1

رسامة كاهن جديد في البطريركية

ببركة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وبقرار من المجمع الأورشليمي المقدس, تمت رسامة الشماس ماركيلوس رئيس مزار القديس جوارجيوس في مدينة اللد كاهناً خلال خدمة القداس الإلهي في القبر المقدس القابل الحياة التي أقيمت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل الموافق 26 شباط 2021 بوضع يد سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس.

الأب ماركيلوس كان راهباً في دير القديس أنطونيوس في ولاية أريزونا الذي أسسه الشيخ المثلث الرحمات الأب أفرام, وإنخرط في أخوية القبر المقدس قبل سنتين.

بعد قراءة الصلاة الخاصة بحلول النعمة الإلهية بوضع يد سيادة المطران كيرياكوس أُلبس الكاهن الجديد الحلة الكهنوتية وعلت أصوات الحاضرين ب “مستحق” من آباء أخوية القبر المقدس ومن أبناء الرعية في اللد.

بعد خدمة القداس الإلهي إستقبل مسؤول الأواني المقدسة في كنيسة القيامة سيادة المطران أيسيذوروس سيادة متروبوليت الناصرة مع الآباء في  مكتبه.

في الصباح حضر المتوحد الأب ماركيلوس الى مكتب غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفليوس الثالث لنيل البركة الأبوية وأستمع لتوجيهات صاحب الغبطة لرعاية رعيتنا الأورثوذكسية في مدينة اللد.

كلمة سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس في رسامة الأب ماركيلوس

الشماس المتوحد الأب ماركيلوس,

 في هذه الساعة ونحن نقف أمام القبر المقدس الواهب الحياة الذي وُضع فيه الخالق ليقدسنا وليعيد بقيامته المجيدة خلق جمال طبيعتنا الأصلية التي تدنست من الخطيئة، نحن مدعوون ببركة وإذن وتشجيع غبطته أبينا وبطريركنا كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وبموافقة المجمع الأورشليمي المقدس الذي يرأسه أن نستدعي الروح القدس لرسامتك إلى الدرجة الثانية من الكهنوت ، أي الى رتبة الكاهن بوضع أيدينا ، ونجعلك خادمًا لأسرار الله.

هذا لشرف كبير لك وهبة كبيرة ومسؤولية عظيمة لإن العناية الإلهية للإله الثالوث القدوس “فَاحِصَ الْقُلُوبِ وَالْكُلَى اللهُ الْبَارُّ” (مزمور 7: 9) ، قد خصصت لك بركات كثيرة وتجارب غير متوقعة. بعد أن نشأت وترعرعت روحياً على جميع الأمور المتعلقة بطريقة العيش الشبيهة بالملائكة في دير القديس أنطونيوس في أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية ، تحت قيادة الشيخ إفرايم، أتيت إلى الأرض المقدسة وعُينت خادماً في مغارة ولادة المخلص في كنيسة المهد في بيت لحم المقدسة. بعد ذلك، وبعد موافقة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث مع المجمع المقدس على طلبك للانضمام إلى أخوية القبر المقدس الموقرة، وبعد تقييم مواهبك، إُسندت اليك مهمة الرئيس الروحي في مزار القديس العظيم في الشهداء جوارجيوس في مدينة اللد، وأيضاً لتتسلم الخدمة الكهنوتية.

من اليوم “اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ” (لوقا 1: 35)، من اليوم ترتفع في الهواء، من اليوم تتجدد، من اليوم تتلقى الكهنوت ومعه خدمة جديدة ورسالة جديدة. مهمتك الجديدة لها ثلاثة مواقع يمكنك من خلالها مُعاينة الله:

أولاً الكهنوت: اعلم أنك من الآن فصاعدًا ستكون كاهن الله العلي, مهمتك هي الاحتفال بالقداس الإلهي، حيث سيقف بجانبك “الآلاف من رؤساء الملائكة وعدد لا يحصى من الملائكة” (صلاة من الليتورجيا). سيكون المذبح المقدس أمامك ، حيث لن تكون بعد ذلك خادماً  بل عاملاً، تتلقى النعمة الإلهية وتُعطيها. من المذبح المقدس تنال القوة، وتلجأ إليه في ضيقاتك. كن على يقين،  كلما كانت حياة الكاهن أكثر طهارة، كلما نال المزيد من النعمة في الاحتفال بالإفخارستيا المقدسة.

ضع في اعتبارك رؤية النبي إشعياء ، عندما رأى ” السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ” (إشعياء 1:6) وتأكد أنه خلال الاحتفال بالذبيحة غير الدموية ، ستتكشف أمامك هذه الرؤية ، حتى لو لم تكن قادرًا على رؤيتها بعينك البشرية.

ثانياً: الرسالة الرعوية. من الآن فصاعدًا، دُعيت  أن”أُعْطِي وَسَنًا لِعَيْنَيَّ، وَلاَ نَوْمًا لأَجْفَانِي” (مزمور  132:4). من اليوم تصبح إناء النعمة الإلهية ، لكي تقدم لكل إنسان يأتي إليك ماء الحياة الأبدية، ” يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ” (يوحنا 4:14). إن رعايتك لرعية بطريركتنا في مدينة اللد وللحجاج الذين يأتون من جميع أنحاء العالم تجعل من الضروري أن تعطيهم رعاية مستمرة حتى يستفيدوا روحيا ليواصلوا طريقهم إلى الخلاص. احتفظ في قلبك بكلمات القديس يوحنا السلمي: “الراعي الحقيقي ينكشف بمحبته. لأن الراعي صُلب بدافع المحبة (كتاب السلم الى السماء, الى الراعي 24).

ثالثاً وأخيراً: مهمتك في أخوية القبر المقدس. بصفتك عضواً في أخوية القبر المقدس ومكملاً  لتقليد طغمة عظماء الرهبنة، بالإضافة إلى النصائح المذكورة أعلاه، يجب أن تحافظ على المزار المقدس الذي دُعيت لخدمته. كن وصيًا أميناً ، حافظ على الممتلكات الروحية والمادية التي سلمها إلينا الآباء القدماء ، وكذلك جميع العناصر الثمينة الأخرى لإيماننا المستقيم. اعلم أن آباؤنا القدامى حافظوا على هذه الأماكن المقدسة بالدماء والدموع والعرق. كن على يقين، أن العظيم في الشهداء القديس جوارجيوس الذي هو “عن المُلوك مدافعٌ ومحاربٌ” (من طروبارية القديس جاورجيوس)، سيكون حاميك ووصيك في هذه المسيرة.

بعد أن توجهنا إليك بما ذُكر، بصفتك أخاً وأباً، وطاعةً لأمر غبطة أبينا وبطريركنا ثيوفيلوس الثالث، فإننا نطلب لك نعمة القبر المقدس القابل الحياة والمغارة التي إستقبلت المخلص الرب، وشفاعات والدة الإله الكلي الطهارة التي نالت البشارة في الناصرة، والقديس العظيم في الشهداء جوارجيوس اللابس الظفر، وندعوك أن ” نَدْخُلْ إِلَى مَسَاكِنِهِ. لِنَسْجُدْ عِنْدَ مَوْطِئِ قَدَمَيْهِ (مزمور 132:7).

مكتب السكرتارية العامة