1

غبطة البطريرك يترأس خدمة القداس الإلهي في بلدة طرعان

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث صباح يوم الأحد الموافق 6 حزيران 2021 وهو الأحد الخامس بعد الفصح المعروف بأحد الأعمى, خدمة القداس الإلهي في كنيسة القديس جوارجيوس للرعية الأورثوذكسية في بلدة طرعان التابعة لمطرانية الناصرة.

كان في إستقبال غبطة البطريرك فرق الكشافة والأب سبيريدون شقحة راعي الرعية الأورثوذكسية في طرعان مع أبناء الرعية.

شارك غبطة البطريرك في خدمة القداس الإلهي سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, قدس الأرشمندريت بارثينيوس, قدس الأرشمندريت أيلاريون, قدس الأرشمندريت أرتيميوس, قدس الأب سبيريدون وآباء مطرانية الناصرة, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس والشماس الأب إفلوغيوس.

خلال القداس الإلهي القى غبطة البطريرك كلمة في هذه المناسبة المباركة:

 كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

إنَّ يَسُوعَ لَمَّا كانَ مُجْتازًا في الهَيْكَلِ، وَجَدَ إِنسانًا أَعْمًى مُنْذُ مَوْلِدِهِ فَتَحَنَّنَ عَلَيهِ وَجَعَلَ طِينًا عَلى عَينَيهِ وَقَالَ لَهُ: ِاذْهَبْ إِلى عَيْنِ سِلْوام وَاغْتَسِلْ. فَإِذْ غَسَلَهُما عَادَ يُبْصِرُ مُعَلِّيًا التَّمْجِيدَ لِلّٰهِ.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها المسيحيون الأتقياء

     إن نعمة الضابط الكل مخلصنا يسوع المسيح قد جمعتنا اليوم في بلدتكم الجميلة طرعان في الجليل الأسفل لكي نُعيدَ معاً للعجب الصائِر للأعمى منذُ مولده من ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح المنير العالم.

     أَجَابَ يَسُوعُ تلاميذهُ يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَمَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ». قَالَ هذَا وَتَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِينًا وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى.
وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ، فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيرًا(يو 9 :3_7)

     ويُفسِرُ القديس كيرلس الأسكندري موضِحاً أقوال الرب هذهِ قائلاً:

   أولاً: إن المسيح هو نورٌ وهو النور العقلي الحقيقي. لأنه لا ينبغي أن يشك أحدٌ في أن الابن الوحيد هو بالفعل النور العقلي الحقيقي، الذي يملك المعرفة والقدرة لكي ينير ليس فقط الكائنات التي في هذا العالم بل أيضاً كل المخلوقات الأخرى العلوية.

   ثانياً: أن الرب قرر أن يشفي الرجل الأعمى دون توسلٍ وتضرعٍ من أحدٍ بل من تلقاء ذاتهِ ومن رغبتهِ الخاصة.

  ثالثاً: أن المسيح قد بيّن أنّهُ هو الذي في البدء أخذ طيناً من الأرض وجبل الإنسان (تك 2: 7) إذ أن المخلص لا يصنعُ شيئاً بدون هدف فهو بواسطة طلائه بالطين يُكمِلُ ما كان ناقصاً وعاطلاً في طبيعة العينين وبذلك يبين أنه هو بذاتهِ الذي شَّكلنا في البدءِ وأنه هو خالِقُ الكون ومبدِعَهُ.

     ومن الجدير بالذكر أن القديس كيرلس الإسكندري يفسر أمر يسوع للمولود أعمى اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ، مميزاً القول السري أي الأهمية السرية بأن المرسل ليس هو آخر سوى الله الابن الوحيد الذي مفتقداً إيانا ومرسلاً من فوق أي من الآب، لكي يُحطم الخطيئة وشراسة الشيطان. ونحن إذ نتعرف عليهِ أي “على المخلص” عائماً وطافياً بحالٍ غير منظور فوق مياه جرن “المعمودية المقدس”، فإننا نغتسل بالإيمان لا لإزالة وسخ الجسد كما هو مكتوبٌ (1 بط 3: 21) ولكن لغسل وإزالة التلوث والنجاسة التي في عيون الذهن والفكر حتى إذا تطهرنا يكون لنا رجاء أن ننظر الجمال الإلهي بنقاوة. ولأننا نؤمن أن جسد المسيح هو واهب الحياة حيثُ أنه هو هيكل ومسكنٌ كلمة الله الحي وفيهِ توجدُ كلُ قوة كلمة الله، ولذلك نحنُ نُعلن أن جسدهُ أيضاً مصدر للنور، لأنهُ هو جسد ذلك الذي هو بالطبيعة النور الحقيقي العقلي.

     وبكلام آخر إن عيون الأعمى من خلال لمس يدي يسوع لهما قد برهن بدون شك بأن المسيح هو ابن وكلمة الله وأنه إنسان كامل وإله كامل، مبيناً أيضاً أنه ليس فقط (يصنع العجائب) من خلال قوة كلمته الإلهية بل أيضاً من خلال فعله الإلهي لجسده ويديه كما هو الحال حين أقام وحيد الأرملة من الموت في نايين” عندما لمس النعش (لوقا 7: 13-14) كذلك حدث عندما فتح عيني الأعمى.

ونقول لأولئك الذين يَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ. (2تيم 4: 4) ولا يؤمنون رافضين الأعمال العجائبية التي صنعها يسوع أمام أعينيهم قائلاً: فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ». (يوحنا 10: 38).

    إنّ المسيح أيها الإخوة الأحبة هو حي وحاضر وفاعل في كنيسته وبالأخص في سر الشكر الإلهي فالمسيح هو الطبيب والشافي ومنير نفوسنا وأجسادنا وهذا ما يشهد عليه الإنجيلي لوقا قائلاً: وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ الأَمْرَاضٍ وَالعِلَلْ وَالأَرْوَاحٍ الشِرِّيرَةٍ، وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. (لوقا 7: 21). إن هذه السلطة قد أعطاها المسيح للرسل ولتلاميذه كما يشهد الإنجيلي متى:” ثُمَّ دَعَا يسوع تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. (متى 10: 1).

     وبكلام آخر إن الكنيسة الجامعة الواحد المقدسة الرسولية التي هي جسد المسيح الإله المتأنس هي سلوام الجرن الروحي، كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: كما أن الصخرة الروحية هي المسيح هكذا كانت أيضًا سلوام الروحية الذي تفسيره المرسل.

     إن هذه القدرة الإلهية التي تفوق العقل وتفوق البشر لجرن المعمودية الروحي أي سلوام الذي هو كنيسة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح فنحن مدعوون أن نطلبها بإيمان ومحبة وتواضع ومع المرتل نهتف ونقول: أيها المسيح الإله يا شمس العدل العقلية يا من بلمسك الطاهر أنرت من الجهتين العديم الضوء من أحشاء الأم عينها فأنر حدقتي نفوسنا وأوضحنا بنين النهار لكيما نهتف إليك بأمانة غزيرة هي تحنناتك إلينا التي لا توصف يا محب البشر المجد لك.

كل عام وأنتم بخير

المسيح قام

بعد الخدمة إستضاف الأب سبيريدون مع أبناء الرعية غبطة البطريرك والوفد المرافق له على مادبة غذاء حيث القى صاحب الغبطة الخطاب التالي:

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

إنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ، وَرَبَّنَا فَوْقَ جَمِيعِ الآلِهَةِكُلَّ مَا شَاءَ الرَّبُّ صَنَعَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ. (مزمور 134: 5-6)

حضرة السيد رئيس لجنة وكلاء الكنيسة المحترم

أعضاء لجنة الوكلاء المحترمين

الإخوة والآباء الأجلاء

الحضور الكريم كلٌ مع اسمهِ مع حفظ الألقاب

     إن اجتماعنا اليوم معاً في هذا اليوم الفصحيّ الزكيّ في الأحد السادس بعد الفصح له أهمية خاصة وذلك بسبب تحنن ومحبة الله القدوس الثالوث، الذي أزال عقبات اجتماعنا التي فرضتها جائحة الكورونا.

     بالطبع نحن كحقيقة ليتورجية وعبادية وأقصد بها كنيستنا الآوروشليمية المقدسة التي لم تتوقف قط عن خدمتكم في المسيح ليتورجياً أو رعوياً، وإن كانت المسافة بيننا بعيدة إلا أننا دائما متصلين معكم عقلياً وروحياً.

     إن كنيسة المسيح التي هي جسد المسيح ليس بالمقدور أن تُدرك دون أعضائها كما يكرز الرسول بولس قائلاً: لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا. لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحًا وَاحِدًا. (1كور 12: 12-13).

     إن كنيسة المسيح كما سبق وقلنا في كرازتنا هي بحسب القديس يوحنا الذهبي الفم الجرن الروحي، والمسيح هو سلوام، أي المرسل من الآب ابن الله وكلمته.

     وهذا يعني أنه في داخل الكنيسة نعاين ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي هو الطبيب الروحي والطبيعي لنفوسنا وأجسادنا. وبكلام آخر أيها الإخوة الأحبة إن كنيسة المسيح هي ملجأنا الأمين وهي سفينة خلاصنا كما هي جرن إعادة ولادتنا بالروح القدس. إن هذه الأقوال ليست وهمية بل هي حقيقية وهذه الأقوال تُدرك عندما تثبت وتنمو في المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات. إن المسيح هو نور العالم وبالأخص هو نور الذين يحبونه ويؤمنون به. وأما كنيسة المسيح فهي مشفى جميع مرضانا لهذا فإن الرسول بولس يوصي قائلاً: فَاثْبُتُوا إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الذي قام من بين الأموات، يُعَزِّي قُلُوبَكُمْ وَيُثَبِّتُكُمْ فِي كُلِّ كَلاَمٍ وَعَمَل صَالِحٍ. (2تس 2: 15-17)

المسيح قام

كل عام وأنتم بخير

مكتب السكرتارية العامة