1

تقطيع كعكة رأس السنة الفاسيلوبيتا في البطريركية الأورشليمية

أقيم في دار البطريركية الأورشليمية مساء يوم الأربعاء الموافق 13 كانون الأول (أي 31 كانون أول حسب التقويم الكنسي الشرقي اليولياني الذي تتبع له الكنيسة الأورشليمية كنسياً) 2021, الإحتفال السنوي التقليدي لإستقبال السنة الجديدة  2021, وقام غبطة بطريرك المدينة ألمقدسه كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بتقديس كعكة العيد التقليدية, والتي تحمل اسم القديس باسيليوس الكبير (فاسيلوبيتا) الذي تحتفل الكنيسة أيضا بتذكاره الموقر في يوم 14 كانون ثاني مع عيد ختان ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد.

بارك هذا الاحتفال التقليدي, غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وحضره القنصل اليوناني العام في القدس السيد إفانجيلوس فِليوراس وآباء أخوية القبر المقدس. وخلال ألاحتفال ألقى غبطته كلمة معايدة على الحضور متمنياً للجميع سنة مباركة, بعدها قام بتقسيم الكعكة وتوزيعها على الحضور على أنغام التراتيل التقليدية الكنسية بهذه المناسبة من قبل طلاب المدرسة البطريركية.

مُعايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد ختانة ربنا يسوع المسيح بالجسد وتذكار أبينا القديس الجليل باسيليوس الكبير 1/1/2021

تعريب قدس الاب الايكونوموس يوسف الهودلي

     لأَنَّ الربَّ يَقُولُ: «فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ». هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ (2كورنثوس 6: 2) هذا ما يُكرز به رسول الأمم القديس بولس الإلهيّ.

    كنورٍ للجالسين في ظلمة وظلال الموت بسبب وباء كورونا المعدي، قد أشرقت علينا اليوم سنة الرب الجديدة. لهذا فإن كنيستنا المقدسة، كنيسة المسيح، قد جمعتنا اليوم في هذا المكان المقدس في بطريركيتنا العامرة، لكي نرفع المجد والشكر للإله الواحد القدوس المثلث الأقانيم، الذي جعل الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ فِي سُلْطَانِهِ (أع 1: 7) في زمن هذا التذكار الموقر لختانة ابن الله ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد من جهة ومن الجهة الأخرى لكي نُعيد سويةً لتذكار أبينا الجليل في القديسين باسيليوس الكبير والذي من أجل إكرام تذكاره الموقر نقوم بتقطيع كعكعة الفاسيلوبيتا التي تحمل اسمه.

    إنّ تغير الزمن يُشكِل حدثاً، يعطي إشارةً أو علامة لمجرى تاريخ البشرية العالمي، فكم بالأحرى يعطي بالأكثر للتاريخ المقدس والذي أُعلِنَ في سر التدبير المقدس والذي نعني بهِ تأنس وتجسدُ كلمة الله مخلصنا يسوع المسيح زمن أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ وكِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ.  (لو 2 :1-2).

لهذا وبما أنَ كنيستنا المقدسة مصغيةً لأقوال الرب الكتابية “رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ (لو 4: 18 & اش 61 :1) وهي ليس مصغيةً فقط من أجل مجرد التعييد لهذا الحدث بل من أجل أن تستمطر علينا في “سنة الرب” النِعم والبركات الإلهية من الله الآب ” قائلين أيها الكلمة الابن الأزلي المتَّحد بالروح القدس. الصانع معهُ كلَّ ما يُرَى وما لا يُرَى. بارك اكليل السنة حافظاً جماهير الأرثوذكسيين في سلامٍ. بشفاعات والدة الإله وجميع قديسيك.

    فمن خلال بركة الرب فإن الزمن يتحول داخل الكنيسة إلى وقت خلاصٍ بحسب ما ذُكِرَ سابقاً ” فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ». هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ (2كورنثوس 6: 2).

فلأجل هذا القول الكتابيّ أو الأفضل أن نقول لتغيير أو تحوّل الزمن، لزمنٍ خلاصيٍ نُعيدُ نحن اليوم لأنّ الصِّدِّيقُ؛ فَإِنَّهُ وَإِنْ تَعَجَّلَهُ الْمَوْتُ، يَسْتَقِرُّ فِي الرَّاحَةِ. لأَنَّ الشَّيْخُوخَةَ الْمُكَرَّمَةَ لَيْسَتْ هِيَ الْقَدِيمَةَ الأَيَّامِ.( حك.س 4 : 7-8 )

وبكلام آخر إن تقسيم الزمن ما بين ماضٍ وحاضر ومستقبل من جهةٍ وبين احتسابه كعدة سنوات من جهةٍ أخرى، نستطيع أن ندركه فقط بالمسيح إلهنا وذلك بحسب شهادة القديسين يوحنا اللاهوتي أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ (رؤ 1: 8).

إن الفلسفة أو النظرية العقلية للزمن ليس بالمقدور حصرها لهذا فإن القديس الرسول بطرس يقول أَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. (2 بط 1 : 16 )

    وهذا ما يشير إليه الزمن الذي يصبح وقتاً في كنيسة المسيح فقد أُعطي لنا لكي يجعلنا نحن ايضاً من خلال الإيمان معاينين عظمته والتي هي معاينة مجد الله في ملكوت السماوات. ويقول القديس باسيليوس الكبير ” لكي لا تضلَّ عن طريق الحق باحثاً عبر المنطق البشري، عن بداية العالم (والزمن) فإنه اوصلك إلى المعرفة، طابعاً في نفوسنا بطريقةٍ ما اسم الله الثمين كختم وتميمة، قائلاً: في البدء خلق الله “.  فالطبيعة المباركة، والخير الغزير، وأولئك ذو العقول الذين يحبون، الجمال المنشود، وأصل وبداية الكائنات، ومصدر الحياة، والنور العقلي، الحكمة التي لا يسبر غورها، “هو الذي في البدء خلق السماوات والأرض “.

      إن هذه الأقوال الملهمة من الله لأب الكنيسة المميز القديس باسيليوس الكبير يدعون دوماً الذين يحبون الجمال المنشود ومصدر الحياة و النور العقلي وايضاً الحكمة الذي لا يسبر غورها  في هذا الوقت أي عند تغيير الزمن وبالأخص خلال هذا الزمن العصيب للوباء المميت المعدي فايروس الكورونا كوفيد 19 ،للتفكير جلياً متمعنين في كل مالم نستطع أن نحققه أو فشلنا فيهِ، متمثلين بالابن الضال في المثل الإنجيلي الذي رجع إلى نفسهِ وقام وَذْهَبَ إِلَى أَبِيهِ تائباً  وَقُائلاً لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا.. (لوقا 15: 18-21)

فلنفطن لزمان التوبة هذا ونوحِدهُ ونكمِلّهُ بتوبة الابن الضال في المسيح المتجسد من دماء النقية والدة الإله الدائمة البتولية مريم ،متضرعين إلى رئيس الكهنة العظيم الذي من كبادوكية القديس باسيليوس الكبير المظهر للأمور السماوية والمهذب أخلاق الناس لكي يتشفع لربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح المُختتن بالجسد من أجل خلاص نفوسنا، ومن أجل سلام كل العالم وبالأخص في هذا الشرق الأوسط المضطرب ومن أجل توقف الإنشقاقات واستعادة وحدة الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة المقدسة الرسولية ومن أجل انعتاق الجنس البشري من مرض ووباء الكورونا المعدي ومن جميع أشكال الأمراض والأوبئة ومع المرنم نهتف ونقول: بطلبات التي ولدتك بدون نفاس يا مخلص الجميع. ومتولي شؤونهم وخالق البرايا بأسرها وضابطها. امنح عالمك السلام واحفظ كنيستك على الدوام فيا أيها الرب إلهنا يا من أقام بسلطانه الأزمنة والأوقات بارك إكليل السنة بصلاحك واحفظ بالسلام المؤمنين ومعهم أخوية القبر المقدس الأجلاء ورعيتنا المسيحية التقية ومدينة آوروشليم المقدسة والجنس الرومي الأرثوذكسي التقي.

آمين

كل عام وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العامة