1

سيناكسيس مار ميخائيل ورؤساء الملائكة

 

مقال ل: هبه هريمات

 

قبل عدة سنوات من انعقاد المجمع المسكوني الأول في نيقية، وخلال السنوات الأولى من القرن الرابع، أسس المجلس اللاوديكي المحلي لأول مرة ما نعرفه ونحتفل به اليوم باسم سيناكسيس قائدي الملائكة ميخائيل وجبرائيل ورافائيل وباقي الرتب السماوية من السيرافيم والشاروبيم والعروش والقوات والسلطات ورؤساء الملائكة والملائكة.

السيناكسيس، وهو تجمع المؤمنين للاحتفال بعيد معين أو لإحياء ذكرى قديس ما، يحمل معنىً خاصاً خلال هذا العيد لأنه يجمع بين البشر والملائكة الذين يقفون سوياً بخشوع أمام الرب الخالق.

الأمر الذي أدى إلى تخصيص يوم للاحتفال بذكرى الملائكة، هو أنه في مطلع القرون المسيحية الأولى بدأ البعض بالتوجه لتأليه الملائكة وعبادتها كأنها آلهة وحكام للعالم، مما دفع القانون الخامس والثلاثون لمجلس لاوديكيا إلى إدانة هذه المعتقدات وشجبها وقام بتعيين عيد أرثوذكسي قويم عوضاً عن ذلك، يحرص على التبجيل الصحيح للملائكة.

 

كيف وقع الاختيار على الثامن من نوفمبر (حسب التقويم الشرقي) للاحتفال بالملائكة:

بما أن الملائكة تتوزع على تسع رتب أساسية، فقد تم اختيار شهر العيد أن يقع في نوفمبر، الشهر التاسع من مارس الذي عادة ما كانت تبدأ به السنة حسب العصور القديمة. واختير اليوم الثامن من الشهر لتجمع القوى السماوية تزامناً مع يوم الرهبة أو يوم الدينونة، الذي أطلق عليه الآباء القديسون “اليوم الثامن”. فبعد هذا الدهر الذي ستنقضي فيه أيام الخليقة السبعة، سيأتي اليوم الثامن ثم “وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ” (متى 25:31).

 

التسلسلات الهرمية الثلاثة للملائكة حسب التقليد الكنسي:

ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الرتب التسعة من الملائكة تتوزع على ثلاث تسلسلات هرمية. في أعلى التسلسل الهرمي يقف السيرافيم الملتهب والناري ذو الأجنحة الستة، وبجانبه تتدفق حكمة الشاروبيم ذي الأعين المتعددة، وخلفه العروش وهم خدم استقامة عدل الله.

في التسلسل الهرمي الملائكي الأوسط يأتي ملائكة السيادة التي تملك السيادة على مراتب الملائكة المتعاقبة، وملائكة القوى التي تحقق إرادة الله، وأما ملائكة السلطات فتقضي على قوة الشيطان.

يتضمن أدنى التسلسل الهرمي الرؤساء الذين يتحكمون في الملائكة ذي الرتب الأدنى، ورؤساء الملائكة الذين يكشفون عن القداسة، وأخيراً الملائكة الذين هم الأقرب للبشر فيعلنون نية الله ويوجهون الناس إلى الحياة الفاضلة والمقدسة.

رئيس جميع الرتب التسعة سابقة الذكر هو خادم الله المقدس والمخلص ميخائيل. اسمه بالعبرية يعني “من مثل الله” حيث ألقى من السماء بإبليس المتغطرس مع باقي الأرواح الساقطة الأخرى.

ووفقًا لتقليد الكنيسة، شارك ميخائيل في العديد من أحداث العهد القديم ودافع عن بني إسرائيل في كل مصائبه. من أبرز تلك الأحداث أنه وقت خروج بني إسرائيل من مصر، سار ميخائيل أمامهم على شكل سحابة نهارًا ونار ليلًا. من خلال رئيس الملائكة ميخائيل ظهرت قوة الرب وأبادت المصريين وفرعون الذين كانوا يطاردون بني إسرائيل. كما حال ميخائيل دون عرض الشيطان لجسد النبي موسى على اليهود بهدف استعبادهم (يهوذا 1:9).

لذلك تكرس بطريركيتنا في 21 نوفمبر / 8 نوفمبر احتفالاً تذكارياً بعيد رئيس الملائكة ميخائيل وجبرائيل وباقي القوى السماوية غير الجسدية في الكنيسة الصغيرة المخصصة لهم في البلدة القديمة في القدس، وكذلك في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل وجبرائيل بقرب البحر في يافا التي عادة ما تكون برئاسة غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث.