1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديس نيكولاوس الصانع العجائب

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم السبت الموافق 19 كانون أول 2020 (6 كانون أول شرقي) بتذكار أبينا القديس نيكولاس الصانع العجائب رئيس أساقفة ميرا ليكيه.

في هذا اليوم تحيي الكنيسة تذكار القديس نيكولاوس الذي كان أسقف كيرا ليكيه في آسيا الصغرى الذي كان كما يُذكر في طروبارية القديس “قانوناً للوداعة ومعلماً للإمساك”, و “فلذلكَ أحرزتَ بالتواضع الرفعة وبالمسكنةِ الغنى”. 

كان القديس نيكولاوس معيناً للفقراء, معزياً للمسجونين, شفيعاً للبحارة وللمسافرين في البحر, مساعداً لليتامى, ومدافعاً عن الأيمان المستقيم  بمساواة الإبن الكلمة مع الآب في المجمع المسكوني الأول في نيقيه سنة 325 ميلادية.

تم الإحتفال بهذا العيد في البطريركية على النحو التالي:

1. في دير القديس نيكولاوس بجانب البطريركية حيث أقيمت خدمة القداس الإلهي ترأسها سيادة متروبوليت كابيتاليس إيسيخيوس يشاركة الأرشمندريت نيكتاريوس, الأرشمندريت مكاريوس, ومشرف الدير المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس, بحضور عدد من أبناء الرعية الأورثوذكسية والجالية اليونانية في القدس.

خلال القداس حضر للدير غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث للتبارك وتهنئة المصلين.

2. في كنيسة القديس نيكولاوس في بيت جالا

في كنيسة القديس نيكولاوس في بيت جالا تم الإحتفال بمشاركة آباءالرعية فقط بدون مشاركة وفد من البطريركية بسبب تقييدات الصحة العامة من جائحة كوفيد 19, ومع ذلك حضر للكنيسة أبناء الرعية للتبارك من أيقونة القديس نيكولاوس الذي هو شفيعهم وشفيع بلدتهم.

 

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس نيقولاوس العجائبي 19/12/2020

تعريب قدس الاب الايكونوموس يوسف الهودلي

لقد أصبحت يا نيقولاوس، مناضلاً عن كنيسة المسيح كلّي الحماسة، ناقضاً بدالة عقائد البد َع الفكرية، وظهرتَ في جميع الأحوال دستوراً لاستقامة الرأي متشفعاً من أجل جميع التابعين لتعاليمك الإلهية وإرشاداتك. هذا ما يتفوهُ بهِ مرنم الكنيسة. هذا ما يتفوهُ بهِ مرنم الكنيسة.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون والزوار الأتقياء

     إنّ التذكارَ الموقّر لأبينا الجليل في القديسين نيقولاوس رئيسَ أساقِفة ميراليكيا العجائبي قد جمعنا اليوم في كنيسته المقدسة التي تحمل اسمه لكي بشكرٍ وتمجيد نشكر الرب إلهنا مكرمين وممجدين القديس رئيس الكهنة.

     لقد وُلد القديس نيقولاوس في مدينة باترا في منطقة ليكيا وقد تميز بحياته الطاهرة الشريفة وعمله الرعوي العظيم وبالأخص دفاعه ونضاله عن صحة عقائد الإيمان الأرثوذكسي وذلك عند مشاركته في المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقيّة عام 325 حيث ضحد ووبّخ بشدّة التعليم الملوث لزعيم الهراطقة آريوس.

      أصغى قديسنا لأقوال المزمور الداؤودية افْتَخِرُوا بِاسْمِهِ الْقُدُّوسِ. لِتَفْرَحْ قُلُوبُ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ الرَّبَّاُطْلُبُوا الرَّبَّ وَقُدْرَتَهُ. الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِمًا. (مز 104: 3-4). لقد توسل أبينا البار نيقولاوس بشوقٍ حارٍ إلى الله الذي شددهُ وقوّاهُ بالروح القدس لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلبهِ (أفسس 3: 16-17) وهذا يعني أن نيقولاوس المختار من الله قد جعل نفسه كما يقول بولس الرسول مَسْكَنًا للهِ فِي الرُّوحِ. (أفسس 2: 22).

    مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ (أفسس 2: 20) وهذا يعني على تعاليم الكتب المقدسة وتقليد الكنيسة المقدس. لقد قاوم نيقولاوس الإلهي ديانة الأوثان بشدة كارزاً بدالةٍ بحقيقة إنجيل المسيح، لهذا فقد أسرهُ الوثنيون، وفي سنة 303 أثار القيصر الروماني ديكليتيانوس، الاضطهاد على المسيحية، فسام المؤمنين صنوف العذاب، وأمر بإغلاق كنائسهم وإبادة كتبهم المقدسة، فسجن عدداً كبيراً منهم، ونفى آخرين، وكان نصيب رعاة الكنيسة من هذا الاضطهاد وافراً جداً، ومن بين هؤلاء الرعاة الصالحين كان القديس نيقولاوس الذي زجّه جنود قيصر في غياهب السجون وأذاقوهُ مرَّ الآلام. وهو يتحمّلُ كل ذلكَ بصبرٍ جميلٍ حباً بالمسيح، ومكث القديس نيقولاوس مسجوناً حتى انتصر قسطنطين الملك على أعدائه وفتح أبواب السجون، فخرج المعترفون ظافرين، وعاد القديس نيقولاوس إلى رعيتهِ ليرعى الشعب الذي ائتمنه الله على رعايته. كما يشهد بذلك كاتب السنكسار.

     اعتلى قديسنا العرش الأسقفي لميرا ليكيا من جهةٍ ومن الجهة الأخرى أنشأ عملهُ الرعوي والإنساني، وقد صار كما يقول ربنا يسوع” السِّرَاجَ الْمُوقَدَ الْمُنِيرَ (يوحنا 5: 35)، وذلك بحسب وصيته لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً (لوقا 12: 35). وهذا ما يؤكد عليه مرنم الكنيسة هاتفاً: افرَحْ يا هامةً مكرَّمة. ومحلاًّ نقيّاً للفضائل. وقانوناً شريفاً للكهنوتِ الإلهيّ. أيها الراعي العظيم. المصباحُ السَّاطعُ الضِّياء. الحاملُ اسم الظفر. الكاسرُ خبزَهُ بإشفاقٍ للجائعين. المصغي إلى ابتهالاتِ السُّقماء. المنقذُ السَّريعُ التَّلبيَة. الصَّائنُ الخلاصيُّ لجميعِ المقيمينَ بإيمانٍ تذكارَهُ الشهير. فيا كاملَ الغبطَةِ ابتهلْ إلى المسيح. أَن يمنحَنا الرحمةَ العُظمى.

     حقاً أيها الإخوة الأحبة لقد استبان نيقولاوس رئيس الكهنة دستوراً للكهنوت الإلهي إلهياً والراعي العظيم، لهذا فقد نجح استطاع أبينا البار نيقولاوس المتوشح بالله أن يقبل بحرارةٍ وصايا القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس قائلاً: اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ، الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ. (2تيم 1: 8-10).

     إن هذه الحقيقة بأن النعمة والخلاص قد ظهرت بتأنس وظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي حطّم الموت وجلب الحياة والنور وعدم الفساد بكرازة الإنجيل، وعلّمها أبينا البار نيقولاوس الحامل في اسمه صفة النصر والغلبة، والذي أصبح مقتدياً ومتمثلاً ببولس الإلهي حسب وصيته كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ. (1كور 11: 1).

     فإنَّ كنيسة المسيح تدعونا اليوم بفم مرنم الكنيسة: لنبوّقنَّ ببوق الأناشيد، ونجذل في العيد ولنرقصنّ ابتهاجاً بالموسم السنوي لأبينا البار نيقولاوس المتوشح بالله. وهذا لأن القديس أثناسيوس الكبير يقول: إن العيد الذي نُعيّد له هو مثال وصورة للفرح السماوي فنأتي نحن بهذا العيد بالمزامير والترانيم الروحية. وبكلام آخر إن أعياد تذكار قديسي الكنيسة ولا سيما أبينا البار نيقولاوس الذي نُعيّد له اليوم تدعونا فيهِ هذه الأعياد لكي نتذكر قول الرسول بولس لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ (غلاطية 3: 27).

     وهذا يعني أننا اعتمدنا بالإيمان بالمسيح، اعتمدنا لموته، فدُفنا معه بالمعمودية 5المسيح من بين الأموات ننهض نحن من جرن المعمودية أُناسٌ جدد لكي نسلك نحن في حياة جديدة (رومية 6: 3-4). وذلكَ لكي نكرس حياتنا كلها بالكلية سامعين وعاملين بوصايا الرب كما يقول صاحب المزمور أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ، وَعَدْلُهُ عَلَى بَنِي الْبَنِينَ، لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَذَاكِرِي وَصَايَاهُ لِيَعْمَلُوهَا (مزمور 102: 15-16).

     فهلموا يا إخوتي الأحبة لكي نتوسل إلى خادم الرب لكي يتشفع دوماً إلى المسيح الإله الذي تجسد وتأنس من دماء النقية الفائقة البركات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم ومع جميع الذين يُكرمون تذكارك الشريف الموقر برغبةٍ ووقار نهتف مع المرتل قائلين: استَعدي يا بَيتَ لحمُ وليْتأَهبِ المِذود وتتقبلِ المَغَارة، فإنَّ الحقيقةَ قد جَاءت والظلَ قَد جَازَ والإلهَ قد ظهرَ للبشرِ مِنَ البتول، ظاهراً على صورتِنا ومؤلهاً طَبيعتَنا فلذلكَ قدْ تجدَدَ ادمُ مع حواءَ هاتفيْن: لقد ظهرت المسرةُ على الأرضِ لتُخلِصَ جِنْسَنا.

كل عام وأنتم بألف خير

صوم ميلادي مبارك خال من المرض ومن جائحة الكورونا

مكتب السكرتارية العامة