثنا عشر فإذا أحببت بإرادتك واحداً من هذه الأهواء وهي الغرور فسوف يغنيك هذا عن كافة الأهواء الأخرى.

      إن تعليم القديس يعقوب يتوجه لا فقط للمسيحيين بل لجميع أولئك الذين يحبون الله الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ. (1تيم 2: 4) كما يؤكد بولس الرسول. لهذا السبب فإننا نرى مرنم الكنيسة يمدح القديس يعقوب قائلاً: ان كلمة الله الاب وابنه الوحيد، لما وافي الينا في آخر الأيام، جعلك يا يعقوب الملهمَ بالله راعٍ ومعلم لأورشليم. ومدبرٍ أمينٍ خدم الأسرار الروحية. فلذلك نكرمك نحنُ كلنا يا أيها الرسول.

     تفرح وتبتهج كنيسة أوروشليم في عيد تذكار حاميها والمدافع عنها وأول رئيس كهنةٍ عليها ألا وهو القديس يعقوب أخو الرب لأنه استلم من الرب الإله شرطونيته الرسولية وأصبح مُؤَسِسَاً بالروح القدس النظام الإداري المجمعيّ للكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية خاتماً خدمته الرسولية من رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ. (عبرانيين 12: 2) بشهادة دمه.

      إن القديس يعقوب أخو الرب الصادق والأمين والشهيد الحي لهذه الوديعة المقدسة يقف في وسط مركزه في “آوروشليم” في الأرض المقدسة يرعى رعية المسيح المنتشرة في هذه الأرض برئاسته الروحية والكنسيّة مع أخوية القبر المقدس الراسخة سامعين لما قاله ربنا يسوع المسيح لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ (لوقا 12: 32) فلاَ تَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ (أعمال 1: 4). وأيضاً فلنعمل بوصية القديس يعقوب الذي يقول فيهاتَأَنَّوْا أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ“. (يعقوب 5: 7-8).

      ومع المرتل نهتف ونقولُ: لقد ظهرت أخا وتلميذاً للرب الذي وافانا بالجسد، ومعانيا للأسرار الإلهية أيها الحكيم وقد هربتَ وإياهُ إلى مصر مع يوسف وأمه فتشفع وإيَّاهما في خلاصنا.

وكل عام وأنتم بخير معافين دوماً وسالمين جميعاً من وباء الكورونا

بعد خدمة القداس الإلهي توجه الوفد البطريركي الى دار البطريركية وتم وتوزيع أرغفة الخبز الصغيرة من قبل المسؤولة عن المخبز الراهبة سيرافيما. وفي القاعة خاطب غبطته الحاضرين بهذا الكلمة:

معايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكارعيد القديس يعقوب أخو الرب

5-11-2020

تعريب قدس الاب الايكونوموس يوسف الهودلي

سعادة قنصل اليونان العام الجزيل الاحترام السيد إيفانجلوس فاليراس

الإخوة والآباء الأجلاء

أيها المؤمنون، والزوار الحسني العبادة، الحضور الكريم كلٌ باسمه مع حفظ الألقاب،

إننا نمتدحك بأناشيد الثناء عن حسن عبادةٍ يا مولود يوسف وأول رئيس كهنةٍ لأوروشليم ومعاين الله وأخا الرب المكتشف الغوامض الإلهية يا يعقوب.هذا ما يتفوه بهِ مرنم الكنيسة.

تبتهج وتفرح اليوم كنيسة المسيح ولا سيما كنيسة آوروشليم بتذكار عيد القديس الرسول الشهيد المجيد يعقوب أخو الرب أول رئيس أساقفة على العرش الأسقفي وهو أول من تبوئ سدة الاجتماع الليتورجي وسر الشكر الإلهي لكنيسة آوروشليم.

   إن القديس يعقوب والمدعو أيضاً بالصدّيق قد سُيّم أسقفاً من ربنا يسوع المسيح وأصبح أول راعٍ أي رئيس كهنة على أوروشليم ومعلماً ومدبراً أميناً للأسرار الروحية. لهذا فقد حازَ على الرتبة الرسولية.

ويميز القديس أغناطيوس الإنطاكي (104+) أهمية الرتبة الكنسية الأسقفية قائلاً: بأن الأسقف هو في مكان الله وعلامة الوحدة. فلا تجعلوا شيئاً يفرق بينكم بل اتحدوا بالأسقف خاضعين لله بيسوع المسيح (الرسالة لمغنيسيا)

وعدا عن هذا فإن داؤود النبي يسبح قائلاً: اللهُ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ قُدْسِهِ. (مزمور 46: 8) أي على هذا العرش المقدس في كنيسته جلس ابن الله الوحيد وكلمة الله جالسين معه رسله القديسين حيث القوات الملائكية تمجد الله دون انقطاع والذين على الأرض هم مثال لما هو في السماء لهذا فإن هذا الترتيب يستمر ويدوم دوماً في الكنيسة السماوية والكنيسة الأرضية.

    إن عرش كنيسة مدينة الملك العظيم والمدبر العظيم الذي أصبح يعقوب أخاً له، قد أراق دمه خاتماً بدون انقطاع إلى منتهى الدهر على الخلافة الرسولية من خلال الأساقفة والبطاركة على عرش مكان صلب وقيامة المسيح، المسيح، الذي هو رأس جسد الكنيسة.

     ولأن أخوية القبر المقدس مصغيةً لوصية القديس بولس الرسول احْفَظِ الْوَدِيعَةَ، (1 تيم 6: 20) فقد ذهبنا إلى كنيسة القديس يعقوب أخو الرب حيث أقمنا القداس البطربركي لمجد الله الواحد المثلث الأقانيم ولتمجيد وإكرام أبينا القديس يعقوب أخي الرب مع المصلين معنا من أبنائنا المسيحيين الأتقياء ومع المرتل نقول مَرَّةً حَلَفْتُ بِقُدْسِي،”يقول الرب الاله” أَنِّي لاَ أَكْذِبُنَسْلُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَكُونُ، وَكُرْسِيُّهُ كَالشَّمْسِ أَمَامِيمِثْلَ الْقَمَرِ يُثَبَّتُ إِلَى الدَّهْرِ. (مزمور 88: 36-38)

فيا أيها القديس يعقوب يا أخا الإله، يا عمود الكنيسة تضرع إلى المسيح لكي يخلص نفوسنا ويمنح السلام لمنطقتنا ويحفظ هذا العرش البطريركي الآوروشليمي إلى منتهى الدهر.

آمين

كما هي العادة من كل عام في هذا اليوم, سلّم غبطة البطريرك مفتاح كاتدرائية القديس أخو الرب لوكلاء الكنيسة.

مكتب السكرتارية العامة