1

غبطة البطريرك يترأس خدمة القداس الإلهي في مدينة الرملة (أراماثيا التاريخية)

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في الدير المقدس في مدينة الرملة (المعروفة تاريخياً بأراماثيا) خدمة القداس الإلهي يوم الأحد الموافق 16 أيار 2021 بناسبة تذكار القديس يوسف الرامي وحاملات الطيب.

في هذا اليوم تقيم الكنيسة تذكار يوسف الرامي الذي من أراماثيا والذي كان من أعضاء المجمع اليهودي لكنه كان منتظراً ملكوت الله فآمن بالسيد المسيح, وتجرأ وطلب من بيلاطس البنطي جسد الرب الطاهر بعد صلبه وأنزله عن الصليب ولفه بكتّان وطيوب ووضعه في قبر, وبتذكار النسوة حاملات الطيب (يوحنا 19, متى 27).

في الرملة

في هذه المناسبة ترأس صاحب الغبطة خدمة القاس الإلهي في دير البطريركية شاركه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة يافا ذميانوس, سيادة رئيس أساقفة بيلا فيلومينوس وآباء من أخوية القبر المقدس.  وحضر الخدمة القنصل اليوناني العام في القدس السيد إيفانجيلوس فليوراس وعدد كبير من أبناء الرعية الأورثوذكسية في الرملة. وخلال القداس رُفعت الصلاة من أجل وقف الحرب على غزة ووقف أعمال العنف في مدينة الرملة ومدينة اللد.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد حاملات الطيب ويوسف الصدّيق في مدينة الرملة 16/5/2021

تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

فليُمدَح يوسف المتقَّي الحسن الرأي مع حاملات الطيب والتلاميذ الإلهيين بما أنه حصل كارزاً بقيامة المسيح.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

      إن نعمة تلميذيّ المسيح الخفييّن يوسف الذي من أريماثيا أي من مدينتكم المقدسة التاريخية الرملة ونيقوديموس والنسوة حاملات الطيب قد جمعتنا اليوم في هذا المكان والموضع المقدس لكي بشكرٍ نعطي مجداً فصحياً لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات الذي حررنا من فساد الموت وظلمته.

      إن حدث قيامة المسيح ابن الله وكلمته التي لا شكّ ولا جدَل فيها والتي تتميز بأنها البركان الأساسي الذي انبعثت منه حمم نور القيامة التي غطت المسكونة كلها. وما هذا النور إلا النور الأقنومي لسر التدبير الإلهي الذي هو كلمة الله مخلصنا المسيح المتأنس والمتجسد.

    يقول الرب: اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا. وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ». (يوحنا 12: 31-32) ويفسر هذه الأقوال السيدية القديس كيرلس الإسكندري قائلاً: حينما أُبعد الوحش من وسطنا وأُسقِطَ الطاغية فإن المسيح يجتذب إلى نفسه الجنس البشري الذي كان قد ضلّ بعيداً، داعياً إليه ليس اليهود فقط بل كل البشر إلى الخلاص بالإيمان به. لأن الدعوة بالناموس كانت دعوة ٌجزئيةً للقليلين أمّا دعوةُ المسيح فهي دعوةٌ شاملةٌ وعامةٌ للكل.

     بسبب إيمان التلميذين الخفيين بالمسيح القائم من بين الأموات ولا سيما أيضاً النسوة حاملات الطيب فإن كنيستنا المقدسة تُكرِّمُ بإجلالٍ ووقارٍ تذكارهم اليوم في الأحد الثالث من الفصح وأيضاً لأنّ التلميذيْنِ والنسوة الحاملات الطيب قد صاروا شاهدين صادقين من جهةٍ وخطباء لامعين كارزين بقيامة المسيح من جهةٍ أخرى. إذ يقول الإنجيلي مرقس الرسول وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّ يسوعوَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَفَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ.لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ». (مرقس 16: 1-7)

     حقاً أيها الإخوة الأحبة أنهُ من خلال قيامة ربنا يسوع المسيح المضيئة الذي قال «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ” (يوحنا 8: 12) هدم مملكة الظلمة والجهل من جهةٍ، وسحقَ بيدٍ جبارةٍ سلطةَ الشيطان الطاغية على الإنسان من جهةٍ أخرى، كما يُرنم القديس يوحنا الدمشقي قائلاً: أيها المسيح لقد نزلت إلى أسافل دركات الأرض وسحقت الأمخال الدهرية المثبتة الضابطة المعتقلين وفي اليوم الثالث برزت ناهضاً من القبر كما برز يونان من الحوت.

وبحسب القديس غريغوريوس النيصص: أنه بقيامة المسيح حُطِّمَت قوة الموت والخطيئة وتجددت طبيعتنا البشرية، فجاءت مملكة الحياة وحلَّ سلطان الموت وصارت لنا ولادة أخرى وعيشة أخرى ونوع آخر من الحياة يجدد طبيعتنا.

    إن إعادة خلق طبيعتنا البشرية وتجديدها قد صارت في شخص يسوع المسيح عندما لبس طبيعتنا البشرية بالروح القدس من دماء النقية والدة الإله الدائمة البتولية مريم وخلّص طبيعتنا البشرية من الفساد ومن الموت.

والآن بقيامة المسيح قد أوضح وأظهر طبيعتنا البشرية منتصرةً وظافرةً على الموت الجسدي وبصعوده المجيد عن يمين الله أبيه، ألّه جسدنا الذي اتخذه، كما يقول القديس سمعان المترجم.

    فها قد اتضح السبب لماذا يهتف القديس يوحنا الذهبي الفم هتاف النصر قائلاً: إنّ موتَ الربِّ قد أماتَ الموت. وبحسب القديس يوحنا الدمشقي: إننا معيدون لإماتة الموت، أي القضاء على عدونا الأساسي الذي كما يكرز بولس الرسول آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ. (1كور 15: 26)

     ويقول القديس غريغوريوس بالاماس: إن قيامة الرب هي تجديد الطبيعة البشرية، هي جبلةٌ جديدةٌ وعودة آدم الأول إلى الحياة الخالدة الذي كان قد استدرجهُ الموت بسبب الخطيئة وعن طريق الموت عاد إلى الأرض التي منها أُخِذَ.

    إن الشاهدات الصادقات كما سبق وذكرنا على قيامة المسيح هن النسوة حاملات الطيب وبالطبع والدة الإله الدائمة البتولية مريم التي أول من رأت الرب القائم من بين الأموات كما يؤكد القديس غريغوريوس بالاماس قائلاً: إن إنجيل قيامة الرب في الواقع قد قبلته أولاً والدة الإله العذراء مريم ورأت قبل غيرها من البشر القائم من بين الأموات وسجدت لهُ وتمتعت بكلامه الإلهي.

      ويُعلِقُ القديس ثيوفيلكتوس فولغاريوس على حضور النسوة عند دفن وقيامة المسيح قائلاً: إن الجنس الذي ورث اللعنة هو عينه الذي تمتع أولاً برؤية الخيرات والبركات فأما التلاميذ فقد هربوا وأما النسوة فَتَجلّدن وتشجعنّ. وهذا يعني بكلامٍ آخر أن الجنس النسائي الذي ورث اللعنة أولاً بسبب عصيان وتمرد حواء في الفردوس هو الذي سيتمتع أولاً برؤية الرب القائم وذلك لأن تلاميذ المسيح قد هربوا واختبأوا من الخوف بَيْدَ أن النسوة كنّ جريئات وشجاعات.

      فنحن مدعوون أيها الإخوة المحبوبون أن نقتدي بتلميذي المسيح الخفيين يوسف ونيقوديموس وبالأخص النسوة الحاملات الطيب لأننا نرغب بشدة التمتع برؤية بركات وخيرات قيامة مخلصنا المسيح ولنهتف مع المرنم قائلين: لنبتكرنّ مدّلجين دلجةً عميقة، ولنقربن للسيد التسبيح النقي عوض الطيب الذكيّ. ولنعاين المسيح الذي هو شمس العدل مُشرِقاً الحياة للكل.

وليُعْطِكم ” القائم ” رَبُّ السَّلاَمِ نَفْسُهُ السَّلاَمَ كُلَّ حينٍ ومِنْ كُلِّ وَجْهٍ. الرَّبُّ مَعَكمُ أجْمعينَ. (2 تس 3: 16)

المسيح قام

كل عام وأنتم بألف خير

في المدينة المقدسة أورشليم

أقميت خدمة القداس الإلهي بمناسبة أحد حاملات الطيب في كنيسة “حاملات الطيب” الصغيرة الموجودة داخل كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب حيث ترأسها سيادة رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس يشاركه قدس الأب فرح (خرالامبوس) بنور وقدس الأب جوارجيوس برامكي بمشاركة جوقة الكنيسة بقيادة المرنم ريمون قمر. 

حضر خدمة القداس أعضاء جمعية حاملات الطيب وممثلية القنصلية اليونانية السيدة خريستينا زخاريوذاكيس وعدد من أبناء الرعية.

مكتب السكرتارية العامة