1

الإحتفال بعيد القديسين قسطنطين وهيلانه في البطريركية الأورشليمية

إحتفلت أخوية القبر المقدس والبطريركية الاورشليمية يوم الخميس الموافق 3 حزيران 2021 بعيد القديسين المَلكين المتوجين من الله والمعادِلَي الرسل وشفيعي الاخوية قسطنطين وهيلانة في الكنيسة المسماة على إسميهما في البطريركية.

أخوية القبر المقدس تُكرم القديسين قسطنطين وهيلانة على أنهما شفيعي ومؤسسي الأخوية لأن الأمبراطور قسطنطين إستجاب لطلب رئيس أساقفة أورشليم آنذاك مكاريوس خلال إنعقاد المجمع المسكوني الأول في نيقيه وبعث أمه الملكة هيلانة للأراضي المقدسة وقامت بالبحث عن كل موضع في الأراضي المقدسة يحكي حياة السيد المسيح على الأرض من عجائب وآلام وقيامة, وقامت بهدم المعابد الوثنية التي بنيت في موضع الجلجلة والقبر المقدس وباشرت في بناء كنيسة القيامة  التي منها بدأت حرية عبادة الإله الحقيقي وتأسست فيها ” طغمة المجتهدين” التي أصبحت فيما بعد أخوية القبر المقدس, وعلى مدى قرون تستمرهذه الأخوية في رسالة الكنيسة وتشهد للأورثوذكسية وتحفاظ على المقدسات. كما وبنت الملكة هيلانه كنائس وأديرة في كل موضع وطئت عليه قدم رب المجد يسوع المسيح. اما الإمبراطور قسطنطين الكبير كان أول من أعلن الديانة المسيحية ديانة الإمبراطورية البيزنطية بعدما حررها من الإضطهادات التي عانتها الكنيسة على مر العصور, لذلك الكنيسة الموجودة في الدير المركزي للبطريركية مُكرس على إسم هذين القديسين معادلي الرسل.

عشية يوم العيد تقدم غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة صلاة الغروب في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة داخل البطريركية يشاركة آباء أخوية القبر المقدس من أساقفة, أرشمندريتيين ورهبان, وبعد الخدمة كما هي العادة تم تفديم القمح المسلوق (الكوليفا) في ساحة الكنيسة.

صباح يوم العيد ترأس خدمة القداس الالهي صاحب الغبطة مع آباء أخوية القبر المقدس بحضور القنصل العام لليونان في القدس السيد إيفانجيلوس فليوراس, وبعد الخدمة قامت المتقدمة في الراهبات الراهبة سيرافيما بتوزيع الخبز المُبارك على بوابة الدير المركزي, وتوجه غبطة البطريرك مع الآباء الى دار البطريركية للمعايدة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديسين قسطنطين وهيلانة 3-6-2021 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول مرنم الكنيسة: إنّ مُبدِعَ الشمسِ وكلَ الخليقةِ قد اجتُذِبَ مرفوعاً على الصليب ثم اجتذبكَ بالنجوم كنجمٍ نيّرٍ ثاقبٍ وهو في السماءِ وجعلكَ أولَ من لَبِسَ تَاجِ العزَّ والقوةَ يا قسطنطين الملكُ التقيّ الحسنُ العبادة ومن ثمَّ فنحنُ نَمْتَدِحُكَ معَ أُمِكَ هيلانة المتألهةَ اللبَّ.

سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد إيفانجلوس فاليوراس المحترم،

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمون،

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

     تبتهِجُ وتَفرحُ اليوم كنيسةَ المسيح المقدسة في الذكرى العطِرة للقديسَيْن المُشَرَّفيْن الملِكَيْن العظيمَيْن المُتوَّجَيْنِ من الله والمُعادِلَيْ الرُّسل قُسطنطين وهيلانة اللذان أوقفا وأخمدا ديانة تعدد الآلهة الوثنية وأظهرا الصليبَ الكريم الذي فيهِ أُعلِنَ العدلُ الإلهيُّ وبيانُ الحقيقةِ في المسيح.

     لهذا فقد توجهنا مع مُكرميّ هذا التذكارِ الشريفِ برفقةِ أعضاءِ أخويةِ القبرِ المقدسِ الأجلاءِ إلى كنيسةِ الديرِ البطريركيّ المُشيَّدةِ على اسمِهما في تذكارِ عيدِهِما السنوي المقدس مُتممينَ بطريركيّاً خدمةَ القداس الإلهيّ.

     ويكتبُ المؤرخُ الكنسيُّ افسافيوس قيصيرية مادحاً ومعظّماً تقوى وعملُ الملكِ قسطنطين العظيم المرضي لله إذ يقول: “وإذ كان هو الفريد بينَ كل أباطرة الرومان في عبادة الله، الوحيد الذي أذاعَ تعاليمَ المسيح لكل البشر بكلِ جرأة، الوحيدُ الذي أكرمَ كنيستهُ، الأمر الذي لم يعملهُ أحدٌ قَبلَهُ، الوحيد الذي أباد ضلالة تعدد الآلهة إبادةً كاملةً، وأزالَ العبادةَ الوثنيةَ بكلِ صُورِها، فإنّهُ كذلك أصبح الوحيد بينهم _سواء في الحياة أو بعد الموت_ الذي اعْتُبِرَ جديراً بإكرامٍ لمْ ينلهُ أحدٌ من قبل، حتى أنّهُ لم يوجد أحدٌ قط، يونانيٌ أو بربريٌ، بل من قدماءِ الرومان أنفسهم، جديرٌ بالمقارنة معه. 

     حقاً لقد امتازَ الملك ُقسطنطينُ العظيمُ بأنّهُ مجَّد وأكرمَ كنيسةَ المسيحِ بشكلٍ عام وكنيسةَ آوروشليم بشكلٍ خاص، وبمقدورنا القول إنّ الفضلَ يعودُ لحضورِ المسيحيين حتى اليوم في الأرض المقدسة ومنطقة الشرق الأوسط إلى القديس قسطنطين العظيم وأمِّهِ القديسةُ هيلانة اللذان أظهرا وأوضحا الأماكن المقدسة من خلال بناء كنائس في غاية الفخامة والجمال ككنيسة القيامة حيث القبر القابل الحياة والكنيسة الملكية، كنيسة ميلاد المسيح إلهنا ومخلصنا في بيت لحم.

     وبفضلِ الملك قسطنطين العظيم أصبحَ المسيحيون الجنس الملوكيّ الورع للروميين الأرثوذكسيين الذين ونمّوا العظمةَ الروحيّة التي لا تُهزمُ للرومية، كما يقول الأب جاورجيوس ميتالينوس: إن قسطنطين العظيم هو ذلك الروميّ الذي أصبح الروميّ الأول أي الإمبراطور. والذي قاد الرومية الأرثوذكسية إلى المسكونية والعالمية كدولةٍ سُميْت باسمِ المسيح وبحسب الأب جورج فلوروفسكي: لقد ساهم بشكل قاطع الملك قسطنطين العظيم في تجسد اليونانية بالتقليد المسيحي الأرثوذكسي.

     فنحن أيها الإخوة الأحبة بما أننا شاكرين وممتنين لعطايا أبي الأنوار الإلهية وللإحسان الكبير للقديسَيْن المُشَرَّفيْن الملِكَيْن العظيمَيْن المُتوَّجَيْنِ من الله والمُعادِلَيْ الرُّسل قُسطنطين وهيلانة فمع المرتل نهتِفُ ونقول: “السلام عليك يا قسطنطين الكلي الحكمة مع والدتك هيلانة. يا ينبوع استقامة الرأي. الذي يروي كل المسكونة دائماً بسواقي مياهه العذبة. السلام عليك يا جذراً نبت منه الثمر الذي يغذي كنيسة المسيح. السلام عليك يا فخر الأقطار المجيد وأول الملوك المسيحيين. السلام عليك يا فرح المؤمنين”.

المسيح قام

كل عام وأنتم بخير

آمين

مكتب السكرتارية العامة