1

الإحتفال بعيد عيد رئيسيّ طغمات الملائكة العظيمين ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوية في مدينة يافا

إحتفلت كنيستنا الروم الارثوذكسية والبطريركية الاورشليمية يوم الأحد الموافق 21 تشرين ثاني 2020 بعيد جامع لرؤساء الاجناد ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات العادمي الاجساد الشاروبيم والسارافيم, فاكراما لهؤلاء الخدام الالهيين حماتنا وحراسنا رأت الكنيسة الارثوذكسيه واجباً ان تقيم تذكارا احتفاليا في هذا اليوم نجتمع فيه للاحتفال والترتيل لهم قاطبة, وعلى الخصوص لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل اللذان حاربا وأسقطا  إيوسفوروس الذي تكبر على العلي, ووقفا مع سائر القوات الملائكية امام العرش الإلهي صارخين “لنقف حسناً”.

الكنيسة المقدسة تشتشهد من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد بأن الملائكة هم “أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ” (رسالة العبرانيين الإصحاح 1 عدد 14).

حسب العهد الجديد رئيس المرئكة جبرائيل هو من بشّر العذراء مريم أنها ستلد المسيح المخلص, وسائر الملائكة رتًلت “المجد لله في العلى” عن ولادة الطفل الإله, وظهر ملاك ليوسف في الحلم ليخبره أن يأخذ الصبي وأمه الى مصر هرباً من هيرودوس الملك, وأخبره بعدها أن يرجعوا الى الناصرة بعد موت هيرودوس.

بهذه المناسبة أقيمت خدمة القداس الالهي الأحتفالية في دير البطريركية في مدينة يافا في الكنيسة التي تحمل إسم رئيس الملائكة ميخائيل , ترأسها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة كيريوس كيرياكوس متروبوليت الناصرة, كيريوس دماسكينوس رئيس أساقفة يافا, كيريوس أريسترخوس رئيس أساقفة قسطنطيني, كيريوس يواكيم متروبوليت إلينوبوليس, الأرشمندريت نيكتاريوس, الأرشمندريت نيفون الرئيس الروحي في الرملة, الأرشمندريت أرتيميوس, كهنة الرعية الأورثوذكسية في يافا, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس والشماس الأب إفلوغيوس. وحضر القداس أبناء الرعية الأورثوذكسية في يافا وأبناء الرعايا الروسية والرومانية والسفير اليوناني في تل أبيب والقنصل اليوناني العام في القدس.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رئيسيّ طغمات الملائكة العظيمين ميخائيل و جبرائيل و سائر القوات السماوية في مدينة يافا 21- 11 -2020.

تعريب قدس الاب الايكونوموس يوسف الهودلي

يُكرِزُ بولس الرسول قائلاً: لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»؟ أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ؟ (عبرانيين 1: 13-14)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

     إن نعمة الروح القدس قد جمعتنا اليوم في هذه الكنيسة التي تحمل اسم رؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل في مدينة يافا التاريخية التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس لكي بمجدٍ وشكرٍ نسبح القوات الملائكية العادمة الأجساد وغير الهيولية الماثلين على الدوام والمحتفين حول عرش الله الطاهر هاتفة: قدوسٌ قدوسٌ قدوسٌ أنت يا الله الضابط الكل كما يشهد بذلك النبي اشعياء قائلاً: رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَالسَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُوَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ». (اشعياء 6: 1-3) وبحسب شهادة القديس يوحنا الإنجيلي فإن يسوع قال لنثنائيل الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَمَلاَئِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ. (يوحنا 1: 52) أي تصعد وتنزل الملائكة “على المسيح” تخدم ابن الله الحقيقي كما يقول زيغافينوس ومن الجدير بالذكر ما أشار إليه في تفسيره القديس كيرلس الإسكندري عن خدمة الملائكة الليتورجية، أي أن الملائكة سوف يُرون وهم يصعدون وينزلون على ابن الإنسان أي يخدمون وينفذون ما يأمر به المسيح من أجل خلاص الذين يؤمنون وذلك لأنه بالطبيعة ابن الله.

     ويذكر بوضوح القديس لوقا الإنجيلي شهادته عن الملائكة قائلاً عند ولادة مخلصنا المسيح وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْفَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبّوَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِين: الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ». (لوقا 2: 8-14).

     وكما يكرز القديس بولس الحكيم قائلاً: إن الملائكة مرسلون لحماية ومساعدة الناس من أجل خلاصهم أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ! (عبرانيين 1: 14) ويفسر هذه الأقوال القديس يوحنا الدمشقي قائلاً: انظر في أي مدى يكون هؤلاء الملائكة فالرب يجلس فوق وهم أسفل في الخدمة. وأما القديس يوحنا الذهبي الفم فيقول: إن عمل الملائكة خدمة الله من أجل خلاص البشر، انهم خدام ابن الله مرسلون بطرقٍ كثيرة من أجلنا نحن البشر، أي أن الملائكة بمعنى آخر يهتمون من أجل خلاص كل واحد منا.

     وفي رسالة اليوم يؤكد القديس الحكيم بولس على الاهتمام الذي يجب أن نظهره له نحن المؤمنون من أجل خلاصنا أَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، (عبرانيين 2: 2-3). وبتوضيح أكثر إذا كان كل تعدٍ وعصيان للناموس الذي أعلنه الله لموسى عن طريق الملائكة قد نال بحقٍ جزاءً عادلاً فكيف سنهرب نحن من العقاب إذا أهملنا خلاصاً عظيماً؟ إن هذا الخلاص لم يُعلن عبر ملائكةٍ كالناموس بل ابتدأ يُكرَزُ ويبشر به الرب نفسه والذي تسلمناه بثقةٍ ويقين من الرسل الذين سمعوا الكرازة من فم الرب مباشرة. ويتساءل أسقف عصرنا الحالي كيروس يوئيل أسقف بيلا: عندما نتحدث عن الخلاص ماذا نعني ؟! إننا نعني خلاص الشخص البشري، الإنسان الذي هو على صورة الله والذي تشوهت واسودت صورته بسبب الخطيئة فقد احتاج أن يأتي المسيح على الأرض لكي يطهر صورتهُ ويقود الإنسان إلى كماله.

     إن الخلاص يعني خلاص الشخص البشري واتحاده بالله، وبكلام آخر أي تأله الشخص البشري بحسب النعمة، فلا شيء عند الله أهم ومطلوب أكثر بقدر خلاص نفسنا كما يؤكد بذلك الذهبي الفم (لا يوجد عند الله أهم من خلاص نفسنا). وأيضاً يكرز القديس بطرس الرسول نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ. (1بطرس 1: 9)

     ويُظهر القديس بولس الرسول قيمة الإنسان وبالأخص نفسه مستشهداً بأقوال المزمور وَتَنْقُصَهُ قَلِيلًا عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ.تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ (مز 8: 6). أي قد أظهرت يا رب الإنسان قليلاً عن الملائكة وبالمجد والكرامة كللته كملكٍ على الخليقة وقد أخضعت كل شيء تحت قدميه.

     وما يستحق ذكره أن الملائكة يتفوقون على البشر بأنهم ليسوا مائتين وليسوا محصورين جسدياً كما يقول القديس يوحنا الدمشقي: لا يتزوجون لأنهم لا يموتون. ولأنهم عقول فهم غير محصورين حصراً جسمانياً وهم في أمكنة عقلانية. يحضروا حضوراً عقلانياً ويعملون. وهم يُحافظون ويعتنون بالشعوب والمواضع على حسب ما رتبه لهم الخالق ويدبرون شؤوننا ويُغيثوننا. وهم يقيمون بكليتهم في حضرة الله لأجلنا تلبيةً لمشيئة الله وأمره.

   فها قد اتضح السبب لماذا تكرم كنيسة المسيح المقدسة بإجلال ووقار العيد الحافل للملائكة وللرئيس صافَّات القوَّات الالهية العادمي الأجساد ميخائيل ومع المرتل نهتف ونقول: أيها الملائكة ورؤساء الملائكة والكراسي والسلاطين والربوبيات والرئاسات والقوات والشاروبيم والسارافيم، تضرعوا” من أجلنا” مع والدة الإله من أجل العالم.

كل عام وأنتم بألف خير

آمين

بعد خدمة القداس الإلهي إستضاف سيادة رئيس أساقفة يافا ذماسكينوس الوكيل البطريركي الذي قام بتجديد وترميم دير الملاك ميخائيل غبطة البطريرك والأساقفة والآباء على مائدة غذاء.

كما وتم الإحتفال بهذا العيد في دير رؤساء الملائكة الواقع مقابل البطريركية حيث ترأٍ خدمة صلاة الغروب والقداس الإلهي مشرف الدير سيادة رئيس أساقفة اللد كيريوس ذيميتريوس يشاركة آباء من أخوية القبر المقدس, وقام بالترتيل الأب سيمون والأب إفسيفيوس مع طلاب المدرسة البطريركية.

بعد القداس إستضاف سيادة المطران الحضور في قاعة الدير.

مكتب السكرتارية العامة