1

الذكرى الخامسة عشر لجلوس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على العرش البطريركيّ الأوروشليميّ

اقيمت في البطريركية ألاورشليمية يوم الأحد الموافق 22 تشرين ثاني 2020 الذكرى الخامسة عشر لجلوس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على عرش الكرسي البطريركيّ ألاورشليمي.

بهذه المناسبة أقيمت خدمة صلاة المجدلة الكبرى في كنيسة القيامة ترأسها غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بمشاركة أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس وكهنة الرعايا  الأورثوذكسية , وبحضور القنصل اليوناني العام في القدس السيد ايفانجلوس فاليوراس , وأبناء الجالية اليونانية والرعية ألاوثوذكسية في القدس. 

بعد الصلاة توجه غبطة البطريرك مع ألاساقفة والآباء الى دار البطريركية لتهنئة صاحب الغبطة, حيث القى كلمة المجمع المقدس وأخوية القبر المقدس السكرتير العام للبطريركية سيادة المطران أريسترخوس , بعدها القى كلمة القنصلية اليونانية القنصل اليوناني السيد  فاليوراس تبعه سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة يافا ذماسكينوس, سيادة رئيس أساقفة مادبا أريسطوفولوس, مسؤول كنيسة القديس يعقوب أخو الرب الأب خرالامبوس (فرح) بنور وغيرهم.

في النهاية شكر غبطة البطريرك أخوية القبر المقدس والحضور بكلمة القاها في قاعة العرش البطريركي.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة عشر لجلوسه على العرش البطريركيّ الأوروشليميّ

تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

سعادة قنصل اليونان العام السيد ايفانجلوس فاليوراس الجزيل الاحترام

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين،

 أيها المسيحيون المحبوبون،

           بِتَسْبِيحِ الرَّبِّ يَنْطِقُ فَمِي، وَلِيُبَارِكْ كُلُّ بَشَرٍ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ (مزمور 144: 21).

      لقد نبت من جذر يسى كنيسة المسيح المقدسة في آوروشليم لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَها واشْتَهَاهَا مَسْكَنًا لَه (مز 131: 13) والتي تُعيّد اليوم بمرور خمسة عشر عاماً لسلطة خدمتنا المتواضعة منذ تنصيبنا على العرش الذي أسسه الله، عرش القديس الشهيد يعقوب أخ الرب أول رؤساء وأساقفة آوروشليم.

    إن هذا الحدث المقدس له أهمية خاصة وذلك بسبب الشهادة لحقيقة المسيح في العالم من قبل الكنيسة من جهة والمسؤولية الرعوية الروحية لرعيتها من جهةٍ أخرى كما يؤكد على هذا بولس الرسول أَنِّي لَمْ أُؤَخِّرْ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِكُلِّ مَشُورَةِ اللهِاِحْتَرِزُوا إِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. (أعمال 20: 27-28)

        ولأننا سالكون بحسب هذا القانون أي قانون تقليد أخويتنا فقد توجهنا إلى كنيسة القيامة المقدسة برفقة الآباء الأجلاء الكرام من أعضاء أخوية القبر المقدس حيث رفعنا الشكر والتمجيد لإلهنا ومخلصنا ربنا يسوع المسيح لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. (رؤيا 1: 6)

     نعيّد اليوم الذكرى السنوية الخامسة عشر لجلوسنا على العرش في خضم جائحة ووباء مرض الكورونا (كوفيد 19)، وينبغي اعتبار هذه الذكرى السنوية هي ذكرى تجديد وضمان للعصور القادمة للخلافة الرسولية من خلال من يجلس على عرش كنيسة آوروشليم هذه الكنيسة التي بدايتها في ابن وكلمة الله ربنا يسوع المسيح كما يشهد القديس يوحنا الإنجيلي هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ الله كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. (يوحنا 1: 2-3) وبحسب أوامر الرسل القديسين “فليترأس الأسقف عليكم بصفتهِ شخصاً مكرماً بسلطة من الله التي يجب ان يمارسها على رجال الدين ويحكم بها كل الشعب.

     وبما أننا سامعون للرسول بولس الذي يقول: إِنِّي بِكُلِّ ضَمِيرٍ صَالِحٍ قَدْ عِشْتُ للهِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ (أعمال 23: 1) ولأننا نسير على خطى أسلافنا فإننا نبذل قصارى جهدنا في حدود قدرتنا المتواضعة للحفاظ على تقليدنا الرسولي سالماً وعلى صحة إيماننا وأيضاً معالجة الاحتياجات الروحية والمادية للمؤمنين من أبناء رعيتنا المسيحية. كما يوصي القديس بطرس الرسول ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ (1بطرس 5: 2). وأيضاً الحفاظ على الشواهد الكتابية لإيماننا التي هي الأماكن المقدسة الكارزة بتجسد كلمة الله وآلام صلبه وقيامته من بين الأموات.

     ومن الجدير بالذكر أن نقول أيضاً أن الحفاظ على الأماكن المقدسة هو واجبٌ يخص الجنس الملوكي التقي أي المسيحيين الروميين الأرثوذكسيين، إذ إنه حقٌ وامتيازٌ لهم لا يزول وهو واجبٌ مقدسٌ في هذه الأرض المقدسة، فإنه يُعتبر حقٌ قديمٌ متوارثٌ. لهذا فقد قمنا جاهدين لإيصال صوتنا لجميع المحاور السياسية والدبلوماسية والمنظمات والحكومات المحلية والعالمية للحفاظ على نظام الثقافات والديانات والقوميات المتعددة لنسيج شعب هذه الأرض المقدسة آوروشليم والتي هي أي آوروشليم تُعتبر بحد ذاتها مزاراً عالمياً كما يقول القديس اشعياء النبي مِنْ أَجْلِ صِهْيَوْنَ لاَ أَسْكُتُ، وَمِنْ أَجْلِ أُورُشَلِيمَ لاَ أَهْدَأُ، حَتَّى يَخْرُجَ بِرُّهَا كَضِيَاءٍ وَخَلاَصُهَا كَمِصْبَاحٍ يَتَّقِدُ (اشعياء 62 :1 )

لم “تضجر رُوحِيَ فِي باطني. (مزمور 142: 4) لأننا مغروسون ومؤسسون في محبة المسيح وفي الإيمان به عاملين بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ (2تيم 1 :3) لمنع الانشقاق في جسد المسيح التي هي الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، وعدا عن هذا فإن مهمة الرسل القديسين ورسالتهم التي خرجوا بها من أحضان كنيسة صهيون كانت رسالة وكرازة مصالحة وهذا قد أعلنه القديس بولس الرسول قائلاً: أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. (2 كور 5 :19)

       إنَّ هذه الذكرى السنوية الخامسة عشر للجلوس على العرش البطريركي لا تدعونا للافتخار بل بالأحرى إلى فحص خدمتنا البطريركية حسب ما أوصانا بهِ الرسول بولس فَإِذاً حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ. (غلاطية 6: 10).

 

ختاماً نتضرع إلى إلهنا أبي الأنوار أن قائلين” تَمَسَّكَتْ خُطُوَاتِي بِآثارِكَ فَمَا زَلَّتْ قَدَمَايَ. (مز 16: 5) بشفاعات والدة الإله سيدتنا والدة الإله مريم وبتضرعات وتوسلات القديس نكتاريوس أسقف المدن الخمس ونعمة قبر ربنا ومخلصنا يسوع المسيح القابل للحياة لتمنحنا القوة في خدمة المزارات والأماكن المقدسة والتي تشكل الشهادة الصادقة على إيماننا ولا سيما العناية الرعوية لأبنائنا المسيحيين الأتقياء.

     وأتوجهُ بالشكر لكل الذين حضروا وشاركوا معنا الصلاة مُكرمينَ هذا اليوم راجياً لهم من الله العلي القدير كل بركةٍ وقوةٍ واستنارةٍ وصبرٍ ونعمةِ من القبر المُقدس لتكن معهم ومعكم جميعاً وأشكر بحفاوةٍ جميع من تكلَّم هذا اليوم وأخص بالذكر كيريوس أرسترخس رئيس أساقفة قسطنطيني الذي تكلم نيابةً عن أخوية القبر المقدس وأعضاء المجمع المقدس المكرمين.

مكتب السكرتارية العامة