1

غبطة البطريرك يترأس خدمة القداس الإلهي في قانا الجليل

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث صباح يوم الأحد الموافق 9 أيار 2021 المعروف بأحد توما الرسول خدمة القداس الإلهي الإحتفالي في كنيسة دير قانا الجليل تذكاراً  لتجديد إيمان الرسول توما بقيامة الرب المجيدة وبتذكار معجزة تحويل الرب يسوع المسيح الماء الى خمر في عرس قانا الجليل.

شارك غبطة البطريرك في القداس الإلهي سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة بيلا فيلومينوس, قدس الأرشمندريت بارثينيوس رئيس دير الرسل في طبريا, وكهنة مطرانية الناصرة ومن البلدان المجاورة. وحضر القنصل اليوناني العام في القدس السيد إيفانجيلوس فليوراس وأبناء الرعية الأورثوذكسية في قانا الجليل (كفركنا) في القداس الإلهي إحتفالاً بهذا اليوم المُبارك وفرحاً بقيامة الرب المجيدة, وبإستعادة حياتهم اليومية بعد فترة طويلة من التقييدات بسبب جائحة كوفيد.

بعد القداس الإلهي أقيمت الدورة التقليدية ثلاث مرات حول الكنيسة وتم قراءة إنجيل معجزة عرس قانا الجليل, تبعها مائدة غذاء أعدها الرئيس الروحي لدير قانا الجليل قدس الأرشمندريت خريسوستوموس.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في أحد توما في قانا الجليل

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

     يهتف القديس يوحنا الدمشقي قائلاً “اليوم يوم القيامة فلنتلألأ أيّها الشعوب لأنّ الفصح هو فصح الربّ وذلك لأنّ المسيح إلهنا قد أجازنا من الموت إلى الحياة ومن الأرض إلى السماء نحن المنشدين نشيد النصر والظفر.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

     إن نعمة الروح القدس قد جمعتنا اليوم في هذا المكان والموضع والمزار المقدس أي في هذا المكان حيث بارك ربنا ومخلصنا يسوع المسيح العرس وصنع أول عجائبه وعلاماته معيدين لتفتيش الرسول توما ولتجديد قيامة المسيح أي الفصح وتذكر عرس قانا الجليل.

     إننا نحن المشاركين اليوم في هذا القداس الإلهي نشارك في قيامة المسيح أي في الفصح كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: ليس الفصح هو الصوم بل هو التقدمة والذبيحة التي تحصل في كل قداس إلهي.

     وبكلام آخر “إن الفصح” هو المسيح القائم من بين الأموات لذلك فإن القديس يوحنا الدمشقي يرنم مسمياً المسيح “بالفصح”.  أيها المسيح الفصح الأجلّ الأمثل، يا حكمة الله وكلمته وقوته. إنّ فصحنا المسيح المنقذ قد اتضح لنا اليوم، فصحاً جديداً مقدّساً، فصحاً فاتحاً لنا أبواب الفردوس، فصحاً مقدِّساً جميع المؤمنين”. وفي الحقيقة إن القديس يوحنا الدمشقي يفسر كرازة الرسول بولس التي يقول فيها لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا. (1كور 5: 7). وأيضاً لهذا السبب يهتف القديس يوحنا الدمشقي قائلاً: لأن الفصح هو فصح الرب وذلك فإن المسيح إلهنا قد أجازنا من الموت إلى الحياة ومن الأرض إلى السماء.

     إذا كانت آوروشليم قد أصبحت مكان استشهاد والشاهدة على أعظم عجائب يسوع المسيح الأرضية والتي هي ذبيحة صليبه وانتصاره على الموت بالقيامة بحسب ما ذُكر «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟» (1كور 15: 54-55) و(اشعياء 25: 8). فإن هذا المكان المبارك مكان قانا الجليل قد صار الشاهد على بداية عجائب وظهور مجد يسوع حيث حوّل ههنا في العرس الماء إلى خمر (يوحنا 2: 1-11).

     وبحسب القديس كيرلس الإسكندري فإن الرب قد كرّم وشرّف بحضوره هذا العرس لكي من جهة يُقدس بداية وأصل تكوين الإنسان ومن الجهة الأخرى يلغي لعنة المرأة العتيقة التي من خلال الولادة كما يقول بولس الرسول إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا. (2كور 5: 17) ومجد مخلصنا قد يشرق بالبِر كأشعة الشمس وأيضاً ثبّت تلاميذه في الأيمان فيه من خلال هذه العجيبة.

     وبحسب القديس كيرلس الأوروشليمي إن ربنا يسوع المسيح من خلال عرس قانا الجليل قد حول الماء إلى خمر مؤكداً وواعداً بني العرس أي المعتمدين الذين هم أعضاء جسد الكنيسة بموهبة التمتع بجسده ودمه ويكمل القديس كيرلس قائلاً: لنشترك إذاً بكل ثقةٍ في جسد المسيح ودمه لأنه في شكل الخبز يعطي جسده لك وفي شكل الخمر دمه حتى بمشاركتك جسد المسيح ودمه تتحد في نفس الجسد ونفس الدم معه لأنه هكذا نصبح “حاملين المسيح” لأن جسده ودمه موزعين في أعضائنا وهكذا كما يقول بطرس الرسول: أصبحنا شركاء الطبيعة الإلهية.

     لقد عمل الرب الكثير من العجائب وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. (يوحنا 20: 30) كما يقول القديس يوحنا الإنجيلي الشاهد أن القديس الرسول توما قد لمس وفتش الجنب المطعون لمخلصنا المسيح القائم من بين الأموات.

     إن العفوية الواضحة لعدم إيمان الرسول توما وإعطاء القدرة له أن يلمس الجنب المطعون لجسد المسيح المتأله، قد حدثت هذه بحسب القديس كيرلس الإسكندري لكي نؤمن نحن بيقين بأن هذا الهيكل أي المسيح قد قام حقاً وأن شركة البركة السرية أي القداس الإلهي هو اعتراف بقيامة المسيح، لهذا فنحن مدعوون من القديس يوحنا الدمشقي قائلاً: هلموا بنا في يوم القيامة المشهور نشارك ملكوت المسيح عصير الكرمة الجديد الذي للفرح الإلهي مسبحينه بما أنه الإله إلى الدهور.

     بكلام آخر فنحن مدعوون من خلال مشاركتنا في سر الشكر الإلهي لكي نكون مشاركين في القيامة وملكوت المسيح وذلك لأن الرب يقول: لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ (لوقا 17: 21).

     ويفسر أقوال الرب هذه القديس كيرلس الإسكندري قائلاً: إن ملكوت السماوات يعتمد على إرادتكم وفي متناول أيديكم سواء قبلتموه أو رفضتموه. لأن كل إنسان قد حصل على التبرير بواسطة الإيمان بالمسيح وهو متزين بكل الفضائل فإنه يُحسب أهلاً لملكوت السماوات لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلًا وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ.لأَنَّ مَنْ خَدَمَ الْمَسِيحَ فِي هذِهِ فَهُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ اللهِ، وَمُزَكُى عِنْدَ النَّاسِ. (رومية 14: 17-18) كما يكرز بولس الرسول. وبحسب زيغافينوس فإن المرضي عند الله هو البر والسلام والفرح في المسيح الشافي.

     من خلال آياته وعجائبه إن كان في حياته الأرضية ههنا في قانا الجليل وأيضاً في ظهوره في وسط تلاميذه حيث فتش توما الرسول جسد المسيح الطاهر واضعاً يديه في جنبه بعد قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات. إذ أن ربنا يسوع المسيح قد أظهر ملكوته في العالم من خلال كنيسته المجاهدة والتي بحسب قول الرب وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا (متى 16: 18).

     إن كنز الكنيسة هو المسيح القائم من بين الأموات فلنحبه أيها الأحبة من كل قلوبنا ومن كل أذهاننا ومع المرتل فلنهتف: المسيح قام من بين الأموات وداس الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور.

المسيح قام

مكتب السكرتارية العامة